عندى سؤال وملاحظة يشاركنى فيهما البعض.. السؤال: هل يجوز دفن جثث الإرهابيين الذين هاجموا كمائن الجيش؟.. يجوز أم لا يجوز؟.. ندفنهم، أم نتركهم للكلاب والذئاب والنسور؟.. والملاحظة حول مشاركة «الأخوين مكى» فى عزاء النائب العام الشهيد هشام بركات.. هل شاركا فى الجنازة أو العزاء كسائر القضاة؟.. أم أنهما تصرفا كرجلين من رجال دولة المرشد، وقد شمتوا فى النائب الشهيد؟!
بخصوص دفن «الكلاب»، فالمؤكد أن قوات الأمن فى الحالات التى تعرف أصحابها تسلمهم إلى ذويهم، أو يتقدم ذووهم لتسلم الجثث لدفنها.. فى حالة هؤلاء، فلا أظن أن هناك من يتقدم لتسلمهم، أو يجرؤ أن يكشف الانتساب إليهم.. فقد تقوم القوات بدوافع إنسانية فقط، بوضعهم فى مقبرة جماعية، بدليل أن الجيش لم يُمثّل بالجثث.. وكانت واضحة تماماً.. وتم تركها فوراً بمجرد التأكد من وفاتها!
هكذا يتصرف جيشنا العظيم.. لا يُمثّل بالجثث.. ولولا الفضائيات المعادية ما قام بتصويرهم، ولا عرض شريط فيديو على الرأى العام.. وبالتالى فقد يدفنهم، بمجرد انتهاء الإجراءات والتحقيقات.. رغم أن المزاج العام ليس مع الدفن، وإنما مع فكرة تركهم للكلاب والذئاب.. لا أتحدث هنا عن رأى شرعى، أو فتوى شرعية.. أتحدث عن موقف إنسانى فى الحرب.. وقد تحامل الجيش على نفسه لأسباب إنسانية!
وربما قرأت بنفسك أن الجيش تحفظ على أشلاء التكفيريين.. معناه أن الحكاية موجودة فى بؤرة الشعور.. ولو شاء أن يدوسهم بالمدرعات والمجنزرات لفعل.. إلا أنه أبى.. ووضعهم متجاورين دون تشويه.. وكان الهدف أن يقول للذين يعدونهم من الجيش إنهم ليسوا منه.. وإن كانوا يرتدون ملابس ميرى!.. ولو كانوا هنا فى المدن، لأكلهم المصريون بأسنانهم، وربما ألقوا بهم فى صفيحة زبالة، دون دفن!
أما السؤال المتعلق بالأخوين مكى فهو كاشف عن مصائب كثيرة.. فلا أحد اشتبه فى وجودهما، سواء فى الجنازة أو العزاء.. ولم نسمع إدانتهما لاغتيال النائب العام، أو شهداء مصر من الجيش.. فلم نعثر لهما على صورة هنا أو هناك، فى طوابير المعزّين.. فما معنى هذا؟.. معناه أن أحمد مكى لم يكن وزيراً للعدل، لأنه كفؤ لمنصبه، ولا كان محمود مكى نائباً للمعزول لأنه كذلك.. ولكن لأنهما من الإخوان فعلاً!
هى إذن ملاحظة فى محلها تماماً.. صحيح أنهما لم يصدر عنهما ما يدل على «شماتة» كما فعل الخرفان.. لكن أيضاً لم يصدر عنهما ما يدل على فداحة الجريمة، أو دناءة الفعل.. وهى سقطة لا يمكن الاعتذار عنها بأى حال.. بين قوسين: المستشار زكريا عبدالعزيز كان فى العزاء.. وعندى شهادة لوجه الله والوطن.. ظلمنا هذا الرجل.. سواء إعلامياً أو ما يتعلق بأمن الدولة.. يبقى نظيفاً شريفاً و«وطنياً فريداً»!
يُخطئ التكفيريون فى العنوان.. ويخطئ الذين أغروهم بالمال والعتاد.. مصر ليست أى دولة أيها الخرفان.. وها قد علمتم وذقتم.. لا هى التى ترفعون عليها أعلامكم، ولا هى التى تخضع لولايتكم.. ستكونون عبرة لكل مغامر وساذج.. معركة الكمائن ستكون شاهدة على غبائكم، وستكون جثثكم طعماً للكلاب والذئاب!