x

رولا خرسا أم حبيبة بنت أبى سفيان رولا خرسا الجمعة 10-07-2015 21:45


اسمها رملة بنت أبى سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، والدها زعيم مكة وقائدها. وُلدت قبل البعثة النبوية بسبعة عشر عاما. أمها صفية بنت أبى العاص بن أمية وهى أيضاً عمة عثمان بن عفان رضى الله عنه، وهى من بنات عم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. كانت رملة متزوجة من عبيد الله بن جحش وأسلمت مع زوجها وهاجرت معه فى الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة وولدت له ابنته حبيبة التى أصبحت تكنى بها، فعرفت دوما بأم حبيبة. وفى الحبشة تقول إحدى الروايات إن زوجها عاد عن الإسلام واعتنق المسيحية ثم مات. رملة تحدت والدها وأصرت على الإسلام وعندما اعتنق زوجها المسيحية أصرت هى على إسلامها فعرفت بين صحابة رسول الله بثباتها. بعد وفاة زوجها رأت أم حبيبة فى منامها من يناديها
بـ«أم المؤمنين» ففسرته بأن رسول الله سوف يتزوجها. وقد كان. ما إن انقضت عدتها حتى أتتها جارية من عند النجاشى ملك الحبشة اسمها أبرهة، وقالت لها إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد طلب من النجاشى أن يزوجه إياها.. ففرحت أم حبيبة كثيراً.

كان زواج النبى من أم حبيبة فى السنة السابعة من الهجرة النبوية، ويقال إن لهذا الزواج سببين: أولهما أن أم حبيبة ابنة سيد قريش وكان من شأن هذا الزواج أن يقرب بينهما لصالح الأمة، ثانيهما أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكافئ أم حبيبة على صبرها وتمسكها بدينها رغم تعنت والدها وثباتها بعده عندما أصبح زوجها مسيحيا، وأصرت هى على ما آمنت به.

توفيت أم حبيبة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بما يقرب من ثلاث وثلاثين سنة، روت عنه أحاديث عدة يقال إنها وصلت إلى خمس وستين. وفى أيام الفتنة الكبرى عندما تمرد البعض على سيدنا عثمان بن عفان لأنهم كانت لهم عليه مآخذ عليه وجمعوا أنفسهم لإحداث فتنة واشتد أذاهم على أمير المؤمنين، فكر البعض فى أنهم لو أتوهم بأم المؤمنين أم حبيبة لربما صرفتهم عنه فأتت على بغلة بيضاء، إلا أن المتمردين ردوها.

حتى أيامها الأخيرة كانت تحرص على علاقتها بأمهات المؤمنين رضى الله عنهن جميعا وفى آخر أيام حياتها استدعت السيدة عائشة رضى الله عنها وطلبت منها أن تسامحها؛ فعن عوف بن الحارث قال: «سمعتُ عائشة -رضى الله عنها- تقول: دعتنى أمُّ حبيبة زوج النبى عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لى ولك ما كان من ذلك. فقلتُ: غفر الله لكِ ذلك كله، وتجاوز وحلَّلَكِ من ذلك. فقالت: سررتنى سرَّك الله». وفعلت الأمر نفسه مع بقية أمهات المؤمنين. توفيت أم حبيبة رضى الله عنها سنة أربع وأربعين عن ثمانى وستين سنة أثناء خلافة أخيها معاوية بن أبى سفيان ودفنت فى البقيع.. رحم الله أم حبيبة المرأة القوية الثابتة المخلصة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية