هذا ضد الناموس. لا أقصد هنا حشرة الناموس بالطبع. التي انتشرت مع القمامة. ولكنى أقصد هنا ناموس الطبيعة. نعم نحن في حرب. ولكنها ليست حرباً مؤقتة. تقول إننا في حرب على الإرهاب. أرد بأن هذه أتفه حروبنا. نعم هي ممتدة. لعام أو اثنين أو أكثر. كم رأينا من إرهاب في دول متقدمة. إرهاب استمر سنوات بين أيرلندا وإنجلترا. بالتفجيرات والاغتيالات إلى آخره. أسبابه وإن اختلفت ولكن نتائجه واحدة. ماذا عما فعله إقليم الباسك في إسبانيا وهو يحاول الاستقلال بنفسه. دام الإرهاب هناك. ودامت محاولات فرض الأمر الواقع. كل هذا انتهى بالفشل ولو بعد حين. أما عن حروبنا نحن فهى طويلة ممتدة. حروب التعليم. حروب البطالة. حروب الاستثمار. حروب العدالة الاجتماعية. حروب التخلف والعودة للوراء. حروب السلفية في كل شىء. قد يستغرق هذا سنوات بالعشرات. فهل يمكن أن نستمر طول هذه المدة بالمخالفة لناموس الإنسان. بأن ينشد السعادة والاستمتاع. نظرة واحدة لبرنامج رئيس الوزراء في يوم واحد أو اثنين:
«- مجلس وزراء.
- اجتماع الصحفيين لمناقشة المادة 33 في قانون مكافحة الإرهاب.
- ثم إفطار لدى السفارة السعودية.
- ثم إلى أسوان».
- هذا هو نهج طبيعى. يتم كل أيام الأسبوع.
حوله وزراؤه المنهكون يكادون يتساقطون من حوله.
الحرب طويلة إذاً. تحتاج إلى صحة- إلى لياقة Stamina. تحتاج إلى متعة أثناء التخيل- متعة أثناء التخطيط- متعة أثناء التنفيذ- متعة أثناء المتابعة.
لماذا نخالف الناموس البشرى. لماذا نحاول خداع الطبيعة وخداع أنفسنا.
لماذا نتعالى على نعم الله؟! أعطانا ما يحدث في سيناء من «مآسى». لكنه في الجانب الآخر أعطانا عروس البحر «الإسكندرية». العاصمة الثانية. لماذا لا يصطاف الوزراء ورئيسهم ورئيس الدولة؟ هذا حدث مع كل رؤساء مصر- وملوكها- وقادة الاتحاد السوفيتى في القرم. الرئيس الأمريكى في كامب ديفيد... وغيره. لدينا مقر رسمى للوزارة في بولكلى. مقر رسمى لرئاسة الجمهورية أيضاً.
هذه فرصة لإعادة الحياة إلى عاصمة الثغر. لمراجعة الأمور مع محافظها على الطبيعة. يجب أن نبذل مجهودا مع العاصمة الثانية كما نبذله مع العاصمة الأولى. قبل أن نهمل الاثنتين ونصرف نظرنا إلى العاصمة الجديدة. أم هو كما قال شوقى:
أحرام على بلابله الدوح- حلال على الطير من كل جنس!