x

نيوتن ماذا فعلت بنا الاشتراكية؟ نيوتن الأربعاء 08-07-2015 21:28


«الاشتراكيون أنت إمامهم.. لولا دعاوى القوم والغلواء

(المكابرة والادعاء)

داويت متئدا وداووا طفرة.. وأخف من بعض الدواء الداء»

(داويت بهدوء وتدرج- وهم داووا فجأة وبتسرع- كما رأى ما حدث بعد الثورة البلشفية فى روسيا).

كان هذا شوقى فى مدح الرسول.

■ ■ ■

ماذا تفهم من هذا الكلام؟

أن الاشتراكية حلم. خيال. وهم. مع أنها فى نهاية الأمر تحقيق سام لمقاصد كل الأديان. المشكلة أنها تجاهلت الوسيلة- الوسيلة هى الإنسان. كيف خلق. وكيف سواه الله. ماذا يحركه ماذا يدفعه ويحفزه.

الاشتراكية افترضت فيه مثالية نظرية. إلى أن انتهت النظرية بأن لكل إنسان أن يأخذ بمقدار حاجته. الحاجة تبرر الاستحقاق. ستأخذ من الغذاء بمقدار حاجتك. من الدواء بمقدار حاجتك. من التعليم- وهكذا كل شىء. تجاهلت طموحه. رغبته فى التفوق على أقرانه. رغبته فى الاستزادة من كل شىء. حتى لو تجاوز ذلك مطالبه.

■ ■ ■

هكذا خلق الله الإنسان. ليسعى فى مناكبها. وضع فيه هذه الشريحة للسعى.

وجعلهم فوق بعض طبقات ودرجات. فى العلم. فى الوفرة. فى الخيال. فى الرزق. كل إنسان يحتاج الآخر. ولولا هذه التركيبة ما دارت عجلة الحياة.

الله نفسه حفز الإنسان بالجنة والنار. وصف الجنة كما يتمناها الجائع- ومحب النساء- ومحب الخمر. وصفها بما يلبى حاجة الإنسان المحروم من أى شىء. ووصف النار أيضاً بما يقشعر منه الإنسان ويخافه إذا ترك أمره لهواه. بما يخيفه ويردعه.

لهذا فشلت الاشتراكية فى العالم كله. وكان اقتصاد السوق بالمنافسة. بالترغيب. بحوافز الاستثمار.

■ ■ ■

عبدالناصر كان زعيم الاشتراكيين فى العالم العربى. بها كان ينادى. وبها ظن أنه قادر على أن يلبى حاجة كل محتاج. حاول أن يداوى طفرة. عذره الفشل الاشتراكى لم يكن قد تحقق بعد فى العالم كله. فكان خير من دوائه الداء نفسه. ليته ترك مصر على حالها. واعتصم بالتدرج والتؤدة. تجاهل وسائل الإنسان والبشر. لهذا وقعت مصر. لهذا نستجدى الاستثمار الداخلى والخارجى. عند المطالبة بالعيش- الحرية- والعدالة الاجتماعية. كان من الطبيعى أن ترفع صور عبدالناصر. بالرغم أنه دمر الاقتصاد فى مصر. عندما تجاهل الشريحة الربانية. التى خلق الله بها الإنسان. وسواه. تدفعه إلى السعى فى مناكبها. رحمه الله- كان وطنياً- مثالياً- رومانسياً- خفيف الظل وذا كاريزما. لهذا استقر فى وجدان الناس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية