فاجأ العلماء الألمان العالم بقرب التوصّل إلى دواء ضدّ الغباء.. اهتمت المواقع الأمريكية والروسية بالنبأ المذهل.. وما الذى يمكن أن يصلَ إليه العلم فى هذا الصدد.
(1) فى «معهد الوراثة الجزيئيّة» فى ألمانيا.. يعمل فريق من العلماء على إنتاج عقارات جديدة فى إطار «الحرب العلميّة العالمية» على مرض ألزهايمر.
نجح العلماء فى التوصّل إلى عقار جديد.. سيكون الأهم فى تاريخ هذه الحرب.. يعمَل العلماءُ الآن على إنجاح تجاربهم على الفئران.. وهى خريطة طريق مُعتادة.. حيث يسبق الفئران الإنسان فى كل التجارب الطبيّة.
لقد بدأت التجارب الإضافية.. من أجل «وقف النشاط الزائد فى بعض الخلايا العصبية لدى الإنسان».. و«إحلال الاستقرار فى عمل المخ.. وتحسين قدرته على التفكير والتركيز».
تقول مواقع ألمانية وروسية رصينة: إن الدواء الجديد سوف يُستخدم كذلك فى علاج الغباء.. حيث سيكون بمقدور أى رجل أو امرأة أن يتناول ذلك العقار للحدّ من الغباء.
(2) لقد جاءتْ عناوين الخبر فى الصحف العالمية تحت هذا العنوان المفاجئ: «دواء ضدّ الغباء».
وإن المرء ليتساءل: إلى أين يمضى العلم؟ وما الذى سيتوصل إليه الإنسان؟.. وكيف سيكون وضع الإنسان فى منتصف هذا القرن.. وكيف سيكون عند نهايته؟
إنه لأمرٌ مثيرٌ ومفزعٌ معًا.. أنْ نتابع بحوث الهندسة الوراثية والجينات.. لنجِد أننا نتجّه إلى «المجهول العظيم» أو «المجهول المُروِّع».. كلاهما قد يأتى معًا.
يتحدّث العلماء عن العلاج الجينى للعديد من الأمراض.. وعن آفاقٍ هائلة للطب الجينى.. ستنقل الصحّة الإنسانية إلى مستوى غير مسبوق. وقد انتقلتْ هذه الآمال السعيدة من «الجسد» إلى «النفس».. وباتَ العلماء يتحدثّون عن الشعور والوعى والعقل، وعن الإدراك والتفكير والسّلوك.
وفى إشارة إلى المستوى الذى يمكن أن يكون عليه «إنسان المستقبل».. أعلن العلماء فى «MIT» فى خريف عام 2014، التوصّل إلى الجين المسؤول عن محو الذكريات.. وأنه يمكن التدخل لتعظيم نشاطه، ومحو كل الذكريات السيئة من حياة الإنسان!
(3) فى فبراير عام 2015، كشف باحثون للمرة الأولى فى علم الوراثة «خريطة الجينوم الأعلى».. مما يتيح مواجهة بعض الأمراض الخطيرة التى يتعرض لها الإنسان.. وفى الشهر نفسه، فاجأت بريطانيا العالم بالموافقة على آلية «الإخصاب الثلاثى» العلاجية.. التى يقول الأطباء إنها ستمنَع توارث الأمراض المستعصية.
وفى أغسطس عام 2015.. جاءت النقلة الجديدة: دواء ضدّ الغباء!
(4) فى الجانب الآخر.. يتحدث علماء عن خطر على حياة البشر، إذا استمر جنون الطب الجينى بلا توقف، ومن دون ضوابط أخلاقية.
ووقّع نخبة من كبار العلماء عريضةً تطالب بوقف تجارب تعديل الجينات، كما انتقد علماء بريطانيون قرار بلادهم بالموافقة على «الإخصاب الثلاثى».. وقالوا: إنها خطوة نحو إنجاب «طفل حسب الطلب»!
المؤكد- قطعًا- أن الطب الجينى سيكون الحدث الطبى الأهم فى تاريخ الإنسان.. ولكن المخاطر المحتملة ربما تكون أكثر شرًّا.
ماذا لو تمكن العلم حقًا من تعديل السلوك.. أو تعديل الفكر.. أو تعديل القناعات والذكريات؟.. ماذا لو قرر عدد من العلماء فى أحد المختبرات التدخل فى الجين الخاص عن محو الذكريات.. وقاموا بإلغاء «الدين» من حياة الإنسان؟.. ماذا لو ألغوا «الانتماء والوطنية»؟!
إن القدرة العلمية على التحكم فى جين محو الذكريات يمكن أن يعبث بكل شىء فى ذاكرة الإنسان.. ومنها العائلة والوطن والدين!
(5) إن الحديث عن «دواء ضدّ الغباء» يدعو للتفاؤل للوهلة الأولى.. لكن التفكير العميق يجعل الأمور مفزعة للغاية.. ذلك ببساطة.. لأن إنتاج دواء ضدّ الغباء يعنى بالمقابل إمكانية إنتاج «دواء زيادة الغباء»!
ثم إن أخذ الأمر على جانبه الإيجابى فقط هو خطير أيضًا. هل يمكن أن نتخيل أن كل الناس أذكياء.. كل الرجال والنساء أذكياء.. كل سكان القرية والشارع والحىّ والمدينة.. أذكياء؟
هل يمكن تخيل أن يعيش الإنسان فى «القرية الذكية» أو «الدولة الذكية».. التى لا يوجد فيها غبى واحد.. ولا تعدد أو تنوع أو تدرج فى مستويات الذكاء؟