x

علي السمان مستويان من الاقتصاد.. لا مقارنة بينهما علي السمان الجمعة 21-08-2015 20:45


حينما ينظر الإنسان إلى الصورة الاقتصادية لمصر سيجد هناك من ناحية صورة لحجم عملاق من المشروعات مع حرفية ودقة فى التنفيذ مثل ما اختارته الدولة وسلاح المهندسين بقواتها المسلحة أن يقدموه كهدية لشعبنا على ضفاف قناة السويس من مصانع ومشروعات دقيقة، وتم تصنيع أول بطارية مصنعة بالكامل من مكونات مصرية وروعى فى إنشائها أرقى مستويات الجودة القياسية العالمية، وكذلك أحدث أنواع السيارات والمركبات والعربات المدرعة وقطع الغيار التى تستخدم فى تصنيع المركبات من مختلف أنواعها.

وتمت إقامة معرض للعربات المدرعة من طراز التمساح، افتتحه الرئيس السيسى وكذلك مصنع الفوم ومصنع الشكمان والراديتير.

وعلق الرئيس السيسى على الدقة فى الصناعات المصرية فقال: «نحن محتاجين خيال لتحقيق الكفاءة ومعدلات التنمية المطلوبة، وهذا الخيال لابد أن يتوافر فى كل المؤسسات وإن الأفكار الجديدة تشمل جهاز الشرطة والكلية الحربية ومؤسسات مصر كلها وتحتاج لخيال آخر لمواجهة التحديات الصينية وسنستطيع مواجهتها، وهذا هو معنى الكفاح والنضال».

كلمات الرئيس كانت تصف نوعية الصناعات المتقدمة التى تمت إقامتها على قناة السويس وكانت تمثل بالنسبة إلى المستوى الأول والأعلى للاقتصاد والذى لا يقارن مع المستوى الثانى المتدنى للإنتاج الذى أصبح عاديا جدا لأن مستوى الحرفية يهتم أولا وأخيرا بالأجر قبل كل شىء.

وحينما سننظر ونقيم نوعية صناعة المستوى الثانى المتدنى سنشعر بأن المستوى أصبح لا يستحق التقدير وسيشعر الذى سيبحث عن هذه السلعة أنه لا قيمة لها، وأنها ستسلك بسرعة كبيرة.

ولنقُلها بصراحة بالنسبة للمستوى الأول، ما نصنعه وما ننتجه هو ما شاءت إرادة ومستوى القوات المسلحة أن تنتجه وتديره، والمستوى الثانى تنتجه قوى لا تملك القدرة ولا النوعية ولا الإدارة.

ولنذهب إلى مستوى آخر من إدارة مؤسسات تحتاج إلى عناية ورعاية وقدرة فاعلة على الإدارة مثل المستشفيات والمؤسسات الطبية، وأيضا المأساة التى تعطى الصورة القبيحة اليومية للمخلفات والقمامة.

وبالنسبة للمستشفيات، لقد آلم شعور شعبنا حال المستشفيات التى اأنهار فيها مستوى الرعاية والعناية والنظافة بشكل يؤذى حالة المرضى. وحينما ننظر إلى الصورة التليفزيونية لهذه المؤسسات يشعر الإنسان بحالة من «القرف» والأسى على من يعانون من حالة الانهيار على كل المستويات: العناية الطبية وإهمال المسؤولين من الأطباء والممرضات.

وهنا نعجب حينما نرى رئيس وزراء مصر يثور ويغضب لانهيار حالة المستشفيات دون تغيير جذرى فى حالة الإصلاح وعلى مستوى آخر حينما نعطى مسؤولية بعض المستشفيات إلى المؤسسات العسكرية نشعر فورا بتغير الحال ويكون المستفيد الأول هم المرضى.

بقيت حالة تكدس القمامة فى كل مكان حول الطرق والميادين، ونسمع كل يوم من المحافظين والمسؤولين عما يسمى بتدوير القمامة وتحويلها إلى صناعة حرفية، وبقى أن ترى هذه التصريحات تتحول إلى قرارات واجبة التنفيذ لتصبح مصر وعاصمتها صورة جميلة وتستحق الإعجاب.

مرة أخرى نريد أن نرى المستويين الاقتصاديين القمة العليا وانهيار المستوى يبحثان عن تقارب بين المستويات ويحققان قبول فكرة المقارنة بينهما.

مصر فعلا بلد العجب..! هناك بعض الأحياء التى تتميز بالجمال والاعتناء بالبناء ونظافه شوارعها ولنعترف أنها قلة. وكذلك هناك قلة من المستشفيات تتمتع بمستوى طبى عالٍ وأهمها مؤسسات عسكرية.

وهناك أحياء أخرى تتميز بالقبح وعشوائية البناء وتجمع أكوام القمامة، نحن لا نأمل مستوى عاليا جدا ومستوى منخفضا جدا ولنذهب إلى حل الوسطية.

أضيف أيضا أن رئيس الدولة المشير عبدالفتاح السيسى أعطى نموذجا فى اختيار دول ونظام ورئيس من سنغافورة كقدوة لو تم تنفيذها فى بلد مثل مصر لأصبح اقتصادها وماليتها ونظام معيشتها مثاليا.

وطموح رئيس الدولة هو أن يحقق لبلدنا مستوى معيشة يرضى الغالبية العظمى من شعبنا، وحينما ستنظر إلى مستوى ما ينتجه مشروع قناة السويس من حقنا أن نتفاءل.

ومن حقنا أيضا أن نقول إن التفاؤل حق مشروع لمن يبذلون الجهد لحماية لقمة العيش ومستواها.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية