تطورت المواجهات المسلحة والمعارك الإثنية المذهبية فى منطقة غرداية فى الجنوب الجزائرى، حيث تواصلت الصدامات بين العرب المالكيين والبربر الإباضيين، وخلفت المواجهات الأخيرة 25 قتيلا وعشرات الجرحى، واحتراق عشرات المنازل والمحال ومزارع النخيل، ممّا دفع الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة إلى اللجوء إلى الجيش لفرض الأمن فى المنطقة، وتوجه لها وزير الداخلية نور الدين بدوى.
وفى حدث غير مسبوق، دعا بوتفليقة إلى اجتماع طارئ، بمشاركة رئيس الوزراء عبدالمالك سلال، ونائب وزير الدفاع الوطنى قائد أركان الجيش الوطنى أحمد قايد صالح، وكلف الرئيس بوتفليقة، قائد المنطقة العسكرية الرابعة التى تتبعها ولاية غرداية، بـ «الإشراف على عمل مصالح الأمن والسلطات المحلية المعنية من أجل استتباب النظام العام والحفاظ عليه.
وتركزت أعمال العنف خلال الـ24 ساعة الأخيرة فى بلدة القرارة، 120 كيلومترا شمال شرق غرداية، إحدى أكبر مدن المزابيين (قبائل زناتة)، وهم أقلية إثنية دينية من البربر الإباضيين. وسقط 19 قتيلا فى هذه المدينة وحدها.
وتواصلت المواجهات خلال الأيام الماضية فى غرداية، كبرى مدن مزاب. كما وقعت صدامات فى القرارة وفى بريان، وتم إحراق وتخريب محال تجارية وسيارات وأشجار نخيل وممتلكات ومبان عامة. وانتشر عدد كبير من قوات الأمن مع تعزيزات توجهت إلى العاصمة.
وفشل وزير الداخلية الجزائرى نورالدين بدوى خلال زيارة ثانية لغرداية فى جمع الفئتين المتناحرتين، وتوجد خلافات عديدة خاصة بشأن أملاك بين العرب والبربر الذين يتعايشون معا منذ قرون. ومنذ عامين، تدهورت العلاقات بين المالكية، والإباضية وغالبيتهم من الأمازيغ، بعدما تعرضت مقبرة للإباضيين لأعمال تخريب.