بمناسبة أننا خرجنا من أيام مفترجة وداخلين على أيام مفترجة أخرى، فاسمح لى يا حمادة أن أعترف لك اعترافاً من هذه الاعترافات التى لا تفعلها المرأة إلا كل سبعين سنة مرة!.. يبدو كده والله أعلم أننا أخطأنا عندما انتقدنا وانتقد غيرنا تدخلات حرم محافظ الإسكندرية فى شؤون المحافظة.. الست منذ أن رفعت إيدها عن المحافظة وتركت زوجها يبدأ عمله بمفرده والمحافظة تتكعور من سيئ لأسوأ.. نفس الإسكندرانية الذين كانوا يصرخون ليرحل المحافظ السابق تجدهم الآن يتحسرون عليه!.. ما هو البنى آدم كده يا حمادة، لا يعلم قيمة الشىء إلا بعد زواله.. ويبدو يا حمادة أن السيدة حرم المحافظ كانت تعلم مسبقاً أنها الأنشط من زوجها وأنها هى الأولى بالمنصب غيرش بس هو النصيب، فلذلك اقتحمت المشهد فور أن تولى زوجها مهامه.. ويبدو برضه يا حمادة أننا ظلمنا هذه السيدة، لذلك ربنا وقعنا كلنا فى شر أعمالنا وأصبحت الإسكندرية مقلب زبالة على صرف صحى!.. كان مالها حرم المحافظ يا حمادة؟.. كان لديها همّة وشمللة، واجتمعت برجال المحافظة أكثر من اجتماع زوجها بهم، وإنت جئت سديت نفسها!.. كنت سيبها تدير المحافظة، مش جايز الحال كان يبقى أحسن!..هكذا أنت دائماً يا حمادة، تزن على خراب عشك.. اتفضل بقى لو سمحت اذهب للإسكندرية وانزل شوارعها واجمع القمامة بنفسك، أم أنك لا منك ولا كفاية شرك؟.. واخلط القمامة بالصرف الصحى واحدفهم فى أى مبنى مخالف جنبك، وإياك تكسل وتظن أن الفرج سيأتيك وحده من عند رب كريم لأنه يبدو أن السيد المحافظ مآنسنا شويتين كمان!.. أما عن التعايش مع الأزمة فليس أمامك سوى أن تقنع نفسك أن فى الزبالة سبع فوائد.. مثلاً، الرائحة النفاذة بتوسع النخاشيش والأوعية الدموية، منظر الزبالة مع الرائحة يدر الدموع والدموع بتجلى النظر، كما أن تجمع القطط والفئران يعطيك فرصة إنك تحنن قلبك على تلك المخلوقات الضعيفة ولو قاعد فى البيت زهقان وحران فممكن تفك عن نفسك بإنك تخرج تلعب معاهم.. ولو ولادك عاملين دوشة فى البيت وعايز تسربهم ابعتهم يلعبوا مع الفئران.. زمان وإحنا صغيرين كان هناك رجل بيلف الشوارع ومعه مراجيح على شكل قارب بين عمودين حديد، وكان يتمرجح حوله جميع أولاد المنطقة.. هذا الرجل اختفى، ولم يعد للمراجيح وجود خارج مدن الملاهى، لكن الحمد لله إن ربنا عوض صبرك خير، ويبقى نصيب ولادك يحيوا مسيرتك فى اللعب فى الشارع ويلعبوا فى الزبالة.. وهنا يجدر أن أسأل حبيبى ونور عينى معالى السيد رئيس الوزراء: ماذا تنتظر معاليك لتقيل المحافظين الفاشلين؟.. إذا كانت الإسكندرية أثناء الموسم الخاص بها يتدهور حالها إلى هذه الدرجة، فأى فرصة أخرى تنتظر أن يستغلها هذا المحافظ ليظهر كراماته؟.. ولماذا تعطيه الفرص إذا كانت المشاكل تكدست منذ أول يوم له فى المحافظة؟.. أليس الكتاب بيبان من عنوانه؟.. طب وحياتك إنت يا معالى رئيس الوزراء إن الكتاب بيبان من حاجات كثيرة بالإضافة للعنوان.. عندك مثلاً شكل الجلدة، طباعة العنوان، خامة الورق.. أما هذا المحافظ فهو من أول يوم لا عنوان ولا جلدة ولا طباعة ولم يظهر لنا أى كرامات تشفع له فى أى يوم حار ملزق صيفاً، طين مطين شتاء!.. ولست أفهم لماذا الصبر أصلاً على أى مسؤول يبدى فشلاً؟.. هى القناة الجديدة اتحفرت فى أد إيه؟.. ألم يكتمل الحفر فى سنة؟.. هل لو كان العمال كسالى ويتم منحهم الفرصة بعد الفرصة كانت سترى هذه القناة النور؟.. ده لو كنا قعدنا نحفر خمسين سنة لم تكن لتكتمل هكذا.. مشكلة معالى رئيس الوزراء تكمن فى حنية قلبه.. بصراحة دفعة المحافظين الجدد كلها ولاد ناس، ترى فيهم ابنك أو شقيقك، لكن هل يكون إعطاء الفرص على حساب الناس والبلد؟!.. ولست أفهم من هذا الفتك الذى اخترع مبدأ أنه لا تغيير للقيادات قبل البرلمان؟.. إذا كان الأداء فاشلاً فشلاً منقطع النظير فلماذا لا يتم تغيير الفاشلين إلا بعد البرلمان؟.. واخدين علينا وصل أمانة؟.. وما العلاقة بين حركة محافظين والبرلمان؟.. كاتبين كتابهم ولَّا متصاحبين؟.. إذن، لو صعبان عليكم محافظ الإسكندرية، فاعزلوه وعينوا زوجته محافظ!