x

محمد مأمون الشناوى.. قاهر العصبيات الأزهرية

الخميس 16-07-2015 10:52 | كتب: ماهر حسن |
محمد مأمون الشناوي، شيخ الأزهر الأسبق محمد مأمون الشناوي، شيخ الأزهر الأسبق تصوير : آخرون

فى مدينة الزرقا التى كانت من أعمال الدقهلية، وتتبع الآن محافظة دمياط، وفى 1878، وُلد محمد مأمون الشناوى، وأتم حفظ القرآن ثم سافر إلى القاهرة، وتلقى تعليمه فى الأزهر، ونال إعجاب أساتذته ونال شهادة العالمية سنة 1906، واشتغل بالتدريس بمعهد الإسكندرية حتى1917، ثم تم تعيينه قاضياً شرعياً لما ذاع صيته العلمى والخلقى، وقد اختاره المسؤولون إماماً للسراى الملكية بعد صدور قانون تنظيم الأزهر سنة 1930، ثم عُين عميدا لكلية الشريعة، ثم عضوا فى جماعة كبار العلماء فى 1934، ثم وكيلا للأزهر مع رئاسته للجنة الفتوى فى 1944 وقد عرف عنه غزارة العلم وسعة الاطلاع، وكان صاحب موهبة شعرية وفى 1948 عين شيخاً للأزهر، خلفا للشيخ مصطفى عبدالرازق، فساهم فى إصلاحه ورفع من شأنه، وقضى على ما كان به من عصبيات ومنع الميول الحزبية، فأصبح الأزهر على عهده شعلة متأججة بفضل نشاطه فى إرسال البعوث العلمية إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامى وغيره.

كما ربط الشيخ الشناوى الأزهر بالمعاهد الإسلامية فى باكستان والهند والملايو وغيرها، وفتح أبوابه أمام الطلبة الوافدين من العواصم الإسلامية، وجهد فى إحداث تطويرات علمية وفكرية وتعليمية عليه، فوسع من دائرة البعثات للعالم الإسلامى، وأرسل المتميزين لإنجلترا لتعلم اللغة الإنجليزية، توطئة لإيفادهم إلى البلاد الإسلامية التى تتخاطب بالإنجليزية، كما أفسح المجال أمام الوافدين إلى الأزهر من طلاب البعوث ويسر لهم الإقامة والدراسة، ووضع خطة للمعاهد الدينية تغطى عواصم الأقاليم، وكان للشيخ مأمون شقيق أكبر هو القاضى الشرعى سيد الشناوى، وهو والد الشاعرين الكبيرين مأمون الشناوى وكامل الشناوى، وشقيقهما أحمد الشناوى والد الناقد السينمائى والصحفى طارق الشناوى الذى كتب فى 19 مارس 2014 فى الزميلة «التحرير» ما يدلل على مدى استنارة هذا الشيخ حيث قال: «كان عمى الشاعر مأمون الشناوى يكتب فى نهاية الأربعينيات أشهر وأرق الأغانى لعبدالوهاب وفريد وفوزى وأسمهان وليلى مراد وغيرهم، بينما عمه الشيخ مأمون الشناوى، الإمام الأكبر وشيخ الجامع الأزهر، يتلقى بين الحين والآخر التهنئة من شيوخ أجلاء على أغانيه العاطفية، فكان يحرص على التصحيح مؤكدا أنها من تأليف ابن شقيقه، ولكنه أبدا لم يجرم أو يحرم هذه الأغنيات، كما كان له دور بطولى فى مواجهة الكيان الصهيونى ودعا للجهاد مع بداية نكبة 48، وتوفى الشيخ مأمون الشناوى فى 4 سبتمبر 1950».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية