«المسحّراتى» صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحّراتى جولته الّليلية فى الأحياء الشّعبية موقظاً أهاليها، بالضرب على طبلته، ومناداتهم بصوته الجميل؛ ما يضفى سحرا خاصّا على المكان، ومن العبارات المشهورة للمسحّرين قولهم: «يا نايم وحّد الدّايم يـا غافى وحّـد الله.. يا نايم وحّد مولاك للى خلقك ما ينساك.. قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم».
أخبار متعلقة
وارتبطت شخصية المسحراتى فى العصر الحديث بشخصية سيد مكاوى، عندما بدأت الإذاعة المصرية تقديم حلقات المسحراتى، وكانت تقدمها من خلال فرقة موسيقية، وفى العام الذى أسندت الإذاعة المسحراتى لسيد مكاوى، قام بتلحين عدد من الحلقات، واشترط أن يقوم هو بغنائها، وكانت دهشة المسؤولين بالإذاعة كبيرة، حين قرر مكاوى الاستغناء نهائيا عن الفرقة الموسيقية، وتقديم المسحراتى بالطبلة المميزة.
بدأ مكاوى تقديم المسحراتى مع الشاعر العبقرى فؤاد حداد الذى صاغها شعرا، وظل يقدم المسحراتى بنفس الأسلوب حتى وفاته عام 1997 وهو أسلوب برغم بساطته الشديدة يعد بصمة فنية مهمة فى الكلمات، ومحطة من المحطات اللحنية المتفردة فى التراث الموسيقى الشرقى.
وكان لسيد مكاوى الفضل الأول فى وضع أساس لحنى خاص لتقديم المسحراتى، وكان له أيضا الفضل فى وضع أساس لتقديم الأغانى الجماعية بالإذاعة حيث كان أول من لحن أغانى المجاميع، وكان معروفا أن كل ملحن يسعى لتقديم لحنه لأحد الأصوات الشهيرة الموجودة تحقيقا للشهرة والذيوع.
