x

محمد أمين لقطة ذات مغزى! محمد أمين الثلاثاء 28-07-2015 21:15


حين كان عمدة العاصمة، جلال السعيد، يقوم بجولة فى الدرب الأحمر، قال له أحد كبار السن: «إنت المحافظ! أصلى كنت بشوفك فى التليفزيون بس!».. رد «السعيد» بابتسامة لا تفارقه معناها «أنا معاك على طول».. وهى لقطة لا تخلو من معنى.. فقد كان المحافظون والوزراء لا يظهرون فى الشوارع.. وكان الوصول إليهم شبه مستحيل.. الآن أصبحوا مع الجماهير، بلا حاجب ولا ساع، ولا فوت علينا بكرة!

شىء جيد أن يصل أى مسؤول إلى عمق المناطق الشعبية.. ولا أقول العشوائية.. قبل كل هؤلاء، كان رئيس الوزراء إبراهيم محلب يسبقهم هناك.. نزهته فى دار السلام، والدرب الأحمر وغيرهما.. لا يخص الدقى ولا المهندسين ولا الزمالك.. ذات يوم دعانى لزيارة دار السلام.. كنت أحدثه عن وسط البلد، ومنطقة طلعت حرب والتوفيقية.. قال: يا ريت تروح دار السلام.. سعدت جداً.. عرفت أنهم اقتحموا الأصعب!

كلام مواطن الدرب الأحمر صحيح.. كان يشعر بفرحة لأنه رأى المحافظ.. لم يكن يسخر.. لذلك ابتسم المحافظ، وابتسم الحضور.. قبل الثورة كان هذا المواطن لا يعرف الطريق إلى مكتب المحافظ.. هناك ألف حاجب يمنعه.. الآن المحافظ بجلالة قدره معهم فى الشوارع.. يوجه بزراعة أسطح المنازل.. يضربون المثل بالدرب الأحمر، وليس جاردن سيتى.. هكذا ينبغى أن تفعل الحكومات.. المنصب ليس وجاهة بالمرة!

عندما دعانا رئيس الوزراء إلى عشاء فى الجبل الأخضر، قال من بين ما قال إنه سيبدأ خطة لتطوير المحليات.. وقال إنه سيبدأ فى الجيزة بحى الدقى.. فنظرت إليه مبتسماً وقلت: ولماذا لا يكون حى بولاق؟.. فقال: سنصل إليه.. فى القاهرة اقتحم دار السلام والدرب الأحمر.. يستحق التحية.. كان يذهب إلى هناك بعد صلاة الجمعة ليتابع.. أصبحت الجماهير ترى رئيس الوزراء شخصياً لا المحافظين فقط!

هذه شهادة لله.. إبراهيم محلب بلدوزر حقيقى.. يعمل كمحافظ وكوزير.. مرات كثيرة لا ينتظر المحافظين ولا الوزراء.. يدخل الأحياء وأقسام الشرطة.. يدخل المستشفيات ويتابع أداء الخدمة فيها.. يبذل جهد شاب فى الثلاثينيات.. لا يجاريه الوزراء والمحافظون.. أصبحنا نرى الوزراء خارج المكاتب.. كنا لا نعرفهم، ولا نراهم إلا فى التليفزيون.. الآن يستطيع أى مواطن أن يلتقى رئيس الوزراء شخصياً فى الشارع!

التابوهات انتهت.. أشياء كثيرة تحطمت.. البيروقراطية آيلة للسقوط.. الصحافة لا تستطيع تلميع محافظ كسول أو وزير مهمل.. انتهى ذلك الزمن.. كانت صحافة الحكومة تعزف سيمفونيات لأى وزير ترضى عنه.. لم يكن الوزراء يهمهم الناس.. كان يهمهم شخص واحد هو الرئيس.. الآن يستطيع المواطنون إجراء استطلاع رأى.. يصوتون على بقاء هذا الوزير، أو إسقاط ذلك الوزير.. ولو كان ذلك عبر «فيسبوك»!

أخيراً، لماذا لا يكون عندنا «عمدة للعاصمة»؟.. لماذا لا يكون بالانتخاب، بدلاً من التعيين؟.. ذات يوم كانت القاهرة أجمل من باريس.. نحن نستطيع.. لماذا لا نجرب اختيار المحافظ، من بين متنافسين.. يتم الإعلان عنهم فى الإعلام، ثم يجرى التصويت عليهم.. فكرة «المحافظ الشعبى» تفتح الباب لانتخاب المحافظين!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية