x

«الصحفيين»: مشروع قانون «الإرهاب» مخالف للدستور

الأحد 05-07-2015 14:24 | كتب: مينا غالي |
يحيى قلاش ،نقيب الصحفيين يحيى قلاش ،نقيب الصحفيين تصوير : أحمد المصري

أكدت نقابة الصحفيين، رفضها المطلق لما سمّته بـ«القيود الجديدة التي جاء مشروع قانون»مكافحة الإرهاب «ليضعها على الصحافة وحريتها»، في مخالفة واضحة لنصوص الدستور المصري الحالي- على حد قولها.

وقالت النقابة في بيان أصدره المجلس اليوم الأحد، أن مشروع القانون، الذي أعلنت عنه الحكومة منذ يومين، جاء ليعيد من جديد القيود التي ناضلت الجماعة الصحفية لإلغائها عبر عقود من تاريخها، وتم تتويج هذا النضال في نصوص دستور 2014.

وشددت النقابة على أن مشروع قانون «مكافحة الإرهاب» حفل بالعديد من المواد التي تخالف بشكل صريح ومنها المادة (71) من الدستور، وما نصت عليه من «حظر توقيع أي عقـوبة سـالبة للحرية في الجــرائم التي تُرتكب بطريق النشـر أو العلانية، أما الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو بالتمييز بين المواطنين أو بالطعن في أعراض الأفراد، فيحدد عقوباتها القانون، خصوصًا في مواده (26، 27، 29، 33، 37).

ودعت النقابة المسؤولين في الدولة، وكل من يهمه أمر هذا الوطن، إلى أن يعيدوا قراءة نص المادة (33) من مشروع قانون «مكافحة الإرهاب” جيدًا، وهي المادة التي تنص على»يُعاقب بالحبس الذي لا تقل مدته عن سنتين، كل من تعمد نشر أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أي عمليات إرهابية بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية، وذلك دون إخلال بالعقوبات التأديبية المقررة في هذا الشأن«.

ولفتت النقابة إلى أن هذه المادة «الخطيرة» تخالف النص الدستوري، وتعيد من جديد عقوبة الحبس؛ بل وتصادر حق الصحفي في الحصول على المعلومات من مصادرها المختلفة وتحصرها في جهة واحدة، الأمرالذي يُمثل ارتدادًا واضحًا على حرية الرأي والنشر التعبير، حيث لم تكتف المادة المذكورة بإعادة الحبس في قضايا النشر بالمخالفة للدستور، بل أنها جعلت من السلطة التنفيذية رقيبًا على الصحافة وحريتها، ومعيارًا للحقيقة، وفتحت الباب لمصادرة حرية الصحافة، وإهدار كافة الضمانات التي كفلها القانون للصحفي.

وأكدت النقابة أن هذا القانون جاء ليغلق الباب أمام كل المحاولات التي تسعى إلى أن تكون الصحافة معبرة عن المجتمع بكل طوائفه، ويفتح الباب أمام عودة الرقابة على الصحافة والإعلام عبر نصوص قانونية تضرب حرية الصحافة في مقتل، وهو ماظهر في العديد من مواد ذلك القانون، حيث حفلت المواد (26، 27، 29، 37) بالعديد من العبارات المطاطة التي تتعدى الهدف الرئيسي للقانون وهو مواجهة الإرهاب، إلى مصادرة حرية الصحافة، وفتح الباب واسعًا عبر تفسيرات مطاطة للنيل منها، ومصادرتها من خلال السلطة التنفيذية، بالمخالفة لنص المادة (70) من الدستور.

وأعلنت نقابة الصحفيين، عن مساندتها للدولة المصرية ومؤسساتها في حربها على الإرهاب، مؤكدة في الوقت ذاته، أن محاربة الإرهاب لا تكون بمصادرة الحريات العامة، وفي القلب منها حرية الصحافة والإعلام، بل بإطلاق الحريات العامة وإدخال المجتمع كشريك رئيسي في مواجهة جماعات التطرف والعنف.

ودعت النقابة الجماعة الصحفية وكل المدافعين عن الحريات، للوقوف صفًا واحدًا أمام محاولات تقويض حرية الصحافة بدعوى محاربة الإرهاب، مشددة على أن الطريق لمحاربة الإرهاب لن يكون بإهدار الدستور وإقرار نصوص قانونية غير دستورية، لكن بتفعيل نصوص الدستور، خصوصًا في مجال الحقوق والحريات.

وفي هذا السياق، قرر مجلس النقابة الدعوة إلى اجتماع طارئ، غدا الاثنين، للوقوف على سبل التصدي للمواد المتعلقة بالصحافة في قانون «مكافحة الإرهاب”، ومنها دعوة رؤساء التحرير، وأعضاء مجالس الإدارات والجمعيات العمومية في المؤسسات الصحفية القومية، والجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، لمواجهة محاولات النيل من الصحافة وحريتها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية