ذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، أن بنك «HSBC» أغلق حسابات بنكية لعدد من المسلمين البريطانيين البارزين بشكل مفاجئ.
وأوضح التقرير المنشور على الموقع لـ«آنا ميسيل وبيتر اوبورن»، أسباب اتخاذ القرار، بأنه في في يوليو من العام الماضي فوجئ محمد كوزبار، رئيس مسجد فينسبوري بارك الواقع بالقرب من استاد الامارات لكرة القدم في شمال لندن، بخطاب من بنك إتش إس بي سي يخبره باغلاق حسابه في البنك دون سابق انذار.
وفسر الخطاب قائلا :«أجرى بنك إتش إس بي سي مراجعة عامة وتوصل إلى أن تقديم خدمات بنكية لمسجد فينسبوري بارك حاليا تتجاوز حدود المخاطرة المقررة».
وبحسب «بي بي سي»، يرفض بنك إتش إس بي سي الاجابة عن تساؤلات بشأن غلق الحسابات، لكنه يصر على أنه :«عندما راجعنا علاقة العملاء جمعنا معلومات من مجموعة مصادر مختلفة وأخذنا في الاعتبار عددا من العوامل».
وأضاف «على الرغم من عدم استطاعتنا إبلاغ العملاء بمبررات محددة بشأن إغلاق الحسابات، فإن مثل هذه القرارات لم تتخذ بدون اهتمام كما أنها لم تتخذ بناء على عرق العميل أو عقيدته الدينية».
وكشف التقرير عن وجود صلة تربط بين قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن مراجعة مزاعم تشير إلى علاقة جماعة الأخوان المسلمين بالإرهاب وقرار بنك إتش إس بي سي لغلق الحسابات البنكية للعديد من المسلمين البريطانيين الناشطين سياسيا.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، أصدر قرارًا في أبريل2014، بمراجعة الصلة بين الأخوان والإرهاب قد أعلنب عد ثلاثة أشهر من إرسال بنك إتش إس بي سي خطابات لمؤسسات وأفراد من المسلمين المعروفين في بريطانيا.
ويعتبر غلق الحسابات البنكية محل خلاف لأن قانون مكافحة الإرهاب أعطى السلطات البريطانية سلطة لغلق حسابات الأفراد أو المؤسسات المشتبه في تورطها ضمنا في الإرهاب.
وكشف التقرير عن تلقي مؤسسات إسلامية أخرى وعدد من الأفراد خطابات من البنك تحوي المحتوى نفسه وكلها تحمل نفس التاريخ 22 يوليو 2014، ومنها بحسب التقرير «تجاوزوا فجأة حدود المخاطرة المقررة لدى البنك» كمؤسسة قرطبة، وهي مؤسسة بحثية تقول إنها متخصصة في بناء علاقات بين العالم الإسلامي والعالم.
وكان أنس التكريتي، المدير التنفيذي للمؤسسة، من بين عملاء البنك منذ أن كان طالبا في الجامعة قبل 30 عاما. وقد أغلق البنك حسابه الشخصي إلى جانب حساب زوجته وطفليه، ومرة أخرى بدون حق الاعتراض.
وأوضح التقرير عن أن أساب القرار المفاجئ للبنك يعود إلى مؤسسة «وورلد تشيك» وهي قاعدة بيانات سرية تملكها مؤسسة «طومسون رويترز» عملاقة المعلومات المالية.
ويستعين 49 بنكا من مجموع 50 من أكبر البنوك في العالم بمؤسسة وورلد تشيك لمساعدتهم في الحكم على العملاء وصلاحيتهم للبقاء ضمن عملاء البنك أم لا.
في أعقاب هجمات 11 سبتمبر2001، أصبح لزاما على البنوك معرفة العملاء وتحميلهم المسؤولية في حالة ثبوت تورطهم في تمويل أنشطة إرهابية أو غسل أموال.
وتجنبا لذلك اعتمدت البنوك بشدة على قواعد بيانات مثل وورلد تشيك.
ولم يستطع الصحفيون الوصول إليها، لكن أحد العملاء، ممن لديهم تحفظات كبيرة بشأن البرنامج، جعلنا ندخل. وعندما استطعنا الدخول إلى قاعدة البيانات، جاءت كلمة «إرهاب» باللون الأحمر الداكن فوق اسم مؤسسة قرطبة مباشرة.
وكانت الصفحة الإلكترونية لوولد تشيك مصدرا لمصطلح «إرهاب» لدولة الإمارات التي تصنف مؤسسة قرطبة كجماعة إرهابية.
وأنس التكريتي واحد من أبرز أنصار جماعة الأخوان المسلمين في بريطانيا. وأبوه واحد من بين قياداتها في العراق.
ويحتوي الموقع الإلكتروني لمؤسسة وورلد تشيك على الكثير من إنكار المسؤولية، ويشدد على «ضرورة التحقق من دقة المعلومات الموجودة في المصادر إلاعلامية قبل اتخاذ أي إجراء». وعلاوة على ذلك تؤكد وورلد تشيك على أن قرار فتح أو غلق حسابات يكون من سلطة البنوك.
تدرج «وورلد تشيك» مسجد «فينسبوري بارك» على القائمة ضمن فئة «إرهاب».
وفي حالة المسجد تعاملت المؤسسة بالتفصيل معه خلال الفترة التي كان خاضعا فيها لسيطرة أبوحمزة، رجل الدين المتشدد المتعاطف مع تنظيم القاعدة والمتورط في صلات بمتشددين.
لكن لجنة إدارية جديدة برئاسة محمد كوزبار وبموافقة ضمنية من شرطة العاصمة لندن تولت إدارة المسجد من 10 أعوام.
ولم تكن ثمة إشارة إلى تورط كوزبار في أنشطة إرهابية، وعلى الرغم من ورود تلك المعلومات لدى وورلد تشيك، احتاج الأمر إلى قراءة متأنية للاقتناع بذلك.
كما تحتوي معلومات وورلد تشيك بشأن مسجد «فينسبوري بارك» على معلومات تشير إلى أن محمد صوالحة شخص محل مصداقية، ويعتقد أن صوالحة أحد أبرز قيادات جماعة الأخوان المسلمين في بريطانيا، كما توجد مزاعم تشير إلى أنه كان أحد قيادات حركة حماس في غزة قبل 25 عاما. وتصنف الولايات المتحدة وحكومات أخرى حماس كمنظمة إرهابية.
لكن كوزبار قال إن الصوالحة كان محل ثقة منذ تشكيل مجلس الإدارة الجديد قبل عشر سنوات، بموافقة الشرطة.
واندهش كوزبار إزاء إدارج مؤسسة وورلد تشيك لمسجده على قائمة «الإرهاب»، وقال :«لم ترد إلينا معلومة كهذه من قبل ولم نعتقد يوما أن مسجد فينسبوري ما زال يعتبر مكانا للإرهاب».
وأدى ذلك إلى إلحاق الضرر بسمعة مسجد فينسبوري بارك، الذي وجد صعوبة واستحالة في فتح حساب بنكي مع بنك آخر هو بنك هاي ستريت، وهو حاليا يتعامل مع بنوك إسلامية صغيرة.