x

‏«سرور»: أدعو «البرادعي» للانضمام للـ«الوطني».. و«‏‏موسى» اختار الطريق المسدود

الثلاثاء 29-12-2009 23:04 | كتب: مجدي الجلاد, محمود مسلم |
تصوير : حسام دياب

يمثل د. فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، حالة خاصة داخل النظام ‏السياسى‎ ‎المصرى، فالنخبة تجمع على قدراته القانونية وإن اختلفوا ‏حول توجهها، فالرجل الذى‎ ‎جلس على منصة رئاسة مجلس الشعب ‏لمدة عشرين عاماً ضارباً الأرقام القياسية، كان‎ ‎الغائب الحاضر فى كل ‏الجدل الدائر حول الانتخابات الرئاسية ومستقبل مصر وتعديل‏‎ ‎الدستور ‏والاتهامات المتلاحقة للمادة 76، خاصة أن مجلسه هو الذى أقر ‏التعديلات‎ ‎الأخيرة قبل عرضها على الاستفتاء الشعبى‎.‎

‏«المصرى اليوم» طرحت كل الأسئلة الشائكة فى الشارع السياسى ‏على رئيس‎ ‎مجلس الشعب الذى لم يرفض سؤالاً منها، لكنه استخدم ‏أسلوب التلميح أحياناً للتعبير‎ ‎عما يقصده، وجعل من القانون مرجعيته ‏فى إجابات أخرى.. وأمسك بشعرة معاوية ما بين‎ ‎دفاعه بجسارة عن ‏النظام السياسى الذى ينتمى إليه، وانتقاده لمعارضيه بأسلوب سياسى‎ ‎محترم‎.‎

‎■ ‎هل الدكتور فتحى سرور راضٍ عن صياغة المادة 76 من الدستور ‏بعد‎ ‎تعديلها؟
‎- ‎بعد التعديل، المادة 76 من الدستور أصبحت أفضل مما كانت عليه ‏قبل‎ ‎التعديل، ويعد ذلك خطوة تقدمية فى طريق الإصلاح السياسى‎.‎

‎■ ‎كافية؟
‎- ‎لا يوجد دستور خالد، والدستور تم تعديله عدة مرات، وفى المرحلة‎ ‎التاريخية الحالية رأت السلطة المنشئة للدستور أنها كافية لهذه المرحلة ‏السياسية‎. ‎

‎■ ‎ولكن ماذا لو أردت ترشيح نفسى فى انتخابات الرئاسة؟
‎"- ‎سهل قوى"‏‎ ‎

‎■ ‎كيف؟‎ ‎
‎- ‎أمامك أحد طريقين، إما أن تحصل على تأييد 250 من أعضاء ‏المجالس‎ ‎التشريعية والنيابية، أو .... ثم لماذا تريد ترشيح نفسك للرئاسة ‏‏«إنت مين إنت؟‎.. ‎إنت مين؟»، من حق أى واحد يريد الترشح أن ‏يترشح، ولكن المشاركة السياسية لا تتطلب‎ ‎أن تكون فى القمة، ‏فلتشارك فى القاعدة لكى تصل إلى القمة، فمن حقك أن تطمح لكن ليس‎ ‎من حقك أن تطلب المشاركة الآن فى الانتخابات الرئاسية‎.‎

‎■ ‎أنا موافق على وجهة النظر هذه بالنسبة لى، ولكن ماذا عن عمرو‎ ‎موسى؟
‎- ‎‏ ماله؟‎ ‎

‎■ ‎من حقه أن يخوض الانتخابات الرئاسية أم لا؟
‎- ‎من حقه‎. ‎

‎■ ‎كيف وهو ليس عضوا فى أى حزب؟‎ ‎
‎- ‎عمرو موسى- وغيره من الدبلوماسيين- اختار طريقا لا يسمح له‎ ‎بالانخراط فى حزب سياسى، لأنه التحق بالعمل الدبلوماسى، وكان ‏وزيرا للخارجية، وهو‎ ‎أمين عام حالى لمنظمة دولية. إذن هو اختار ‏الطريق المسدود‎ ‎

‎■ ‎سيُنهى عمرو موسى دوره الدبلوماسى ليخوض الانتخابات‎.‎
‎- ‎فليبدأ الخطوات السياسية مع القاعدة‎.‎

‎■ ‎هو يريد أن يكون مستقلا‎. ‎
‎- ‎يا سيدى، لكى أمارس الحياة السياسية وأصل إلى القمة لابد أن‎ ‎أمارسها من القاعدة، وأرحب بـ«عمرو موسى» و«البرادعى» ‏كمشاركين سياسيا‎. ‎

‎■ ‎القاعدة هذه تعنى أن «يشتغل» مع أحمد عز فى الحزب الوطنى؟
‎- ‎السؤال لا يكون على هذا النحو.. المشاركة السياسية متاحة‎ ‎للجميع‎.‎
‎■ ‎الرجل يرى أن تجربته وتاريخه والتراكم الشخصى الذى يملكه ‏تسمح له‎ ‎بالترشيح‎.‎

‎- ‎إذا توافرت فيه الشروط.. أهلا وسهلا، وهما من الناس المحترمين‎ ‎ونرحب بهما‎. ‎

‎■ ‎إذن.. كيف سيحصل على الـ 250 موافقة على الترشيح التى ‏تشترطها‎ ‎المادة 76‏‎. ‎
‎- ‎يجتهد‎. ‎

‎■ ‎كيف وكل المجالس المنتخبة من الحزب الوطنى؟
‎- ‎يرشح نفسه للانتخابات.. ممكن ينجح‎ ‎

‎■ ‎تقصد الانتخابات البرلمانية؟
‎- ‎أولا، أنت تقول «الحزب الوطنى».. وأنا أريد أن أقول «الحزب‎ ‎الحاكم»، فلنجعل الكلام مجردا أفضل، وثانيا.. الحق فى الانضمام إلى ‏الأحزاب‎ ‎السياسية مكفول للجميع بحكم الدستور، وبالتالى عليه أن ‏يمارس هذا الحق، وإذا لم‎ ‎يمارسه فلا يلومنَّ إلا نفسه‏‎ ‎

‎■ ‎إذن أنت ترى أن المادة 76 على وضعها الحالى أفضل؟‏
‎- ‎أيهما أفضل: المادة كما هى حاليا.. أم يقدم مجلس الشعب اسما واحدا‎ ‎يعرض فى استفتاء شعبى. ما حدث خطوة على طريق الإصلاح‎.‎

‎■ ‎الواقع الحالى يشير إلى أن المادة 76 بوضعها الحالى لا تسمح‏‎ ‎بمنافسة حقيقية فى انتخابات الرئاسة، وعمرو موسى قال فى حواره مع ‏‏«المصرى اليوم» إن‎ ‎الطريق إلى الترشيح «مغلق‎». ‎
‎- ‎قد يكون الطريق مغلقاً أمام أشخاص معينين لعدم توافر الشروط ‏فيهم،‎ ‎ولكنه ليس مغلقاً أمام من تتوافر فيهم الشروط‎.‎

‎■ ‎بالمنطق، الرئيس مبارك رجل له شرعية تاريخية وتجربة وطنية ‏عريضة،‎ ‎ولكن عندما يخوض الانتخابات أمام شخص مثل البرادعى أو ‏عمرو موسى، ألا يمنح ذلك‎ ‎لفوزه مزيدا من الشرعية؟‎ ‎
‎- ‎أنا بعيد عن قضية البرادعى وعمرو موسى، وأتكلم عن مبادئ ‏عامة.. أى‎ ‎حزب سياسى من مصلحته أن يجذب الشخصيات القادرة ‏إليه، وهذا أمر بديهى و«ألف.. باء‎» ‎فى علم الأحزاب‎.‎

‎■ ‎ما نؤكد عليه أنه من مصلحة الرئيس مبارك فى حالة خوضه ‏انتخابات‎ ‎الرئاسة أن يكون أمامه منافسون أقوياء، وليسوا ديكورا مثل ‏‏«الصباحى» رحمه الله‎ ‎وغيره؟
‎- ‎هذه هى البضاعة المتاحة والموجودة، «هنجيب منين؟ إحنا هنعمل‎ ‎أحزاب». لدينا حرية أحزاب.. وهذه هى الأحزاب الموجودة‎. ‎

‎■ ‎هذه الأحزاب من نتاج النظام؟
‎- ‎نتاج النظام.. كيف؟‎ ‎
‎■ ‎يقولون إن النظام هو الذى أضعفها؟
‎- ‎أضعفها «فى إيه»؟

‎■ ‎أنه لم يسمح لها بـ«حرية الحركة» واستمرار فرض قانون ‏الطوارئ؟
‎- ‎لم نسمع أن قانون الطوارئ قيّد حرية تكوين حزب، ولا قيّد من حرية‎ ‎حزب‎.‎

‎■ ‎ولكن يا دكتور هناك شخصيات قوية ترغب فى الترشح كمستقلين‎.‎
‎- ‎‏ يترشحوا أهلا وسهلا‎ ‎

‎■ ‎كيف سيترشحون مع شرط الـ 250 تزكية؟‏
‎- ‎ليس بالضرورة عندما يرغب واحد فى خوض معترك السياسة ‏الداخلى لأول‎ ‎مرة أن يخوض انتخابات الرئاسة‎.‎

‎■ ‎هو يعمل دبلوماسية منذ 25 سنة؟‏
‎- ‎دبلوماسية دولية خارجية أهلا وسهلا، لكن البرادعى شخصية ‏محترمة‎ ‎ومقدرة، والرئيس مبارك منحه أرفع وسام، وأنا شخصيا قدمته ‏فى جامعة القاهرة عندما‎ ‎حصل منها على الدكتوراه الفخرية، وعدّدت ‏مآثره.. إنه رجل محترم‎.‎

‎■ ‎وهل يصلح أن تقول عنه كلمة «سيئة» حاليا كعالم؟
‎- ‎لا أستطيع أن أقول عنه أى كلمة سيئة‎. ‎

‎■ ‎إذن، هل يعجبك ما تعرض له فى الجرائد القومية؟
‎- ‎لا يعجبنى هذا النقد الجارح على الإطلاق لأنه «خطأ»، فالكلمات‎ ‎الجارحة تقوى المتعرض للنقد، ويجب أن يكون النقد بطريقة ‏موضوعية وليس نقدا غير‎ ‎موضوعى‎. ‎
وشخصية الدكتور البرادعى «محترمة»، ولكن أقول له: ليس ضروريا ‏أن تبدأ‎ ‎مشاركتك السياسية من القمة.. «تعال يا برادعى اشتغل معانا فى ‏لجنة العلاقات‎ ‎الخارجية بالحزب الوطنى.. انضم لها أو لأى مؤسسة ‏بالداخل ربما تجد نفسك بقدراتك‎ ‎الخاصة قفزت بسرعة إلى أوائل ‏الصفوف ووصلت لهدفك فى مرحلة أخرى

‎■ ‎وهل المساحة متاحة داخل الحزب الوطنى لأن يكون مرشحا به‎.‎
‎- ‎يتوقف ذلك على شخصية كل واحد‎. ‎

‎■ ‎هناك اتهامات مباشرة لمن صاغوا المادة 67 من الدستور بأنهم‏‎ ‎‎«‎فصلوها» لأشخاص معينة؟
‎- ‎هذه اتهامات فى مخيلة من يستريبون فى كل عمل، والذى أعلمه أن ‏هذه‎ ‎المادة صيغت لتحقيق الاستقرار الداخلى لمصر، فمصر بوضعها ‏السياسى الحالى تقوم بدور‎ ‎يقتضى الاستقرار، وهى لا تريد إعطاء ‏فرص لقوى الظلام بالقفز إلى السلطة‎.‎

ومن السهل لأى قوى تملك المال، أو تملك– وأكرر- النفوذ الأجنبى ‏الذى‎ ‎يمنحها المال أن تحصل على آلاف التوقيعات بالتأييد لكى تدخل ‏الترشيح لرئاسة‎ ‎الجمهورية‎.‎

ومصر تدخل فى معترك كبير ضد الإرهاب وضد النفوذ الأجنبى، فهل ‏تستبعد‎ ‎لو «فتحتها على البحرى» أن يحصل واحد على توقيعات، ‏ويستطيع بفلوسه أن يحصل على أكثر‎ ‎من ذلك «يشترى أصوات ‏الناخبين لكى يدخل من يريد إلى مجلس الشعب ثم يحصل على‎ ‎التوقيعات ليخوض فى انتخابات رئاسة الجمهورية

‎■ ‎نحن على هذا النحو ليس لدينا انتخابات طالما المواطن من الممكن ‏أن‎ «‎تشتريه فى أى حاجة»؟
‎- ‎أى مواطن فى العالم كذلك، أنا كنت أقابل رئيس البرلمان الفرنسى‎ ‎ونحن نضع المادة 76، وعندما قلت له بماذا تنصح؟ قال: اجعلوا ‏التوقيعات من عدد غير‎ ‎صغير من المحافظات، واضمنوا ألا تحدث ‏تكتلات حتى لا يأتى أشخاص معينون.. الفكرة‎ «‎ابعد عن النفوذ

‎■ ‎هذا الرجل أكيد حزب وطنى؟
‎- ‎لا، هم فعلوا ذلك، والسؤال : هل لو فتحت الباب للترشيح فى 76‏‎ ‎تستبعد أن يأتى أحد «معاه قرشين» ويحصل على ألف توقيع‎. ‎

‎■ ‎أو الإخوان؟
‎- ‎‏ مش هجيب سيرة أى حد‎ ‎

‎■ ‎يعنى ستظل المسألة «مقفولة» على الحزب الوطنى؟
‎- ‎علمنا تاريخ السياسة أن أى حزب من الأحزاب مهما طالت به المدة ‏معرض‎ ‎للتغيير، وسلطة التغيير هنا للشعب، وموجبات التغيير تتمثل ‏فى أداء الحزب، مش انتوا‎ ‎اللى عايزين تفتحوها افتح بقى، الفلوس ‏وتجار المخدرات هيجيبوا لك توقيعات أكتر من‎ ‎كده‎.‎
أنتم تستكثرون أن يدخل أمام شخصية بوزن الرئيس مبارك مرشحون ‏ضعفاء‎ ‎فماذا لو فتحت باب الترشيح لكل من «هب ودب»، عندها كم ‏من الضعفاء سيملأون مسرح‎ ‎المنافسة؟

‎■ ‎وما رأيك فى المادة 77 من الدستور؟
‎- ‎فى فرنسا لديهم المادة 77 لا يوجد قيد على انتخابات رئيس‏‎ ‎الجمهورية، وإنما رئيس الجمهورية يبقى مدتين فقط، لأن هذه إرادة ‏الشعب، ولا يجوز‎ ‎الحجر على إرادة الشعب لو أراد أن يظل الرئيس 3 ‏مدد‎.‎
وفى المرحلة الحالية، رأى واضع الدستور عدم تغيير المادة 77 لتحقيق‏‎ ‎الاستقرار فى المرحلة السياسية الحالية، ولعدم الحجر على إرادة ‏الشعب طبعا.. وبلا‎ ‎شك فإن تداول السلطة أمر مطلوب لكنه لا يكون ‏بقرار بل بقدرة الشعب‎.‎
وقيل إن وضع قيود على مدد الترشيح هو حجر على حرية الشعب فى ‏اختيار‎ ‎قادته، لكن قد يرى فى مرحلة ما وضع قيود على مدد الرئاسة ‏بشرط أن تسمح الظروف‎ ‎السياسية بذلك، ويكون لديك كوادر كثيرة. ‏أنت مثلا فى الجريدة.. لابد أن تكون لديك‎ ‎كوادر حتى تختار القيادات ‏من بينها، المسألة «القماشة عندك كبيرة ولا صغيرة؟

‎■ ‎فى «المصرى اليوم» لدينا 7 يصلحون لمنصب رئيس التحرير؟‏
‎- ‎‏ يا بختكم‎ ‎

‎■ ‎من خلال اقترابك الشديد من السلطة التى أنت جزء منها، ومن ‏خلال‎ ‎درايتك وخبرتك السياسية، هل يمكن التنبؤ بإمكانية فتح الباب ‏مرة أخرى لتعديل‎ ‎الدستور فى 2010 أو 2011؟
‎- ‎أنا ما باشتغلش حاوى علشان أديك تنبؤ

‎■ ‎رؤية سياسية؟
‎- ‎الرؤية السياسية أنه لا يوجد ما يمنع ذلك طالما بدأت مرحلة ‏الإصلاح‎ ‎السياسى، وطالما هى مرحلة مستمرة، فمن كان يصدق أن ‏المادة 76 التى تقصر الترشيح على‏‎ ‎مجلس الشعب فى اسم واحد عدلت ‏فجأة بإرادة الرئيس، وأتاحت الفرصة أمام الأحزاب أن‎ ‎يكون لها ‏مرشح فى الانتخابات حتى لو لها نائب واحد.. التطور فى الإصلاح ‏السياسى‎ ‎يسمح بكل شىء، ونحن لسنا فى حالة «جمود سياسى»، ولا ‏مانع فى تعديل الدستور فى مرحلة‎ ‎تاريخية لاحقة‎.‎

‎■ ‎الناس تقول إن الذين قاموا بالتعديلات الدستورية الأخيرة فتحوا‎ ‎الباب على مصراعيه للأحزاب للترشح للرئاسة لأنهم يعلمون أن ‏الأحزاب ضعيفة وميتة،‎ ‎وأغلقوا الباب «بالضبة والمفتاح» أمام ‏المستقلين لأنهم يعلمون أنهم أقوى وأخطر؟
‎- ‎لا، كيف أغلقوا الباب أمام المستقلين، من السهل أن تنتقد الأحزاب،‎ ‎فى يدها أن تتغلب على المادة 76 بصيغتها الحالية بأن تقوى الأحزاب‏‎. ‎

‎■ ‎كيف؟‎ ‎
‎- ‎قل لى أنت ماذا نفعل «هنستورد أحزاب.. يا سيدى بقولك ندى فرصة‎ ‎للأحزاب تقولى الأحزاب مش قادرة.. طب هنعمل إيه

‎■ ‎هناك اتهام مباشر للنظام بأنه أضعف الأحزاب، فالأحزاب كانت ‏بدأت‎ ‎التجربة فى نهاية فترة السادات، وكانت أقوى فى فترة ‏الثمانينيات‎.‎
‎- ‎لا، إنها كانت «منابر

‎■ ‎لكن فى مجلسى 84 و87 كانت الأحزاب قوية لأنه كان لديها ‏‏«قوائم‎». ‎
‎- ‎كانت فيها زعامات وقيادات لكنها لم تأت بالأغلبية المحدودة فى‎ ‎البرلمان بأصواتها، وإنما بتحالفها مع قوى سياسية أخرى معارضة ‏أعطتها الأصوات.. لا‎ ‎حبا فيها وإنما معارضة للنظام أو للحزب ‏الحاكم‎. ‎

‎■ ‎هل تشعر أن مصر فى أزمة بسبب الأوضاع العامة وما بها من ‏ضبابية،‎ ‎بما يعنى أننا أمام مفترق طرق؟‎ ‎
‎- ‎نحن فى مسيرة، ونواجه خلالها أزمات ومشكلات، ونعمل على ‏التغلب‎ ‎عليها‎.‎

‎24 ■ ‎سنة داخل النظام الحاكم، ألا ترى أن المرحلة الحالية هى‎ ‎الأصعب؟
‎- ‎الفترة الحالية صعبة، وبها ملامح التحول‎.‎
أولا، هناك تعديل للدستور، وانتخابات رئيس الجمهورية أصبحت ‏تنافسية‎ ‎بعد أن كانت «مغلقة» على الحزب الحاكم بترشيح اسم واحد، ‏بينما هى حاليا «مفتوحة‎» ‎أمام الأحزاب، وأصبحت الكورة اليوم بين ‏أقدام الأحزاب، والناس باستطاعتها أن تقول‎ ‎لأ للحزب الوطنى‎. ‎
وعلى الأحزاب أن «تبين شطارتها» وتتقدم بمرشحين شخصياتهم ‏قوية،‎ ‎ولماذا نقول «فلاناً ولا فلاناً»، الذين ليس لهم قبول فى الشارع.. ‏من الممكن أن‎ ‎يكون مرشح الحزب من الهيئة العليا‎.‎

‎■ ‎هل تتوقع أن يرشح الرئيس مبارك نفسه فى 2011؟
‎- ‎كل شىء محتمل‎.‎

‎■ ‎وحضرتك رؤيتك إيه؟‎ ‎
‎- ‎كل شىء محتمل، ولا تنس أن الرئيس مبارك قال فى مجلس الشعب ‏‏«سأظل‎ ‎أخدم الوطن إلى آخر رمق فى حياتى

‎■ ‎هل تتوقع فى حالة انتخاب الرئيس فى 2011 أن تجرى بعدها‏‎ ‎إصلاحات؟
‎- ‎عجلة الإصلاحات بدأت وأتوقع المزيد من الإصلاحات، فالرئيس ‏مبارك‎ ‎مؤمن بالإصلاحات وبالتغيير إلى الأحسن‏‎.‎

‎■ ‎لو سألنا د. سرور- كمواطن مصرى– فى استفتاء: لو تتمنى تغيير ‏مادتين‎ ‎فى الدستور.. أى مادتين تختار؟‎ ‎
‎- ‎عندما أجلس فى لجنة الدستور وأبحث الموضوع سأقول رأيى للجنة ‏‏"ده مش‎ ‎كلام صحفى"‏

‎■ ‎المصريون فى حالة قلق بسبب انتخابات الرئاسة المقبلة، وهناك ‏جدل‎ ‎دائر حول هذا الأمر، ألا ترى أن حالة القلق هذه طبيعية؟‎ ‎
‎- ‎حالة القلق لدى أى مواطن حالة تمر دائما بفترات تحول وانتظار، ‏ولا‎ ‎تنس أننا نواجه مشكلات اقتصادية واجتماعية، وعلى أبواب ‏انتخابات تشريعية سيتغير‎ ‎فيها المجلس، لذلك تبقى حالة الترقب «ويا ‏ترى مين اللى هييجى أغلبية»، بالإضافة إلى‎ ‎أننا على أبواب انتخابات ‏رئاسية، وبديهى أن تكون هناك حالة قلق‎.‎

‎■ ‎القلق موجود لعدم وجود نائب للرئيس؟
‎- ‎لا يوجد نائب منذ بداية تولى الرئيس و«خلاص اتعودنا

‎■ ‎القلق ربما يكون بسبب الكلام الذى يقال حول إمكانية تنازل الرئيس‎ ‎عن الحكم لجمال مبارك؟
‎- ‎لا يوجد شىء اسمه تنازل عن الحكم فى مصر، نحن لسنا فى نظام ‏ملكى،‎ ‎وهذا الكلام من قبيل الشائعات المغرضة التى يراد بها التأثير ‏على الاستقرار‎. ‎

‎■ ‎سأوجه لك سؤالا وجهته إلى عمرو موسى.. هل يوجد شخص يعمل ‏بالسياسة‎ ‎ليس له طموح؟‎ ‎
‎- ‎الطموح لدى هو إجادة العمل وإرضاء الجماهير، فشخص مثلى يكون ‏فى‎ ‎تخيلى أن أكون وزيرا أو رئيسا لمجلس الشعب. كل طموحى أن ‏أجيد عملى إجادة كاملة،‎ ‎لهذا أنا مصاب بـ«داء الإتقان»، وأى شخص ‏أجاد عمله إلى درجة مثالية سيجد أن الناس‎ ‎تسعى وراءه لا أن يسعى ‏هو وراء أحد، وطموحى دائما ألا أسعى وراء شىء ولا أطلب شيئا‎. ‎

‎■ ‎ولكن ماذا عن طموح جمال مبارك وهو يعمل فى الحزب؟
‎- ‎لا أعرف.. لا تسألنى عن طموح أحد‎.‎

‎■ ‎نريد أن نعرف من الذى صاغ المادة 76؟
‎- ‎لجنة.. واللجنة التشريعية ليست مجهود فرد واحد، وإنما شارك فى‎ ‎صياغتها أساتذة كبار من أساتذة القانون الدستورى‎.‎

‎■ ‎ومن صاحب فكرة أن يكون بها كل هذا الكم من التفاصيل؟‎ ‎
‎- ‎لا أصحاب الفكرة كثيرون أرادوا بالتفصيل تحصين منصب رئيس ‏الجمهورية‎ ‎من المطاعن‎. ‎
عادة الدستور تكون عباراته موجزة، وأن يكون القانون أطول منها، ‏وأن‎ ‎تكون التفاصيل أكثر فى اللائحة، إنما اللائحة قابلة للإلغاء ‏والقانون قابل بالطعن‎ ‎عليه بعدم الدستورية، ومنصب رئيس الجمهورية ‏لا يحتمل هذا الاهتزاز، أرى أن ما يمكن‎ ‎وضعه فى القانون أو فى ‏اللائحة يوضع فى الدستور لتثبيت موقع رئيس الجمهورية‎.‎
وعندما اطلعنا على السوابق وجدنا أن المادة 7 من الدستور الفرنسى،‎ ‎التى تتكلم عن منصب الرئيس أطول مادة فى الدستور الفرنسى أيضا، ‏ووجدنا المادة‎ ‎الشبيهة لها فى الدستور الأمريكى طويلة جدا‎.‎
إذن، منهج الإطالة للحفاظ على الاستقرار، ولسنا نحن السباقين، وأيضا‎ ‎حتى يطمئن الناس وضعنا نصا آخر لقانون الانتخابات الرئاسية ‏حيروح المحكمة الدستورية‎ ‎قبل ما يطلع، والمحكمة الدستورية قالت ‏ملاحظات أخدنا بها‎.‎
ورغم ذلك قالت المحكمة الدستورية إنه رغم الرقابة السابقة «أنا لسه‎ ‎ليا كلمة» فى الرقابة اللاحقة لو أن أحدا طعن على هذا القانون بعدم ‏الدستورية،‎ ‎وبالتالى مازالت المحكمة الدستورية العليا تحتفظ بحقها فى ‏الرقابة على هذا القانون‎ ‎فيما ترك للقانون‎. ‎

‎■ ‎وبماذا ترد على أساتذة القانون الذين يصفون هذه المادة بأنها «ورم‎ ‎سرطانى» داخل مصر؟‎ ‎
‎- ‎لا أرد، الكتب القانونية كلها عبارة عن خلاف فى الآراء، ولو لم يكن‎ ‎هذا الخلاف فى الآراء لما كانت الموسوعات القانونية، كل الكتب ‏القانونية عباراة عن‎ ‎آراء فى التفسير من حقها أن تقول هذا، ومن حق ‏من يؤيد المادة أيضا أن يؤيدها‎. ‎

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية