افتح حاجة ساقعة، أو وزّع شربات.. احتفل على طريقتك.. افرح لأن بلدك بتفرح.. ليس شرطاً أن تكون فى مقر الاحتفال.. ليس شرطاً أن تذهب إلى الإسماعيلية، لتحتفل على شط القناة.. تستطيع أن تحتفل فى مدينتك أو قريتك.. اجعل هذا اليوم مختلفاً فى حياتك.. اعتبرها مبادرة للتعبير عن وطنيتك.. انشر البهجة.. شركات المياه الغازية يمكن أن تشارك فى نشر الفرحة، وأن تجعل سعراً خاصاً فى هذا اليوم!
اللجنة المنظمة لحفل الافتتاح تسعى لأن يكون الحفل أسطورياً.. تريد أن يتحدث عنه العالم.. الشركات المصرية يمكن أن تشارك فى المهرجان بطريقتها.. الشركات العالمية على أرض مصر يمكن أن تفعل شيئاً.. تضامناً مع مصر، أو امتناناً لها.. هكذا ينبغى أن نسجل هذا اليوم فى التاريخ.. افرحوا وانشروا البهجة.. كفاية نكد.. وكفاية قرف.. أسعدوا مصر.. امسحوا على رأسها.. مصر عانت على مدى سنوات!
الحفل المنتظر ليس الهدف منه هو الفخفخة، ولا البهرجة.. هناك تسويق سياسى واقتصادى من وراء الحفل.. أيضاً الاحتفال والفرحة هدف أساسى فى هذا اليوم.. مصر تغنى وهى تحارب.. مصر تعبر عن تحضرها ومدنيتها.. مصر لا تلطم الخدود وتشيع الجنازات فقط.. حين يعود مركب المحروسة من جديد لا يعنى أن السيسى أصبح ملكاً أو خديوياً.. «المحروسة» يرتبط باسم مصر، ونضالها فى سبيل التحرر!
مصر لا تقدم قناة للعالم.. مصر تقدم حضارتها وتاريخها.. فقد صنعت التاريخ، وقدمت عجائب الدنيا السبع، واليوم تنهض مرة أخرى.. لا تقول إنها قدمت آخر ما عندها، ولكنها تبدأ من الآن.. مصر تقدم نفسها بكل تواضع ودون تشنج.. تدعو الرؤساء والملوك والأمراء.. تدعو أحمد فؤاد.. وما أدراك ما دعوة أحمد فؤاد!.. أبوه ركب المحروسة وغادر.. وهو الآن يركب المحروسة ويحتفل بفرحة الوطن!
من أطرف ما قرأت أن الملك أحمد فؤاد رجع، بينما مرسى لسه ما رجعش.. «ما عندهوش جوه».. مرسى يموت ويحضر.. يريد أن يقول أنا الشرعى.. كان شرعياً لم يفعل شيئاً غير الخراب.. أنصاره وإخوانه يمارسون التخريب والفساد فى الأرض.. لا يفرحون كسائر المصريين.. لا يطلقون الزغاريد.. اختاروا أن يطلقوا الرصاص على مصر.. فرصة أن نطلق الزغاريد، ونفتح حاجة ساقعة، ونُسعد مصر!
من المعلومات المتناثرة أن «السيسى» سوف يحضر فى الساعة الواحدة والنصف ظهراً، ثم يصعد إلى مركب المحروسة، ويتحرك الموكب فى الثانية، ثم يبدأ الاحتفال فى الثانية والنصف.. البرنامج سيكون بالدقيقة طبقاً لكل فقرة.. حتى إعلان التشغيل فى الرابعة و40 دقيقة.. معناه أن الحكاية لم تعد «جهجهونية».. احترام التوقيتات يعنى أننا على أول الطريق.. أرجو ألا يكون ذلك الالتزام فى الحفل فقط!
افتح حاجة ساقعة.. افرح.. الفرحة فى حد ذاتها هدف رائع.. مع ذلك ليس الهدف من الاحتفال الفرحة وحدها.. هناك رغبة أن نقول للعالم «المارد خرج من القمقم».. مصر تستطيع.. حفر القناة فى عام واحد درس بليغ.. الطريف أن العالم أحس بالدرس.. أحس بالمعنى الكبير.. لكن الخرفان بلا إحساس، وبلا دم!