x

«حرب اليمن»: 100 يوم من تبادل الخسائر

الأحد 05-07-2015 23:12 | كتب: صفاء صالح |
حرب اليمن حرب اليمن تصوير : اخبار

100 يوم مرت على إعلان قوات التحالف بداية «عاصفة الحزم» ضد جماعة «أنصار الله» التى انفردت بالحكم فى اليمن، ولا تزال الحرب مستمرة رغم الإعلان عن انتهاء «العاصفة» وبدء عملية «إعادة الأمل». وعن التطور فى موازين القوى داخل اليمن بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على «الحرب» يقول محمد النعيمى، أحد قيادات حزاب اللقاء المشترك: «بعد 100 يوم من عاصفة الحزم انقسمت أحزاب اللقاء المشترك حول الحرب، وباتت مواقفها متباينة، فهناك أحزاب ضد العدوان وأخرى مؤيدة له، فبعد أن جاهر حزب الإصلاح منذ البداية بتأييده للعاصفة، انضم إليه مؤخراً الحزب الشعبى الناصرى».

«فشلت قوات التحالف فى تحقيق أهداف ضربتها بعد 100 يوم من القصف».. هكذا يقيم «النعيمى» نتائج الحرب على اليمن، ويضيف: «كل ما فعلوه أنهم أوقفوا الحل السياسى بضربتهم، حتى مؤتمر جنيف الذى كان مقرراً أن يضم المكونات السياسية فقط، وليست الحكومة اليمنية التى أتت من الرياض لحضور المؤتمر، دون أن تكون طرفًا فى التشاور بين الأحزاب والقوى السياسية. لذا قررنا استئناف اجتماعاتنا كأحزاب سياسية هنا فى صنعاء، فمنذ يومين قمنا بعقد أولى جلسات الحوار للوصول إلى حل داخلى يفضى إلى تشكيل حكومة يمنية ومجلس رئاسى».

ويصف النعيمى نتائج عاصفة الحزم قائلاً: «بعد 100 يوم لم نجن إلا تدمير البنية التحتية لليمن وقتل المدنيين وتدمير المعالم الأثرية».

من جانبه، يقول نصرالدين عامر، عضو الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله: «بعد 100 يوم من العدوان يجب على البادئ بالعدوان أن يراجع حساباته، ويفكر فيما حققه من أهداف، فبعد هذه المدة ما زال الشعب اليمنى صامداً، ويستطيع الرد، حتى داخل العمق السعودى الذى تصله صواريخنا».

أما عن مستقبل الحوار الوطنى فى اليمن بعد 100 يوم من بداية عاصفة الحزم، فيقول عامر: «العدوان هو من أوقف الحوار، كما أجلت السعودية من قبل موعد مؤتمر كان مقرراً عقده فى جينيف، حتى المؤتمر الأخير بجينيف تسبب الضغط السعودى فى فشله بعد أن دفعت السعودية بأفراد ممثلين للحكومة اليمنية والرئيس عبدربه منصور هادى للمشاركة فى الحوار».

وعن تقييم جماعة أنصار الله لخسائرها فى الحرب بعد 100 يوم من بداية ضربات التحالف يقول عامر: «بالحسابات المادية، فالخسائر فى اليمن كبيرة بالنسبة للبنية التحتية التى تم تدميرها بالكامل، والشهداء والجرحى بالآلاف، وعمليات الهجرة الداخلية كبيرة جداً، أما بحسابات الحرب والمكسب والخسارة فإن الحرب تقاس بتحقيق أهداف العدوان، وهم لم يحققوا أهدافهم، وعندما تفشل أهداف العدو فإن أهدافنا تكون قد تحققت».

ويرى الحوثيون أن على المملكة السعودية أن تتراجع عن قرار الحرب بعد فشلها فى تحقيق أهداف حملتها العسكرية، حسب تأكيد عامر الذى يرى أن «خسارة الرياض أكبر مما كانت تتخيل، فعلى مدار 100 يوم تحدثت السعودية عن زحف برى ومع ذلك تتراجع اليوم لتحمى حدودها التى باتت فى مرمى صواريخ اليمن، وباتت الحرب أكثر تكلفة عليها».

ويضيف عامر: «هناك مساع دولية مستمرة، بعضها لدول أعلنت مناهضتها للعدوان، ودول أخرى لم تنخرط فى العدوان مثل عمان وروسيا وإيران، جميعها تتحرك فى اتجاه استكمال الحوار بعد الصمت الرهيب من قبل المجتمع الدولى الذى يرى اليمن على حافة المجاعة، ولا يتحرك».

وعن الوضع الإنسانى فى اليمن يقول عامر: «تعرض اليمن لحصار مستمر منذ بدء العملية العسكرية، ما أدى إلى منع دخول الأغذية والمستلزمات الطبية، فى كارثة إنسانية تحتاج تحركاً عاجلاً من الأمم المتحدة لتسهيل دخول المعونات وفك الحصار قبل تفشى المجاعة».

ويقول فؤاد راشد، أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبى: «فصول الحرب مازالت مستمرة والقوتان أصبحتا متساويتين، لم ينتصر أحد، فهناك تواجد قوى للحوثيين وميليشيات صالح، لكن المقاومة فى مدن الجنوب تتقدم وهى فى حروب كر وفر بصورة يومية».

وعن أثر عاصفة الحزم بعد مضى 100 يوم من اندلاعها يقول راشد: « استطاعت قوات التحالف أن تدمر بشكل شبه كامل كل القوة العسكرية لجيش الشمال وقوات الحوثيين، بينما كانت نتيجة الحرب مقتل 2261 مواطن من الجنوب فقط. راح معظمهم مؤخراً بعد أن باتت المعركة تدور 90% من مواقعها فى مدن الجنوب مثل الضالع ولحد وعدن، بينما تدور 10% من رحى الحرب فى مدن الشمال خاصة مأرب وتعز».

وعن أهدافهم التى حققت ضربات التحالف جزءا كبيرا منها يقول راشد: «اليوم تأخذ الحرب شكلها المناطقى، حيث تستعيد اليمن رسم لوحة سابقة هى لوحة حرب 1994 بين الشمال والجنوب. فبعد 100 يوم ما زالت الحرب مستمرة، ويحقق فيها الجنوبيون انتصارات رغم الخسائر البشرية والمادية وانتشار الأمراض والأوبئة، حيث قتلت حمى (الضنك) 250 شخصا فى عدن وحدها بسبب نقص الأدوية وانتشار القمامة وغازات الأسلحة، لذا ندعو للإغاثة وتقديم المعونة الانسانية بعد أن تم تدمير عدد من المستشفيات أيضاً».

«اليوم المعركة ستحسمها عدن».. هكذا يقول راشد عن الأيام المقبلة كما يراها الحراك الجنوبى، ويضيف: «منذ 20 يوماً جرت محاولات فى سلطنة عمان للاتصال بالحراك الجنوبى من قبل الحوثيين عبر وسطاء، للتفاوض على إمكانية تسليم مدن الجنوب للحراك بشرط أن لا يدخلها الرئيس هادى أو قواته. لكن الحراك رفض ذلك حيث لا بد أن يكون هناك توافق مع كل القوى الجنوبية، حتى المملكة العربية السعودية باتت شريكاً استراتيجياً يجب أن يكون لها رأى فى اتفاق مثل هذا».

ويستنتج راشد من ذلك أن قوات الحوثى وصالح منيت بخسائر رهيبة، يفسرها بقوله: «إنهم يقفون على أرض ليست معهم، فبعد أن حررنا الضالع سوف نحرر عدن فى فترة وجيزة، ربما قبل عيد الفطر، وقد بات تحرير عدن هو نقطة الفصل وبعدها يبدأ الاتفاق السياسى، فالمفاوضات الآن تحت الطاولة وفوقها تتمركز حول عدن».

وعن تواجد عناصر من القاعدة فى صفوف المقاتلين فى الجنوب يقول راشد: «الحراك على الأرض يقاتل ومعه قوات جنوبية مختلفة على رأسها القوى الدينية، سواء كانوا سلفيين أو قاعدة الذين يقاتلون من أجل أهدافهم الخاصة وهى مواجهة المد الشيعى، وهم جنوبيون أيضاً فلا نستطيع أن نقول لهم لا تجاهدوا معنا، خاصة أن الحرب جمعت كل الجنوبيين من كانوا مع سلطة صنعاء ومن كانوا ضدها».

وعن تواجد القاعدة فى الجنوب وانتشارها فى أكبر محافظات اليمن وهى حضرموت عقب عاصفة الحزم، يقول أحمد الحامد، المتحدث باسم الحزب الاشتراكى فى حضرموت: «الوضع اليوم أن المكلا أصبحت العاصمة بعد سيطرة القاعدة على 12 مديرية على ساحل البحر العربى، وتقوم عناصر القاعدة بتجنيد الشباب تحت اسم الدفاع عن الدين من عدوان الروافض، والآن يقومون بحمله لتفجير قباب وأضرحة الأولياء الصالحين التى يتخذ منها الصوفيون مقامات للاحتفالات الدينية فى رمضان والمناسبات الدينية، بدون أى مقاومة من أتباع الصوفية درءا للفتنة وقت الحرب». ويضيف الحامد: «قامت عناصر القاعدة كذلك بعمل مكتب للحسبة، ومنعوا الاختلاط فى الأسواق التقليدية، فى الوقت الذى تعيش المكلا فيه أزمة كهرباء لانعدام المازوت والبترول».

ويقول نزار الخالد، المتحدث باسم محافظة تعز التى باتت بؤرة الصراع فى الشمال الآن: «أصبحت تعز أكثر المدن اليمنية التى نالها خراب بأيدى أبنائها إلى جانب العدوان السعودى. المدينه تدمرت، وباتت ساحة للمعارك بين عناصر من القاعدة وقوات مؤيدة للرئيس هادى ومسلحى الحوثيين».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية