x

رفعت السعيد داعش والقاعدة.. أشقاء أم إخوة فى الرضاع (2-2) رفعت السعيد الجمعة 03-07-2015 21:22


ولأن مثقفى هذا الزمان كانوا إما فقهاء بعضهم يمتلك شجاعة قول الحقيقة فى وجه سلطان جائر وبعضهم يبيع دينه بدنياه، ألم يقل معاوية عندما لامه البعض بأن أغلب أنصار على بن أبى طالب من كبار الصحابة «والله لأشترين دينهم بدنياى. فأعطيهم مناصب وأموالا تقربهم منى» أو كانوا شعراء بعضهم شجاع وبعضهم يسكب شعره تزلفا للحاكم واسترزاقا من عطاياه. فإننا سنذكر بعضا من هذا وذاك من الشعر.

■ أن الخليفة قد أبى؟ فإذا أبى شيئا أبيته.

■ أبوك خليفة وكذاك جدك وأنت خليفة وذاك هو الكمال.

■ وآخر مضى فى تملقه للحاكم بأمر الله..

ما شئت لا ما شاءت الأقدار/ فاحكم فأنت الواحد القهار

فكأنما أنت النبى محمد/ وكأنما أنصارك الأنصار.

وفيما كان الحاكم بأمر الله يؤم الصلاة وكانت العادة أن يرسل له البعض رسائل فى ورقة مطوية يتناولها المصلون من صف إلى صف حتى تصل إلى الخليفة، وفتحها الحاكم بأمر الله وقرأ:

بالظلم والجور قد رضينا ولم نرض بالكفر والجنابة

إن كنت تعلم الغيب حقا فاعرف صاحب الكتابة. وصمت الخليفة.

وتمضى أزمنة وأجيال ويظل الحال كما هو رجال دين يتفيهقون وشعراء فى خدمة السلطان وآخرون ضده ويكتب أحمد شوقى رافضا فكرة الخلافة:

مضت الخلافة والإمام فهل مضى

ما كان بين الله والعباد

والله ما نسى الشهادة حاضر

فى المسلمين ولا تردد شادى

والصوم باق والصلاة مقامه

والحج ينشط فى عناق الحادى

ونتوقف أمام أحكام لعديد من كبار الفقهاء الذين يعتبرون فكرة الخلافة مفسدة ولا علاقة لها بالشريعة.

- الشهرستانى «إن الإمامة ليست من أصول الاعتقاد». (نهاية الإقدام)

- الجرجانى: «الخلافة ليست من أصول الديانات بل هى من الفروع المتعلقة بأفعال المكلفين». (كتاب شرح الموقف).

- الإمام الغزالى: «الخلافة ليست من المعتقدات». (كتاب الاقتصاد فى الاعتقاد).

- أبو حفص بن جميع: «الإمامة مستخرجة من الرأى وليس من الكتاب والسنة». (كتاب عقيدة التوحيد).

- الآمدى: «الكلام فى الإمامة ليس من أصول الديانات والمعرض عنها أفضل من الواغل فيها، فهى تؤدى للتعصب والأهواء وإثارة الفتن والشحناء». (كتاب غاية المرام فى علم الكلام).

وبرغم كل هذه الآراء والفتاوى فإن المتفيهقين من دعاة بدعة الخلافة يستندون إلى تفسير مغلوط لبعض الآيات القرآنية مثل «إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله» (النساء/105) لكن الإمام البيضاوى والقرطبى يؤكدان أن كلمة «تحكم» هنا تعنى أن تكون «قاضيا»، ويؤكد فقهاء عديدون أن كلمة «الحكم تعنى الحكمة والرأى ويقدمون العديد من الأدلة القرآنية». منها «يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا» (مريم /12) ولم يكن النبى يحيى حاكما. وآية أخرى «ولوطا آتيناه حكما وعلما» (الأنبياء/74) وموسى «ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما» (القصص/14).

ونتوقف أمام عبارة الآمدى التى تقول إن بدعة الخلافة تؤدى للتعصب والأهواء لنرى الثمار المريرة «كان الخلفاء الأمويون 14 والعباسيون 22 أى 36 منهم 17 قتلوا غيلة وقد اغتالهم الإخوة والأقارب والأبناء وحتى الأمهات سعيا وراء السلطة.

والفارق بين داعش والقاعدة يوشك أن يختفى. وفى 10 فبراير أعلن تنظيم داعش أنه سيترجم إلى الإنجليزية كتاب «أبوالحسن الأزدى» القيادى السابق فى «القاعدة» والذى بايع الظواهرى خليفة للمسلمين جميعا ثم أصبح داعشيا يوالى أبوبكر البغدادى كخليفة لكل المسلمين، وعنوان الكتاب «القسطاس العدل فى جواز قتل نساء وأطفال الكفار معاقبة بالمثل» وبالمقابل انشق أبومحمد المقدسى شيخ شيوخ داعش ليبايع الظواهرى إماماً وخليفة للقاعدة متهما داعش بأنه ابتدع «السنن السيئة».

إنه الفرق بين الأشقاء وإخوة الرضاع. كان وظل وسيظل دوما.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية