x

محمد أمين عزومة عمر الشريف! محمد أمين الأحد 12-07-2015 21:53


تخيل لو كان عمر الشريف، رحمه الله، مازال حياً، ثم أقام مائدة رمضانية.. تخيل لمجرد التخيل.. كم عدد الذين كانوا يتسابقون للحضور، سواء كانت مائدة إفطار، أو مائدة سحور؟.. يمكنك أن تُخمن لماذا أضرب هذا المثل؟.. يمكنك أيضاً أن تعرف كم من هؤلاء، حضر جنازة الممثل العالمى؟.. طبعاً ضيوف «العزومة» بلا حصر.. أما مشيعو «الجنازة» فعلى أصابع اليد.. قلة الأصل معروفة، فى الوسط الفنى والسياسى!

غابت الدولة بشكل ملحوظ عن الجنازة.. فما هو النموذج الذى نقدمه للجيل الجديد؟.. ولماذا غاب الفنانون؟.. الإجابة لأنهم سهروا حتى الفجر، فى عزومة سحور.. الفنانون يحضرون للتربيط لأعمال جديدة.. الإعلاميون أيضاً يفعلون ذلك.. لا يذهبون لوجه الله.. إذا مات صاحب العزومة نفسه، نشوف غيره.. انتهازية غريبة.. ونفعية لا حدود لها.. المئات يحضرون جنازة كلب العمدة.. العمدة نفسه بلا معزّين!

لو كان عمر الشريف منتجاً أو مخرجاً لاختلف الأمر.. لو كان ابنه طارق صاحب شركة إنتاج لاختلفت الحكاية.. هل يُعقل أن يشيّع «الشريف» هذا العدد الفضيحة؟.. هل يعقل أن يكون معظم الحضور، من طواقم الفضائيات تقريباً؟.. طبعاً هناك أسماء معدودة ارتبطت بالفقيد الكبير شخصياً.. حضور يمكن أن تعده على الأصابع.. أليست هذه جريمة؟.. هل الوسط الفنى يعيش حالة تمثيل مزمنة؟.. يمثّل حتى على نفسه؟!

لعلك تابعت عزومة الفنان فلان، أو المنتج علان.. هل رأيت نجوم الفن جميعهم؟.. هل أدركت لمن يذهب رجال الفن والإعلام؟.. إنهم يزيطون فى الزيطة.. لا أحد يتردد.. لا أحد يتأخر.. ولو كانت عنده حالة وفاة.. الحالة الوحيدة التى لا يحضرون فيها، هى وفاة صاحب العزومة.. مهما كانت قامته.. نفعية مقيتة.. أما إذا كانت لديه شركة وزوجة فى الوسط وأبناء، فإن الجنازة ستكون حارة فعلاً.. فماذا جرى للمصريين؟!

الغريب أن يكون اهتمام الجمهور بخبر وفاة عمر الشريف، أكثر من اهتمام الفنانين.. أكثر من اهتمام المنتجين.. أكثر من اهتمام المخرجين وتلاميذ الفقيد.. الجمهور الوحيد الذى يعرف قيمة الفنان أو الكاتب أو المطرب.. الوسط الفنى والسياسى يعرفان قيمة العائد منه.. يجرون وراء العائد.. يكتبون القصائد فى النجم إذا كان يلمع.. أما إذا اختفى انتهى.. حالة كاشفة لمجتمع ترتفع فيه نغمة التمثيل على القيمة!

لم أحضر عزومات كثيرة فى رمضان.. حضرت مرات معدودة فقط.. الأصل هو تقدير صاحب الدعوة.. ألا تكون هناك مصلحة محتملة.. أن تكون خالصة من الجانبين.. لكننى رأيت إعلاميين وفنانين، اللهم إنى صائم.. يصادفك فنانون شباب يتصورون أنفسهم عمر الشريف.. جيل غريب الشكل.. حين مات عمر الشريف، لم نجد من هذا الجيل، غير خالد النبوى.. شاب مرشح كى يكون فناناً عالمياً.. والكثيرون مزيفون!

لا أصدق دموع الفنانين.. لا أصدق أحزانهم.. مجرد تمثيل.. لم ينجحوا للأسف هذه المرة فى التمثيل على عمر الشريف.. لأنه مات.. يمثّلون فى عزاءات خالات وعمات المخرجين والمنتجين.. لكنه بكاء للتمثيل، على طريقة فيلم أرض النفاق.. يتزاحمون على العزومات فقط، ويتخلفون فى العزاءات!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية