- محافظ الجيزة من وقت لآخر يخرج علينا بتصريحات نارية.. سمعناه وهو يعلن عن البدء فى تطوير شارع الملك فيصل بإزالة العشوائيات والباعة الجائلين منه.. ولأن هذا الشارع رئيسى يربط القاهرة بالطريق الصحراوى ومدينة ٦ أكتوبر والواحات، ولا يقل أهمية عن شارع الهرم.. فقد اختاره المحافظ ليجمل صورته أمام الرأى العام الجيزاوى، وللأسف يعرف جيدا أنه مكسور الجناح لا يملك إمكانيات تطويره.. ولا الشجاعة فى إخلائه من مواقف الميكروباصات والتوك توك.. طبعا كلام من هذا لم يحدث، لأن تصريحات المحافظ لم تكن مدروسة مع أنه رجل يتمتع بثقافة عالية وأناقة وشياكة راقية.. وفى رأيى أن محلب ظلمه يوم أن أتى به محافظا لأن الرجل وجه دبلوماسى يتمتع بقبول كسفير وليس كمحافظ.
- أنا عن نفسى استبشرت خيرا يوم أن جاء خلفا للرجل الفاضل الدكتور على عبدالرحمن الذى ترك أكثر من بصمة على إنجازات تمت فى عهده عندما كان محافظا للجيزة.. يكفى أنه كان أول محافظ ينقل مكتبه إلى الشارع المصرى، فكلما كنا نمشى نسمع أن المحافظ الدكتور على عبدالرحمن فى حملة فى الجيزة، وآخر حملاته كانت فى تطهير ميدان الجيزة من الباعة الجائلين.. صحيح أن خطة التطهير توقفت بعد أن ترك الرجل موقعه كمحافظ وأسدل الستار على ميدان الجيزة بكل بلاويه..
- نعود إلى وعود المحافظ الدكتور خالد زكريا العادلى التى أطلقها كما يطلق أهالى الأحياء الشعبية الصواريخ فى الأفراح، ولأن وعوده كانت مثل صواريخ الفشنك فلم نسمع عن حملة ناجحة للمحافظ الهمام لا فى الأحياء الشعبية ولا فى إزالة القمامة من الشوارع الرئيسية، وكأن الجيزة بلا محافظ وعوضنا على الله.. الشىء الذى يدعو للدهشة أن رئيس حى غرب الجيزة أعلن أن ميدان الجيزة سوف يشهد بعد العيد حملات لتطهيره من الباعة الجائلين، بعد أن دبر لهم باكيات تم تأجيرها لعدد من الباعة فى شارع ربيع الجيزى.. يعنى هنشوف أهرامات الجيزة من الميدان وتعود الرؤية زى زمان لما كان الميدان خالى من عشوائيات الباعة الجائلين.. طبعا كلها تصريحات وردية ولأن المحافظ لا يريد أن يسجل على نفسه تصريحات أكبر من الحدث نفسه طلب من رؤساء الأحياء أن يجملوا وجهه بتصريحات حتى ولو من باب المجاملة، وهذا هو النفاق الحكومى الذى يسعد المحافظ.. والنفاق للحكومة ليس بالضرورة أن يكون فى محافظة الجيزة وحدها لأنه أصبح ظاهرة وعنوانا لنفاق العاملين فى الأحياء بغرض كسب ود المحافظين على حساب خدمة المواطنين.
- المحافظ الوحيد الذى يعمل فى صمت الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة.. تصريحاته دائماً فى المليان، يكفى يوم أن أعلن عن إخلاء قلب البلد من الباعة الجائلين، كان الرجل عند وعده وخلعهم بالفعل من الشوارع.. لم ينتظر أن يبنى لهم باكيات كالتى أعلن عنها فى الجيزة.. أنت الآن تشعر بقيمتك وأنت تمشى فى قلب البلد.. لا بلطجية ولا باعة جائلون.. ولم يتوقف الدكتور السعيد عند تطهير الشوارع من الباعة بل مجرد أن انتهى من تشغيل جراج التحرير رفع السيارات من الانتظار فى الشوارع وخصص عربات مكيفة من الجراج لقلب البلد لأصحاب السيارات.. والبقية من أعماله تأتى فالرجل يشق طريقه بالدراع رغم أنك تراه مبتسما، والذى يعجبك فيه أنه شرس فى قراراته، فقد أصدر قرارا بتجديد واجهة مبانى وسط البلد وبالذات التى تحيط بقصر عابدين وفعلا العمل جار فيها.
- معنى الكلام أن ما يفعله السعيد فى قلب العاصمة يجب أن يدرس فى بقية محافظات مصر.. وأتمنى أن يصاب محافظ الجيزة بالعدوى من محافظ القاهرة ويصبح صورة منه فى العطاء حتى لا يدعونا الى مطالبة الحكومة بعودة الدكتور على عبدالرحمن الذى أصبح فى سن تقترب من سن الراحة، ومع ذلك تراه يتمتع بنشاط وحيوية لأنه يرى راحته فى العمل.. صحيح أنه لم يكن موفقا فى التصالح فى قضية إسكان أرض «مقار- الكوكاكولا» التى أوصت لجنة فض المنازعات بأحقية المتعاقدين فى بناء مدينتهم السكنية.. وربما تكون غلطته الوحيدة أنه ركب رأسه واحتمى فى رئيس الوزراء بالطريق الغلط.. وهو لا يعرف عن رئيس الحكومة أنه لن يساند مسؤولا على حساب المواطنين.