مَن كان عريس حفل افتتاح قناة السويس؟.. هل هو الرئيس السيسى، أم هو الشعب الذى حفر القناة؟.. هل هو مهاب مميش، رئيس هيئة القناة، أم كامل الوزير، قائد العمليات، رئيس أركان الهيئة الهندسية؟.. البطولة المطلقة انتهت.. البطولة لم تعد تقتصر على واحد.. كل هؤلاء أبطال.. هناك أيضاً نجوم حفل الافتتاح.. الطفل عمر كان نجماً.. أطفال الكورال أيضاً.. شباب وزارة الشباب كانوا أكثر من أبطال!
هناك صانع ألعاب وصانع بهجة.. السيسى صانع بهجة.. مكتشف نجوم.. لكن لابد من منظومة تستوعب الجميع.. فى الأندية الرياضية 11 لاعباً.. لو كان الفريق كله ممتازا، وحارس المرمى على ما تفرج ينهزم الفريق.. أبوتريكة لم يكن وحده مَن يصنع فرحة الأهلى.. هناك عشرة لاعبين بجواره.. هناك مَن يمرر له الكرة، فيلقى بها فى مرمى الخصم.. السيسى لوحده مينفعش.. لابد من شعب يصنع المستحيل!
كانت فرصة ذهبية لاكتشاف الفريق مهاب مميش.. العطاء يبدأ بعد الخدمة.. تستطيع اكتشاف طاقات جبارة بعد المعاش.. أعرف من هؤلاء كثيرين.. بعضهم وزراء ومحافظون سابقون ولواءات جيش وشرطة.. العطاء ليس مرتبطاً بسن الشباب.. مميش اشتغل أكثر من شباب كتييير.. وأيضاً شباب كثيرون ينتظرون فرصة.. اكتشفنا أيضاً كامل الوزير.. تهيئة المناخ تساعد على النجاح.. لذلك نجحوا!
مهم أن نشجع على النجاح.. مهم أن تكون منظومة قناة السويس معنا فى المستقبل.. أقصد «روح القناة».. كان زمان عندنا «روح أكتوبر».. نجحنا بعض الوقت.. ثم كانت «روح 25 يناير».. قال الفلول إنها 25 خساير.. يعتقدون أن 30 يونيو ثورتهم.. يعتقدون أن حفر القناة ثمرة من ثمار 30 يونيو.. غير صحيح.. السيسى لا يستطيع أن يقول ذلك.. 30 يونيو لم تكن تحدث لولا 25 يناير، التى فتحت باب الأمل!
لا تقل هذا هو عريس حفل القناة.. كل مَن شارك بالحفر كان عريساً.. كل مَن اشترى شهادة استثمار كان عريساً.. الشهداء كانوا أصحاب الفرح.. تخليدهم مهم.. التربة مهيأة للنجاح الآن.. مصر تستحق الفرحة.. لست مع الذين يقللون من أهمية القناة.. لست مع مَن يقول إنها تفريعة أو ترعة.. هؤلاء لا يعرفون احتياج المصريين للفرح.. دون تهويل أو تهوين بالطبع.. نحتاج إلى بصيص ضوء.. النفق كان طويلاً!
الشعب هو البطل.. الشعب هو العريس.. السيسى محظوظ بهذا الشعب.. هو أيضاً يعرف قيمة هذا الشعب.. وجَّه له تقديراً خاصاً.. قال إنه مشغول بالبسطاء، أكثر من النخبة والمثقفين والمفكرين.. عنده حق، النخبة مزعجة.. طلباتها كثيرة.. البسطاء لا يغضبون ولا يطلبون.. قلت فى مقال سابق: الشعب يستحق جائزة خاصة.. لا أعرف كيف؟.. عملنا 25 يناير و30 يونيو، وحفرنا القناة فى عام.. الشعب العريس!
الذين حفروا القناة شباب العمال.. الذين حضروا الاحتفال عواجيز مصر.. معظمهم من ألاديش المحافظين والوزراء.. الشباب مازال يتفرج.. لا يشارك حتى الآن بفاعلية.. بعض الشباب الذين ظهروا فى الحفل حاجة تانية.. يعبرون عن أنفسهم فقط.. العريس فى مصر بعد «الستين».. هل عندنا مشكلة عنوسة؟!