x

سليمان الحكيم لماذا نجح ناصر.. وتعثّر السيسى؟! سليمان الحكيم السبت 11-07-2015 21:35


رغم مرور عامين على التفويض الذى منحه الشعب للسيسى ليتصدى للإرهاب ويقضى عليه. إلا أننا مازلنا نرى الإرهابيين يرتعون فى طول البلاد وعرضها. فلماذا فشل السيسى فى عامين فيما نجح فيه عبدالناصر بين عشية وضحاها؟

لم يتوقف أحد للسؤال عن كيفية - ولماذا - نجاح عبدالناصر فى القضاءعلى الإرهاب حتى إنه بمجرد خروجه من بيته فى منشية البكرى كانت الجماهير تتلقفه فى الشارع دون حراسة. فدائماً ما كان يسير فى الشوارع فى سيارة مكشوفة تشق طريقها بصعوبة وسط بحر هائج من جماهير الشعب.

من أين جاء عبدالناصر بهذه الثقة فى نفسه وفى الجماهير من حوله حتى سلمهم روحه. وآمنهم على حياته رغم تربص الإرهابيين به وعدم الكف عن ملاحقته؟ كان عبدالناصر وسيظل فى صدارة قائمة الاغتيالات حتى بعد وفاته بما يقارب نصف القرن. لم يكف هؤلاء عن محاولات اغتياله معنوياً. ومع ذلك ظل بمنأى عن الخلع والاقتلاع من نفوس محبيه. محصناً ضد كل محاولات القتل المعنوى وهو ميت كما كان عصياً وهو حى على القتل البدنى. لماذا وكيف حدث ذلك؟ كيف نجح عبدالناصر حتى وهو ميت فى الصمود فى وجه محاولات الاغتيال لتفشل كل محاولات الإرهابيين وأجهزة المخابرات الدولية فى النيل منه؟

حين ولى عبدالناصر وجهه شطر الإرهابيين مقاتلا. كان ظهره محمياً بالملايين من أبناء شعبه. بعد أن أدركوا منذ اللحظة الأولى أن المعركة مع الإرهاب ليست معركة عبدالناصر ولكنها معركتهم هم، لأن السلطة التى يريد هؤلاء الإرهابيون انتزاعها من يده هى سلطتهم التى سخرها عبدالناصر لخدمتهم. وجعلها الأداة لتحقيق مطالبهم. فى الحرية ولقمة العيش. فإذا نجح هؤلاء فى انتزاع السلطة من يده فقدوا هم كل آمالهم فى العيش بكرامة. وقد رسخ فى يقين الجميع أن حياة الشعب مرتبطة بحياة رئيسهم. وأن من يهددها بالفناء يكون قد كتب الفناء على نفسه أولاً، فأصابهم اليأس والإحباط، فراحوا يحاربونه بوسائل أخرى غير القتل. فاعتمدوا الاغتيال المعنوى بديلا عن الاغتيال البدنى. واليوم لن ينتهى الإرهاب من مصر إلا حينما تكون الجماهير جادة وطرفاً أصيلا فى معركته. ولن تصبح الجماهير ظهيراً للنظام فى المعركة ضد الإرهاب إلا حينما تشعر بأن النظام قد أصبح ظهيراً لها فى معركتها ضد الفقر والفساد والتمييز. وأن يصبح النظام أداة فى يدها لتحقيق آمالها وتطلعاتها. عوناً لها وليس عوناً عليها. بإلغاء كل الامتيازات الطبقية والفئوية. وإنهاء حالة الانحياز الكامل لرجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال على حساب الأغلبية من فقراء الشعب وتحقيق العدل والمساواة. هكذا انتصر عبدالناصر على الإرهاب. وهكذا يمكن أن ننتصر نحن اليوم. وبغير ذلك نكون كمن يحرث فى البحر!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية