التحدى الذى واجهناه، من 6 أغسطس الماضى إلى 6 أغسطس الذى يوافق اليوم، سوف يكون علينا أن نواجه تحدياً أكبر منه ابتداءً من صباح غد!
وإذا شئت الدقة فى الكلام، قلت إن العبء الذى وقع على الرئيس، منذ لحظة البدء فى مشروع القناة الجديدة، أى لحظة تتويجه، هذا النهار، سوف يجد رأس الدولة أنه يواجه عبئاً أكبر منه، منذ صباح غد أيضاً!
كيف؟!.. أعود بك إلى ما قبل 25 يناير 2011، خصوصاً فى أثناء حكومة الدكتور أحمد نظيف، حين دخل عدد من رجال الأعمال إلى عدد من مواقع السلطة، وقيل وقتها إن الهدف من ذلك أن كل واحد منهم إذا كان قد حقق نجاحاً فى مكانه، وفى مجاله، كصاحب أعمال، فإننا نريد منه أن ينقل هذا النجاح، بأى طريقة، إلى دائرة أوسع، على مستوى الدولة كلها.
وبصرف النظر عما إذا كان هدف كهذا قد تحقق أم لا، فليس هذا موضوعى الآن، لأنه كموضوع يقال فيه كلام كثير، ولكنى أضرب هذا المثل لأقرِّب به الصورة والمعنى الذى أريده.. لا أكثر!
ذلك أنه ما كان مطلوباً من صاحب الأعمال، فى حالة ما قبل يناير، يظل هو نفسه مطلوباً من الرئيس، فى حالتنا هذه الأيام، ولكن فى سياق مختلف طبعاً!
إن الرئيس كان عسكرياً محترفاً، إلى مارس قبل الماضى، عندما خلع بدلته العسكرية، وقرر ترشيح نفسه رئيساً، ثم فاز فى السباق.
ولأنه بهذه الخلفية، فهو يعمل من خلال قيم المؤسسة العسكرية العظيمة التى تربى فيها، وجاء منها، وأول قيمة فى قيم هذه المؤسسة هى الانضباط، ثم تأتى من بعدها قيمة الالتزام، ومن بعدهما نجد أنفسنا أمام قيمة ثالثة، هى قيمة الوفاء بالعهد.
هذه قيم ثلاث أهم، لا تغيب عن أداء المؤسسة العسكرية بوجه عام، ولا تغيب، بالتالى، عن أداء رجل صادق الوطنية، مثل عبدالفتاح السيسى.
ولو أنت فتشت عن سر إنجاز مشروع القناة، فى موعده، باليوم والساعة، فسوف تجد أن هذه القيم الثلاث تقف وراءه، مع كل قيمة أخرى قد تتوازى معها أو تماثلها.
ولسنا فى حاجة إلى تذكير أحد بأن مشروعات موازية، كشبكة الطرق القومية مثلاً، بدأت مع مشروع القناة، ولم يتم إنجازها بعد، بل إن ما جرى إنجازه منها، باعتراف تقرير رئاسى صدر عند مرور العام الرئاسى الأول، لم يتجاوز 50٪.. لماذا؟! لأن تلك القيم الثلاث غابت عنها بشكل أو بآخر، وتغيب عن كل مشروع تقريباً، خارج نطاق مؤسستنا العسكرية.
وليس مطلوباً من الرئيس سوى نقلها من داخل تلك المؤسسة العريقة إلى كل مؤسسة أخرى فى الدولة.. وذلك هو التحدى أمامنا فيما بعد 6 أغسطس، ثم ذلك هو العبء الذى سيكون على الرئيس أن يحمله.. ولابد أنه لها!
المعنى الحقيقى للقناة الجديدة ليس فيها بحد ذاتها، بقدر ما هو فى قدرتنا على نقل «روح» دامت فيها عاماً إلى خارجها.. إنها تتحدانا وليس العكس!