كانت معركة أنوال جزءا من حرب الريف وقد وقعت «زي النهارده» في ٢٢ يوليو ١٩٢١، وانتهت بانتصار قوات الريف بقيادة الأمير عبدالكريم الخطابى على الإسبان رغم صغر جيشه قياسا بالجيش الإسباني.
وتعد هذه المعركة من أهم المعارك التي شهدها العالم الحديث في القرن العشرين، أما عن الخلفية التاريخية لهذه المعركة فتقول إن مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة ١٩٠٦ تمخض عن وضع المغرب تحت الحماية الأجنبية فاستهدفت إسبانيا شماله وجنوبه، بينما ركزت فرنسا على وسطه، وإسبانيا أثناء تغلغلها في منطقة الريف الشرقى واجهت مقاومة شرسة قادها محمدالشريف أمزيان من سنة ١٩٠٦ إلى ١٩١٢ وبعد موت أمزيان في ١٩١٢ واصلت أسرة عبدالكريم الخطابي النضال ضد الاستعمارين الإسبانى والفرنسى.
ولما وقف محمد عبدالكريم الخطابي على أطماع إسبانيا الاستعمارية في الريف الشرقي قرر أن يؤسس إمارة جهادية فوحد القبائل ونظم جيشه أحسن تنظيم، وكانت إسبانيا قد عقدت العزم على احتلال خليج الحسيمة بعد أن عقد المقيم العام الجنرال بيرينجير صلحا مع قبائل الريف، وعلى الرغم من هذا كان الريفيون يعدون العدة للانقضاض على عدوهم سلبسترى الذي أحرق غلتهم ومنازلهم، وصادر ممتلكاتهم ودفعهم إلى الهجرة نحو الجزائر خوفا من بطشه.
واتفق الجنرال بيرينجير مع رئيس الشرطة الأهلية بمليلية الكولونيل جبريل موراليس على التوجه نحو الريف للتفاوض مع عبدالكريم، وذلك بإغرائه بـ٧ ملايين دولار، زيادة على أسلحة حديثة وجميع أنواع الذخيرة التي تمكنه من مقاومة الجيش الفرنسى مقابل التنازل عن خليج الحسيمة، لكنه رفض وحذر الإسبان من محاولتهم اجتياز وادى أمقران، أثار هذا التهديد حفيظة سلبسترى وسخر من تهديدات عبدالكريم، واقترب من ظهار أبران في أواخر مايو ١٩٢١ فتصدى الريفيون له وأوقعوا به هزيمة ثقيلة، وتوجه الثوار بهجوم ضد مركز أبران فاقتحموه.
وأصدر الجنرال برينجير أوامره لسلبسترى بعدم التقدم إلى الأمام، لكنه لم يذعن وتقدم نحو أنوال للسيطرة على الموقع هناك ونشبت معركة حامية الوطيس دامت خمسة أيام شارك فيها العدو بـ٢٥ ألفا من الجنود في مواجهة عبدالكريم الخطابى على رأس ١٥٠٠ جندى والتقى الجيشان في أنوال في ٢٢ يوليو من السنة ذاتها وانتهت الحرب بانتصار ساحق لقوات الريف.
وتقول شاهندة مقلد: يظل المجاهد عبدالكريم الخطابي من أكبر القادة في تاريخ الثورات العربية في أوائل القرن العشرين كما كانت معركة أنوال من أهم المعارك التي شهدها العالم الحديث في القرن العشرين والتي انتصر فيها ولم يرضخ قبلها لكل الإغراءات ومنها 7ملايين دولار وأسلحة من الأسبان لمواجهة الفرنسيين مقابل التنازل عن خليج الحسيمة لكنه رفض وفضل المواجهة في أنوال وواجه ب1500 مقاتل 25ألف من جنود العدو ودامت المعركة خمسة أيام وانتصر فيها