x

المفتي: علينا التصدي للفتاوى المحرضة على القتل والعنف

السبت 04-07-2015 14:55 | كتب: أحمد البحيري |
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية تصوير : آخرون

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، ضرورة التصدي للفتاوي التي تحرض على العنف والقتل.

وقال «علام» في مقال نشرته صحيفة «وول استريت» الأكثر انتشارًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ونقله بيان لدار الإفتاء، السبت، إن المهمة الرئيسية لدار الإفتاء هي توفير الرأي الشرعي الوسطي الصحيح للمسلمين، وتصحيح الكثير من المفاهيم التي شوهها المتطرفون في أذهان غير المسلمين، مشيرًا إلى أن جزءا لا يتجزأ من مهمة الدار هو التصدي للفتاوى المتطرفة.

وأضاف المفتي في مقاله أن المسلمين في الوقت الحاضر يواجهون العديد من الوقائع والمتغيرات التي لم يتعرض لها علماء المسلمون المتقدمون، مما جعل العلماء المعاصرين أمام تحدٍ كبير يتمثل في الفهم الصحيح للنصوص الدينية، مع إدراك شامل للواقع المعيش بمتغيراته السريعة.

وأشار إلى أن من بين القواعد التي أرساها النبي صلى الله عليه وآله وسلم التأكيد على حرمة الدماء، والسعي لتحقيق الاستقرار المجتمعي، والتأكيد على حقوق المرأة والاهتمام ببيئة آمنة ومتناغمة للأقليات الدينية والمساواة والمواطنة بين أبناء الوطن الواحد بل والبشر جميعًا فكانت تلك القواعد والآداب الجديدة بمثابة فتاوى تاريخية تراكمت عبر السنين، حتى أصبحت نبراسًا وتوجيهًا لعلماء المسلمين لكي يحذوا حذوها، وإعلاء القيم الإنسانية والرحمة والعدالة.

وبين في مقاله أن الكثيرين في العالم الغربي يعتبرون بعض التصريحات المسيئة والمتطرفة التي تصدر من زعماء الإسلام السياسي يتبعون أيدلوجيات معينة بمثابة فتاوى معتبرة على الرغم من أن صناعة الفتوى تعد واحدة من المهام الأساسية لفهم صحيح العلاقة بين الإسلام والعالم الحديث فالمفتون يطبقون النصوص الشرعية في ظل إدراك الواقع المعيش.

وشدد «علام» على أنه «لا يمكن أن نعتبر أن كل رأي يصدر من شخص غير مؤهل هو بمثابة فتوى لأننا بذلك نكون قد فقدنا أداة بالغة الأهمية في قدرتنا على كبح جماح التطرف والحفاظ على فهم متوازن ووسطي للإسلام».

وذكر المفتي أمثلة لتلك الفتاوى المتطرفة التي أصدرها أنصاف المتعلمين وضعاف العقول الذين يطلقون على أنفسهم علماء والتي تعكس عقليتهم المريضة وقلوبهم القاسية ومنطقهم المشوة ومنها فتاوى تهجير الأقليات الدينية من منازلهم، واستعباد المرأة واعتبارها أداةً للجنس، وحرق الناس بالنار بسبب آرائهم التي لا تتفق مع وجهات النظر المتطرفة للإرهابيين، وكذلك ذبح كل من يعارضهم بدم بارد كالأغنام، وغيرها من الفتاوى التي تعكس عقلية المتطرفين وتبين تعطشهم لسفك الدماء.

وأوضح أن المتطرفين يعتمدون على ظاهر النصوص الدينية دون التعمق في فهمها فهمًا صحيحًا مثل آيات القتال التي تجاهلوا فيها الاستقراء القانوني والعلمي والنصوص الشرعية الأخرى التي توضح معنى الآيات وكذلك تجاهلهم لمقاصد الشريعة الإسلامية التي تحقق المصالح للبشر وتدفع عنهم الضرر في الدنيا والآخرة فتبنيهم لظاهر النصوص يؤدي إلى إنتاج التطرف الفكري والانحراف عن الصراط المستقيم الذي يؤدي حتما إلى السلوك المتطرف.

وبين المفتي أن علماء الإسلام وقادته الحقيقيين يقفون بحزم ضد هؤلاء الموتورين الذين يسعون لتحقيق أغراض سياسية تحت ستار الدين، مؤكدًا أن تعاليم الإسلام الحقيقية تنهى تمامًا عن إساءة معاملة النساء، وتؤكد أن السلام قد أعطى الحق للمرأة في الانخراط في الشأن العام وخدمة وطنها وتقلد المناصب القيادية لتكون شريكًا فاعلًا في المجتمع/ فضلًا عن أن الإسلام قد شدد على ضرورة احترام الأقليات الدينية، من خلال الحفاظ على حقهم في الاعتقاد وآداء شعائرهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية