x

«الاتفاق النووي» يدشن «شرق أوسط جديد» على حساب العرب (تحليل)

الثلاثاء 14-07-2015 15:13 | كتب: محمد البحيري |

يأتي الاتفاق النووي بين إيران والغرب ليدشن مرحلة جديدة من تاريخ الشرق الأوسط، تلي مرحلة «الربيع العربي»، وتعيد ترتيب خريطة التحالفات والعداوات بالمنطقة، وهو ما يختصره المحللون في مصطلح «شرق أوسط جديد».

ولعل من أبرز ملامح هذا «الشرق الجديد» تحويل العداء الأمريكي الإيراني، الذي استغرق أكثر من 3 عقود، إلى تحالف إستراتيجي، سيكون بالضرورة على حساب دول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية.

وكانت مجلة «فورين بوليسى» السياسية الأمريكية الرصينة أشارت إلى ذلك عبر التساؤل عن الدولة التي ترتبط الولايات المتحدة معها بعلاقة أفضل من إيران، وتأتي الإجابة على السؤال بمحاولات رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد في ظل العقيدة الأمريكية الجديدة القائمة على التوجه نحو آسيا والخروج من الشرق الأوسط، وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما أقر هذه العقيدة، مطلع 2012، بهدف تفادي الفخ الذي وقع فيه الرؤساء السابقون الذين استنزفتهم أحداث الشرق الأوسط، وتصحيح السياسة الأمريكية التي عرفت إخفاقات دبلوماسية «كارثية»، بحسب توصيفات صحف أمريكية.

وتقر «فورين بوليسي» بأن إتفاق إيران يقلب التوازن الدقيق في الشرق الأوسط، لأنه يفتح المجال أمام تواجد إيراني بارز وأكبر في المنطقة، يعزز الأنظار إلى ما يجري في العراق وسوريا واليمن ولبنان على حساب الكبرياء العربي ومكانته.

كما أن الاتفاق يعلن إيران «قوة إقليمية مؤثرة»، وليست مجرد قضية كما كانت منذ 1979 حتى الآن، وهو ما يفتح الباب للتداعيات الاستراتيجية لهذا الاتفاق على اعتبار أنه يمثل بداية واضحة لنوع من الاختراق في علاقات إيران مع الغرب وأمريكا بصورة يمكن أن تؤثر على الأوضاع السياسية في المنطقة العربية والقضايا المثارة بداخله.

ويجمع المحللون على أن النتيجة المباشرة لهذا الاتفاق هو تدشين فوري لسباق تسلح في المنطقة، سيشمل بالضرورة البحث عن بدائل في السوق السوداء للتكنولوجيا النووية، وهي بضاعة ستوفرها دول مثل روسيا وباكستان والهند وكوريا الشمالية لمن يبدي استعداده لدفع الثمن، خاصة حين يكون الحديث عن عملاء بثراء الخليج النفطي.

وحتى في إسرائيل، رغم ضوضائها وصراخها المعادي للاتفاق، تطل كتابات تدعو إلى منح الفرصة لهذا الاتفاق ولا تستبعد ازدهارا في العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، وهو ما يعني بالضرورة أنه سيكون على حساب العرب وقضاياهم، وفي القلب منها القضية الفلسطينية والقدس الأسيرة. فهل ينتظر العرب ليروا أنفسهم وقد تذيلوا قائمة القوى الإقليمية، ويبدأ التنفيذ العملي لما حذر منه المراقبون خلال السنوات الأربع الأخيرة وهو «سايكس بيكو» جديد لإعادة تقسيم المنطقة؟.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية