التقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته للعاصمة الإيطالية روما، الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، وذلك بحضور، وزيري التجارة والصناعة والبترول، والسفير المصرى بإيطاليا.
ونقل المهندس إبراهيم محلب تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الرئيس الإيطالي، معلنا ترحيب مصر بقوة الدفع التي تشهدها العلاقات الثنائية على نحو ما يعكسه توالي الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة خلال الشهور الماضية، حيث مثلت زيارة الرئيس السيسى لإيطاليا في نوفمبر 2014 نقطة انطلاق جديدة للعلاقات بين البلدين، فضلاً عن المشاركة المتميزة لرئيس الوزراء الإيطالي في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس 2015.
كما أثنى رئيس الوزراء على نجاح التنظيم الإيطالي للمعرض العالمي «EXPO MILANO» والذي قام رئيس مجلس الوزراء بزيارته، مشيرا إلى أن إيطاليا بلد صديق، وهناك نجاحات كثيرة مع الشركات الإيطالية في إطار التنمية الاقتصادية، منوها في ذلك إلى ما قامت به تلك الشركات الإيطالية في تنفيذ مكتبة الإسكندرية.
كما وجه محلب للرئيس الإيطالى التهنئة بعيد ميلاده، الذي يتوافق مع احتفال المصريين، بعيد ثورة ٢٣ يوليو، وهو ما أثار إعجاب الرئيس الإيطالى.
وأكد رئيس الوزراء أننا سنواجه الإرهاب والفكر المتطرف سويا، حيث أصبح خطره كبيرا على الجميع، وأن هناك دورا كبيرا للتعاون الثقافى بالأكاديمية المصرية في روما.
وأشار إلى أن التفجير الإرهابي الأخير الذي استهدف القنصلية الإيطالية بالقاهرة لن يزيدنا في مصر إلا إصراراً على القضاء على الإرهاب، وأشاد بالتفهم الإيطالي للتحديات التي تواجه مصر في التعامل مع الهجمات الإرهابية، خصوصاً في سيناء.
كما توجه محلب بالشكر للرئيس الإيطالى على التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإيطالي ومختلف المسؤولين الإيطاليين والتى عبرت عن التأييد ومساندة القيادة السياسية المصرية والتضامن مع مصر في مواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن مصر تقوم بتوفير الأمن اللازم للسفارات والبعثات الأجنبية بالقاهرة تنفيذاً لالتزاماتها في هذا الشأن، وأن هناك قرارا صدر بتحمل الحكومة المصرية لتكاليف إصلاح مبنى القنصلية الإيطالية.
وقال: «نتطلع لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، خاصة أن إيطاليا هي الشريك الرئيسي لمصر داخل الاتحاد الأوروبى، والشريك التجاري مهم على المستوى العالمي، حيث وصل حجم التجارة البينية إلى حوالي 5.12 مليار يورو بنهاية عام 2014، ونتطلع للبناء على النتائج الإيجابية لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإيطاليا في نوفمبر الماضي».
كما أشاد محلب بالاتفاقيات المزمع التوقيع عليها خلال الزيارة، وبنجاح أعمال مجلس الأعمال المصري الإيطالي الذي عقد الخميس في ميلانو.
من جانبه قال الرئيس الإيطالى: «أسعدنا لقاؤكم والوفد المرافق لكم، مطالبا بإبلاغ تحياته للرئيس عبدالفتاح السيسى، ودعم إيطاليا لمصر إزاء الاعتداءات الإرهابية في سيناء، وتضامنها معها في حربها ضد الإرهاب، معربا عن تعازيه لمصر في الشهيد هشام بركات، النائب العام، وشهداء الجيش والشرطة في المواجهات المختلفة».
كما وجه الشكر للرئيس السيسى لتدخله في حل مشكلة الطفلة سارة عمار، التي تناول مشكلتها معه، وهى مبادرة مصرية قدرها خير تقدير الرأى العام الإيطالى.
وأضاف الرئيس: «يسعدنى أنكم قدمتم إلى بلدنا مع وفد رفيع المستوى، والتقيتم برجال الأعمال الإيطاليين»، وأثنى على متانة علاقات الصداقة بين البلدين، والتى تضرب بجذورها في عمق التاريخ، كما أكد أن روح الصداقة الإيطالية قوية تجاه مصر والقرب أكثر من القرب الجغرافى، حيث إن هناك تبادلا في التأثر بالأوضاع في المنطقة، خاصة الإرهاب الذي يهدد التعايش السلمى في مختلف البلدان.
وقال الرئيس الإيطالى: «مصر في خط المواجهة الأول مع الارهاب، والاعتداء الذي حدث على القنصلية الإيطالية بالقاهرة قربنا أكثر، وجعلنا نصطف لمواجهة الإرهاب»، موجها الشكر على عزم الحكومة المصرية إصلاح مبنى القنصلية، وعلى الجهود المبذولة لتأمين كل المبانى والبعثات الدبلوماسية، كما أن مبادرة رئيس الوزراء بزيارة موقع القنصلية عقب الانفجار بساعة كانت شجاعة، وقدرناها أفضل تقدير.
وأشار إلى أن مواجهة الإرهاب يجب أن تكون على صعيدين، أمنى عن طريق القوة، وفكرى عن طريق محاربة الإفكار المتطرفة، مؤكدا أن إيطاليا مستمرة في مواجهة داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، وعلينا أن نتحرك لمواجهة ما ينشرونه على المواقع الإلكترونية حتى لا يقع شبابنا ضحايا لهذه الجماعات.
وأكد ماتاريلا أن دور المراكز الثقافية مهم جدا في هذه المواجهات، ومصر دورها كبير، خاصة أن بها الأزهر، الذي تشع منه أنوار الإسلام الصحيح، مؤكدا أن الإسلام برىء من الإرهاب.
وقال الرئيس الإيطالى: «تعاوننا مثالى، ويجب توسيع العلاقات لتشمل التعاون في مواجهة الهجرة غير الشرعية، وأوافق على رؤية مصر في هذا الشأن وضرورة مساعدة الدول التي يخرج منها المهاجرون غير الشرعيين، فهذا هو ما سيعمل على تجفيف منابع هذه الظاهرة، وهذا موقف يتسم بالفطنة والفعالية في الوقت نفسه».
وطلب الرئيس الإيطالى أن يتم التنسيق مع مصر بشأن الأوضاع في ليبيا، للمساعدة في خروج هذا البلد من مسار الحرب الأهلية، الدائرة به، فاهتمامنا بليبيا له عدة دوافع، منها رفع المعاناة عن الشعب الليبى الذي يجب أن يحيا حياة كريمة، ثم العمل على ألا تكون ليبيا منصة للإرهاب، وألا تكون منطقة للتجارة في البشر.
وأضاف: «ينبغى أن نهزم الشعور بالخوف، لأن هذا ما يخدم الإرهاب»، ورد رئيس الوزراء: «المناطق السياحية آمنة، خاصة شرم الشيخ والغردقة التي يعشقها الإيطاليون، وكذا المناطق الأثرية، وبلدنا مستقر».
واختتم محلب اللقاء قائلا: «ندرك أن مواجهة الإرهاب ليست أمنية فقط، والرئيس السيسى هو أول من وجه بضرورة أن تكون هناك ثورة دينية على المفاهيم الخاطئة لتصحيحها، ونحن مستعدون لأن يلعب الأزهر الشريف دورا متزايدا في هذا الشأن، كما أن التنمية مهمة جدا لمواجهة الإرهاب، فالمادة الخام للإرهاب هي الفقر والبطالة واليأس».
ووجه محلب الدعوة لرئيس إيطاليا لزيارة مصر، وتفقد معالمها السياحية، فهذه ستكون رسالة قوية جدا للعالم كله بعمق العلاقات المصرية الإيطالية، وأن مصر آمنة وترحب بالسائحين.
فقال الرئيس: «آتى بكل طيب خاطر، فأنا أعرف الأقصر جيدا، فهى نار على علم، وأصدقائي الذين زاروا شرم الشيخ عادوا بانطباعات طيبة جدا، صداقتنا كبيرة، ويسعدنى زيارة مصر».