x

سليمان جودة رأيت فى اللاذقية! سليمان جودة السبت 15-08-2015 21:20


هذه ليست المرة الأولى التي أرى فيها العاصمة السورية، دمشق، فلقد رأيتها عام 2010، أذكر جيداً الآن أنى وجدتها يومها كالقاهرة تماماً: تحبها رغم كل ما فيها!

أما اليوم فهى المرة الأولى التي أرى فيها مدينة اللاذقية على شاطئ البحر المتوسط، وهى على مسافة 60 كيلومتراً تقريبا من حدود سوريا مع تركيا، وفيها مررت على مدرسة تحمل هذا الاسم: مدرسة 6 تشرين!

وتشرين كما نعرف هو أكتوبر، وعندما تحمل مدرسة هناك هذا الاسم المستقر في أعماق كل واحد فينا، فهذا معناه أن نصر أكتوبر الذي تحقق في ذلك اليوم منذ عام 1973، كان نصراً مشتركاً بيننا وبين الإخوة في الجمهورية السورية، وهذا معناه أيضا أنهم يعرفون ذلك، ويشعرون به إلى حد أنهم يجعلون يوم النصر لافتة على أكثر من مدرسة، وعلى أكثر من منشأة عامة عندهم في طول المدينة وعرضها.

ولن يختلف الأمر، عندما نجد نحن أن عندنا شارعا كبيرا في حى المهندسين بالقاهرة اسمه شارع جول جمال، والمؤكد أن كثيرين يعبرون هذا الشارع يومياً، وربما يسكنون فيه، دون أن يلتفتوا إلى أن جول جمال كان بطلاً سورياً، وأنه كان ضابطا في سلاح البحرية السورية، وأنه في عام 1956 أراد أن يكون له في دور في صد العدوان الثلاثى، البريطانى الفرنسى الإسرائيلى، على مصر، فأخذ لنشا بحريا ودخل به في قطعة بحرية فرنسية فدمرها في عرض البحر، وعندما سألوه قبلها قال إنه على يقين من أن أي عدوان على الإسكندرية أو على بورسعيد هو كالعدوان على اللاذقية بالضبط!.. ولابد أن هذا المعنى هو ما يجب أن يكون محفوراً في قلب كل مصرى معاصر، وكل سورى معاصر هذه الأيام.

ولابد أيضاً أن نعيد تذكير أنفسنا بما قد نكون قد نسيناه، من أننا عندما نقول عندنا إن الجيش الثانى كذا، والجيش الثالث كذا، فلا يجوز أن ننسى أن الجيش الأول ليس سوى الجيش السورى، وأنه هو الذي خاض مع جيشنا العظيم في 6 أكتوبر 1973 معركة النصر ومحو آثار الهزيمة!

وقد جاء وقت في خلال السنة السوداء، التي كان فيها الإخوان في الحكم، أعلن فيه المعزول مرسى إغلاق السفارة السورية في القاهرة وطرد سفيرهم لدينا، ولاأزال أذكر أنه عندما أعلن ذلك فإنه كان كمن يسدد طعنة إلى صدر كل مصرى، وكان يكشف عن حقيقة نواياه، ونوايا جماعته، تجاه مصر، وتجاه أمنها القومى، الذي قيل عنه بحق إنه يبدأ في طرطوس الواقعة جنوب اللاذقية بـ90 كيلومتراً، وهى مسألة، أقصد امتدادات أمن مصر إلى حدود طرطوس وما بعدها، لا أظن أبدا أنها غائبة عن القاهرة الآن!

كنا دائما نؤمن بأن محورا مصريا سعوديا سوريا كفيل بحفظ أمن منطقتنا، فجاءت ظروف جعلت القاهرة والرياض في ناحية، بينما دمشق في ناحية، وهو وضع لا يليق أن يستمر بأى حال، لأن ما بين العواصم الكبرى الثلاث من روابط يفوق بكثير جداً ما قد يقوم بينها من خلافات، ولا بديل أمامنا إلا أن تعود دمشق إلى ما كانت عليه بالنسبة لنا، وأن تكون العواصم الثلاث يدا واحدة لا لشىء إلا لأن الخطر واحد عليها معاً!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية