x

سكينة فؤاد: نادمة على عملى مستشارة لـ«مرسى»

السبت 04-07-2015 11:32 | كتب: عادل الدرجلي |
أرشيفية
أرشيفية تصوير : محمد راشد

قالت الكاتبة سكينة فؤاد إنها نادمة على قبولها العمل مستشارة للرئيس المعزول محمد مرسى، وأوضحت أنها قبلت المنصب بعد تعرضها لضغوط، وكانت تتصور أن بإمكانها تنفيذ ما كانت تكتب عنه من أفكار، ولم تتخيل أن جماعة الإخوان تحمل كل هذا القدر من الكراهية والغدر وعدم الإيمان بفكرة الوطن، وأضافت، فى حوارها لـ«المصرى اليوم»، أنها لم تستطع الاستمرار فى موقعها عندما سقطت دماء شهداء شباب جدد فى ذكرى محمد محمود الثانية، ولم تحضر أى اجتماع منذ هذا التاريخ.. وإلى نص الحوار:

■ ما الموقف الذى تندمين عليه وتعتقدين أن تقديراتك فيه كانت خاطئة؟

- لم أتعود الندم، وإنما تعودت المراجعة والاعتراف بالأخطاء والتصحيح، فلم أكن موفقة فى قبولى العمل مستشارة للرئيس المعزول محمد مرسى، فقد قبلت هذا الموقع بعد تردد واعتذارات كثيرة، وبعد أن قالوا لى «متزعلوش بقى إذا اعتمدنا على أنفسنا فقط»، وأنا من طبيعتى أن أقبل أى تكليف أو منصب يطلب منى القيام بمهامة، والسبب هو أن كل ما كتبت عنه من قضايا الاكتفاء الذاتى من القمح والمخاطر التى تتعرض لها الأرض والمياه والتى كانت نتيجة التطبيع، كل هذا جعلنى أفكر فى قبول الموقع حتى أحول ما كتبته إلى واقع من خلال الاقتراب من صانع القرار.

■ لكن الإخوان فصيل ليس غريبا عليك فكيف تصورت إمكانية العمل معهم؟

- تصورت أن الجماعة بعد أن شرفت باختيارها من قطاع من الشعب للحكم أنها ستمتلئ بالولاء، ولم أكن أتصور أنهم يضمرون كل هذا القدر من الكراهية والغدر، وعدم الإيمان بفكرة الوطن، لكن ما تكشف يفوق طاقة العقل، فلم أكن أتخيل أن من ينتمى لهذه الأرض يدمرها بهذا الشكل.

■ وما الذى تندمين عليه تحديدا فى هذه الفترة؟

- الخطأ فى التقديرات وتصورى إمكانية التحول الجذرى فى تاريخهم، فإننى أخطأت فى قدرات التحول، فالإخوان هم من سحبوا الثقة من أنفسهم قبل أن يسحبها الشعب، فما كان يظهر من سوء لدى الإخوان هو بمثابة جبل لا يظهر منه إلا قمته والباقى كان مدفونا لم يظهر بعد.

■ متى شعرت أنك لا يمكن أن تكملى فى موقعك؟

- بداية غضبى وإعلانى أننى لا أستطيع أن أستمر فى موقعى عندما سقطت دماء شهداء شباب جدد فى ذكرى محمد محمود الثانية، ولم أحضر أى اجتماع منذ هذا التاريخ.

■ هل حاولت تقويمهم أم قررت الابتعاد دون أى حديث معهم؟

- اجتهدنا أنا ومستشارو الرئيس فى لفت أنظارهم إلى الأخطار، فى البداية، وأذكر تأكيدى فى أحد اللقاءات مع مرسى وقت أن كان فى الحكم، قلت له «إذا كنت ترغب فى أن تجعل الجماعة جزءًا من مصر فإنك ستنجح، أما إذا كنت ترغب فى أن تجعل مصر جزءا من الجماعة فلن تنجح»، وسبق أن ناهضت نظام مبارك وقت قوته، ولم أسكت على جماعة الإخوان، فإن الطريق الصحيح هو احترام سيادة الشعب وتحويل الجماعة إلى جزء من مصر.

■ وما هى طبيعة الاجتماعات التى كانت تتم؟

- كانت اجتماعات قليلة وعاصفة ومازلت أذكر عندما لاحظت العلاقة الوطيدة مع حماس، أننى سألت مرسى هل القضية حمساوية أم فلسطينية، وسألته هل يمكن أن نضحى بحبة رمال من سيناء لحل القضية، فكان رده كالمعتاد دائما النفى.

■ من الشخصية التى أخطأت فى تقديرها بشكل إيجابى ثم اتضح أنها عكس ذلك؟

- أنظر للجميع بإيجابية، ولا أريد أن أذكر أسماء، فإن الناس لديها ميزان دقيق للحكم على الناس، وهذا الشعب عجيب فى «غربلة الصالح والطالح»، وفى إدراك من تغيروا وفق الأحداث.

■ ومن كنت تنظرين له بشكل سلبى ثم تحول الأمر إلى إيجابى؟

- لن أذكر أسماء، ونحن فى مرحلة أتمنى أن نعظم فيها الجانب الإيجابى ولا أريد أن أفتح جراحا أو نتبادل اتهامات، وأريد أن أوجه دعوة محبة لكل محب فى هذا الوطن، وأن ندرك معنى الاصطفاف الوطنى، دون مصادرة حق التقويم والنقد الموضوعى والتصحيح واقتراح الحلول وبيان الأخطاء، وأتمنى حل مشاكل الشباب وأن يكونوا جزءا من الرؤية الإيجابية المقبلة.

■ ومن تقولين له سامحنى من السياسيين؟

- أحب أن أقول سامحنى، لكل مواطن اتصل بى وطلب منى المساعدة ولم أستطع أن أساعده، فأنا أتلقى اتصالات عديدة وطلبات، منها ما أوفق فيه ومنها ما لا أوفق فيه، وأنتهز الفرصة لأطالب بأجهزة أمينة للتواصل مع المواطنين ومحاولة إزالة همومهم، فالمواطن لايزال يعانى انقطاع الجسور بينه وبين المسؤولين، فهو ميراث ورثناه من التجريف لعشرات السنوات الماضية، وأتمنى أن يكون من أهم تغييرات 30 يونيو وجود جسور ممتدة أمينة وصادقة لتلقى مشاكل المواطنين والبحث عن حلول لها.

■ من الشخص الذى يمكن أن تطلبى منه السماح؟

- أطلب السماح من الأديبة «سكينة فؤاد» وأعتذر لها لأننى لم أعطها ما تستحق.

■هل ظلمت سكينة فؤاد الأديبة؟

- نعم.. فإننى أعتذر لكل نماذجى الأدبية التى تعيش فى عقلى، فقد حلمت بجزء ثان من «ليلة القبض على فاطمة»، فأعنا أعانى احتباس أبطالى فى وجدانى وعقلى، ولا أنسى وقت أن كنت فى ميدان التحرير فى 25 يناير والشباب يذكرنى بخاتمة «ليلة القبض على فاطمة»، وهم يقبضون عليها فقالت «أتكلموا متخافوش ميضعش حق وراءه مطالب»، فإننى لم أكن أتصور أن أجد فاطمة فى الميدان، فلذلك أعتذر للأديبة التى أجهضتها وقتلتها.

■ ومتى يمكن أن تعود؟

- أؤجل دائما الإبداع إلى ما بعد القضايا الاجتماعية لأن الواقع كان أعلى فى الدراما من أى شىء يمكن أن يكتب، أما متى أكتب فهذا يعتمد على ما تبقى من طاقة وعافية، وما يمنحنى الله من منحة العمر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية