x

محمد أمين تجديد الخطاب الرئاسى! محمد أمين الأربعاء 15-07-2015 21:38


نعترف بأن الخطاب الدينى يحتاج إلى تجديد، وشيخ الأزهر أحمد الطيب نفسه يعترف بضرورة هذا التجديد.. لكن من المهم أن نعترف بأن الخطاب الرئاسى أيضاً يحتاج إلى تجديد.. كما يحتاج إلى خضوع الرئيس لجلسات تدريبية على أيدى متخصصين.. فلا يُعقل أن نحتار فى تفسير كلمة «كده» فى خطاب الرئيس.. قال «المنطق يقول إن إحنا منبقاش (كده)، بس ربنا أراد نبقى كده، وإن شاء الله هنكون أحسن من كده»!

حاولت أن أحل اللغز فى خطاب الرئيس.. ربما توصلت إلى صيغة تُقنعنى.. الآن، خمن براحتك ماذا يقصد الرئيس بكلمة «كده»؟.. هل تعنى كويس؟.. هل تعنى وحش؟.. لماذا أصبحنا كده؟.. مين السبب؟.. ولماذا نريد أن نصبح أحسن من «كده»؟.. لماذا يستخدم الرئيس الخطاب الدينى مثل الإخوان؟.. لماذا لا يضع نقاطاً محددة للحديث؟.. لماذا يضع فى رقبة شيخ الأزهر تجديد الخطاب، ولا يقوم هو بتجديد خطابه الرئاسى؟!

أكاد أقطع أن أحداً لم يتجرأ على لفت نظر الرئيس لأهمية تجديد الخطاب الرئاسى.. وأكاد أجزم أنه لم يخضع لجلسات تدريبية من متخصصين.. النتيجة، التى أمامنا تؤكد أن أحداً لم يجرؤ على وضع شكل لخطاب رئاسى مكتوب.. الخطاب المكتوب يضع يده على معان محددة.. أبسط شىء أن الفكرة لا تتوه.. كثيراً ما تتوه الفكرة فى خطاب الرئيس.. هناك شىء مهم اسمه «صناعة الرئيس».. لا يتوقف على «تناسق ملابسه» فقط!

أعرف أن بعض الجمهور يحب أن يسمع خطاباً عفوياً من الرئيس.. يُحبُّه حين يرتجل الكلام.. ربما كان لها وقتها.. الأسهل على الرئيس أن يرتجل.. الخطاب المكتوب لا يؤثر على مزاج الجمهور.. السيسى قبل الرئاسة كان ضابط جيش.. لا يخطب، ولا يتكلم، ولا نسمعه.. مهم أن يتلقى تدريباً متخصصاً.. السادات كان خطيباً بارعاً، لكنه كان يقدم خطاباً مكتوباً.. يخرج عنه أحياناً.. السيسى لا يكتب ولو مجرد نقاط!

الخطاب الرئاسى ورقة رسمية شديدة الأهمية.. كاشف فيما بعد لطبيعىة الرئيس، وطبيعة المؤسسة الرئاسية.. ربما يعكف عليها الدارسون والمحللون.. أين هو فى خطاب السيسى؟.. مهم أن يُقدم الخطاب للإعلام.. مهم فى المناسبات الرسمية أن يحتفظ الأرشيف الرئاسى بخطابات الرئيس.. مهم أن نعرف متى يتكلم؟.. ماذا يقول؟.. فى أى مناسبة؟.. بأى طريقة؟.. لغة الجسد أيضاً مهمة جداً.. تنقل الناس لجو الخطاب!

المطابخ الصحفية كانت تستقبل خطاب الرئيس، فى هذه المناسبات.. كانت تلتزم بالنص، وتشير إلى التصريحات، على هامش الخطاب الرئاسى.. الأصل هو الخطاب المكتوب.. إلا أن يكون هناك رد، على سؤال للحضور.. هكذا كنا نتعامل مع نص.. من السهل العودة إليه.. الآن لا يوجد نص.. هناك ارتجال.. قد يحتار البعض فى تفسيره.. لذلك لزم التنويه.. على الرئيس أن يبدأ الآن.. عام واحد يكفى لهذا «الارتجال»!

سيدى الرئيس: لا تفهمنى خطأ.. ليس هذا من قبيل الهجوم أبداً.. بالعكس، هو محاولة للوصول إلى خطاب رئاسى، يبقى فى ذاكرة التاريخ.. ولا يحدث هذا إلا بالتدريب، والاعتراف بضرورة التجديد.. أعرف أنها مسالة صعبة.. فهل تقوم بتجديد الخطاب الرئاسى، كما تطالب شيخ الأزهر بتجديد الخطاب الدينى؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية