x

جيلان علام تحيا مصر.. ست خواطر جادة من أجلها جيلان علام السبت 04-07-2015 21:56


يجىء بعض من هذه الخواطر انبثاقاً من حرفية المهنة، وبعضها الآخر اهتماماً بالشأن العام.. فإذاً مباشرة وبدون الخوض فى فلسفة الأمور.

1- هدية افتتاح قناة السويس الجديدة

حفنة رمل مما حفر من قناة السويس الجديدة تقدم هدية من مصر لكل ضيف مدعو إلى حفل افتتاحها فى أغسطس 2015 ستحمل معانى ورسائل عديدة حضارية وسياسية وإنسانية لعل على رأسها «إذ ا أراد المصريون حققوا».

2- العاصمة الإدارية الجديدة

فكرة صائبة بلاشك ولكنها تحتاج إلى دراسة متأنية لتحديد الرؤية والمنظور وترتيب الأولويات والإطار الزمنى والشبكة التحتية، لاسيما الاتصالات والمواصلات الرخيصة المتنوعة المتشعبة السهلة المتاحة للجميع حتى لا ننزلق تحت تأثير الحماس إلى الوقوع فى فخ فقاعة عقارية لا مردود حقيقياً لها.

3- متحف ونصب تذكارى للثورة فى ميدان التحرير

الدول الناهضة تستفيد من دروس الماضى، لذا نحتاج للتأريخ والتوثيق لثورتى 25 يناير و30 يونيو وما قبلهما وما بينهما، هل هناك مكان للأمل أن نفكر بأن نحتفظ بواجهة مبنى الاتحاد الاشتراكى/ الحزب الوطنى لخمسة أو ستة أدوار سليمة لتكون الواجهة التذكارية لمتحف للثورتين فى ميدان التحرير مكان تجمع فيه وحوله ملايين المصريين من أجل المستقبل، وهو بالمناسبة يمكن أن يكون مشروعاً اقتصادياً مربحاً للغاية سياحياً وثقافياً إذا صُمم وخُصص وأُدير بمنظور حديث متطور وعصرى، وهو فرصة للشباب للتعبير عما أقدموا عليه.

ومعه يجىء الأمل أن يقبع فى ميدان التحرير نصب يتسق مع روعة ما حدث فيه، فذلك النصب الغريب ثلاثى الأضلاع المدهون بالبياض الردىء القابع فى وسطه الآن لا صلة ولا علاقة له بالهدير الإنسانى المصرى الذى تجلى فى الميدان وحوله، والذى أكاد أسمعه يشق عنان السماء كلما مررت من هذه البوابات السوداء القريبة من مدخل ميدان التحرير، ملازمة المتحف والنصب التذكارى فى ميدان التحرير: هل تكون محل نظر؟

4- الوزارتان الجديدتان

ألا يمكن أن نربط بين وزارة التعليم الفنى ودعم المشروعات المتوسطة والصغيرة؟ المسألة ليست توفير موارد فقط ولكن الخبرة والكيف مهمان، أما المصريون فى الخارج سواء كانوا 12 مليوناً، كتقدير منظمة الهجرة الدولية، أو 8 ملايين كتقدير وزارة الخارجية، أو 6.8 مليون كتقدير وزارة القوى العاملة، فهم فى إجمالهم كتلة لا يستهان بها، وكيان فى الخارج اختلفت تركيبته وتوجهاته واحتياجاته وارتباطه وإمكانياته وتفاعله مع الوطن الأم مصر، عما كان سائداً خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى.

لذا هناك حاجة لرؤية غير تقليدية واستراتيجية تحرك وتواصل تتلاءم مع هذه المستجدات.

وتبدو مثل معظم الأنظمة فى العالم السفارات والقنصليات المصرية فى الخارج - وهى عدد لا يستهان به - الأكثر تأهيلاً وإمكانيات بهذه المهام، الأمر الذى يستدعى التفكير ملياً فى إنشاء كيان جديد منوط به رعاية المصريين فى الخارج من جميع الأوجه، القنصلية والوظيفية والإنسانية والسياحية والسياسية.... إلخ، يعتمد أساساً على تعزيز التمثيل المصرى فى الخارج حيثما احتاج بأعضاء دبلوماسيين دائمين مكلفين بهذه المهام، وكذا دعم وزارة الخارجية بمزيد من القدرات الدبلوماسية الشابة، ويكون هذا الكيان المركز المسؤول عن الإدارة والتنسيق الداخلى والخارجى لمصالح المصريين فى الخارج.

5- عضوية مصر غير الدائمة فى مجلس الأمن 2016/2017

الحماس لمصر واضح، وهى المرشح الوحيد للمقعد، واحتمالات التأييد مبشرة ولكن المهنة علمتنا أن لا شىء تحقق حتى يتحقق فعلاً، فالمتربصون والمترصدون كثيرون، والتصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة تصويت سرى.. والنجاح لشغل المقعد يحتاج إلى أغلبية الثلثين أى 129 صوتاً، ونحن نريد النجاح بالحد الأقصى 193 صوتاً أو أقرب ما يكون إليه وليس بالحد الأدنى، فالمقعد الذى لم تتقدم مصر لشغله منذ عام 1997 مقعد عزيز فى ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة، وإثباتاً لهذه الأهمية فقواعد الإجراءات تقتضى إيداع الدولة وتقدم ممثلها لدى مجلس الأمن بأوراق اعتماد لدى سكرتير عام الأمم المتحدة، وتمثيل مصر فى مجلس الأمن يفرض عليها جهوداً إضافية غير عادية، فمثلاً وفقاً للترتيب الأبجدى المتبع فى تولى الدول أعضاء المجلس رئاسته، فإن الترتيب الحالى سيتيح لمصر رئاسة مجلس الأمن مرتين خلال فترة عضويتها المنتظرة فيه للعامين ،أولاهما فى مارس 2016 أى بعد شهرين فقط من دخولها المجلس، وثانيتهما بعدها بأربعة عشر شهراً أى فى يونيو 2017، مسؤوليات ومهام جادة تستدعى الاستعداد والتجهيز.

6- السدود على الأنهار فى أفريقيا

خصص البنك الدولى فى عام 2014 ميزانية تقدر بمليار دولار للقيام بمسح جيولوجى لأفريقيا من الفضاء لتقدير حجم الثروات الموجودة تحت أراضيها، وذلك - كما يوضح البنك الدولى - لتمكين الدول الأفريقية من تحقيق أقصى فائدة من وراء استغلال هذه الثروات.

بطبيعة الحال استخراج هذه الثروات وتداولها يحتاج إلى طاقة، والطاقة التى تتوفر من السدود ومساقط المياه هى طاقة رخيصة ومتجددة ومستدامة ونظيفة، وبالإضافة لذلك فإن السدود تسمح بتنظيم تصريف المياه للاستخدامات التنموية الصناعية والزراعية، خاصة إذا ما أخذنا فى الاعتبار تنامى الاتجاه إلى الزراعة خارج الحدود الوطنية للاستفادة من مساحات الأراضى غير المستغلة، ومصادر المياه غير المستغلة اقتصادياً، سواء كانت هذه الزراعة من أجل توفير الغذاء أو من أجل توفير وإنتاج طاقة بديلة هى طاقة الوقود الحيوى المتصاعدة عالمياً، والدول الصناعية الكبرى وكذا الشركات عابرة القارات، متعددة الجنسيات، تفكر وتخطط استراتيجياً للمستقبل القريب والبعيد، ولعلنا نحن كذلك نضع نصب أعيننا المستقبل القريب، 100 مليون مصرى مقيم عام 2020 و180 مليون مصرى مقيم عام 2050، هذا بعض فقط مما يجيش به العقل، فَلتْحىَ مصر دائماً وأبداً، والله المستعان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية