x

علي سالم ماذا حدث للسودان؟ علي سالم الثلاثاء 28-07-2015 21:19


لكثرة الآلام أصبحت محصناً ضدها، غير أنى فى أحوال معينة أعجز عن تحمل ما تسببه لى من آلام وأحزان. هذا هو بالضبط ما حدث لى عندما قرأت تلك الأخبار عن الصيادين المصريين الذين اتُّهموا فى السودان بالتجسس على مؤسسات عسكرية.. نعم فى السودان. لقد قُبض عليهم فى البداية بتهمة دخول مياه السودان الإقليمية بدون تصريح وبرّأهم القاضى، بعدها وُجهت لهم تهمة التجسس وقيل إنهم قاموا بتصوير مؤسسات عسكرية بأجهزة التليفون المحمول. والآن نقرأ فى جرائدنا تطمينات المسؤولين المصريين لأهالى الصيادين، وأن القضية يتم حلها على أعلى المستويات، كما تم صرف مبالغ مالية لأهل الصيادين. لست أعرف ما هى فكرة الجيل الجديد عن السودان. ولكنى أعرف فكرتى أنا وفكرة أهلى وزملائى وأساتذتى عن علاقة مصر بالسودان. كنت طفلاً عندما تعلمت أن ملك مصر هو ملك مصر والسودان، وأنه لا يوجد ما يسمى مصر منفصلة عن السودان، وأن السودانى كما تقضى القوانين والأعراف ليس غريبا عن مصر وليس غريبا فى مصر، وأن المصرى ليس غريبا عن السودان وفى السودان. وأنور السادات كانت أمه سودانية، وأول رئيس لجمهورية مصر، وهو محمد نجيب، كان سودانيا، فما هى الحكاية؟ لماذا وجه النظام فى السودان هذه التهمة العبيطة لمواطنين مصريين لا حول لهم ولا قوة؟ ماذا بينه وبين النظام فى مصر؟

ليكن بين النظامين ما يكون.. إحنا مالنا إحنا؟ كيف يسمح النظام لنفسه هناك بارتكاب هذه الجريمة الشنعاء؟ أقولها.. نعم جريمة شنيعة، بعد أن عجز النظام عن قولها بتصور أن السياسة أو الدبلوماسية أو التهذيب تمنعنا من تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة. نعم.. أقولها بكل وضوح ما ارتكبه النظام هناك جريمة تضاف إلى جرائمه الأخرى المطلوب فيها.. وإذا كان هناك فى هذا النظام رجال لديهم بقية من عقل فعليهم أن يفرجوا عن الصيادين المصريين فورا، وأن يعتذروا لهم وللشعب المصرى.

أعترف بأننا كمثقفين فى مصر لم نعترف كما يجب بجهود النظام السياسى هناك فى تنمية السودان، كان يجب أن نشكره بقوة بعد أن تمكن من تحويل السودان إلى سودانين. أن تتسلم بلدا واحدا ثم تقوم بتنميته إلى بلدين هو أمر لو تعلمون عظيم.. أن يقبض النظام هناك على عدد كبير من الصيادين المصريين وأن يوجه لهم تهمة التجسس، أمر يجب ألا يخفى عنا مجهوده العظيم فى تنمية السودان، فى الغالب سيتمكن من تنميته إلى عدد كبير من البلاد.

كثيرون يعتقدون أن السياسة هى فن ممارسة الشر، وأنها بعيدة عن التهذيب، هذه المدرسة فى السياسة لم يعد لها وجود.. مرة أخرى أقولها للسادة هنا.. السياسة وأصول الحكم تحتمان أن نصف الأشياء بأسمائها. ومرة أخرى، وليست أخيرة، أقول للناس هناك «عيب»، هل مازال لهذه الكلمة معنى عندكم.. أم أنكم ماضون فى السير فى سكة اللى يروح ما يرجعش؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية