هو الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم القرشي، ولقب كذلك بابن صخرة نسبة إلى أمة صخرة بنت الحارث ابن عبدالله، وهو والد الصحابي الجليل، خالد بن الوليد، وعم أبي جهل، وكان واحد من كبار سادة قريش، وبالرغم من أن كان من أشد أعداءالنبي والمسلمين، إلا أن قلبه كاد أن يدله على الطريق الصحيح بعد أن سمع النبي وهو يتلو القرآن ولكنه أصر على الكفر وخالف فطرته السليمة وراح يصف القرآن بالسحر.
وجاء في كتب السيرة والسنة، أن الوليد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: «ياعم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً! قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمد اًتتعرض لما قبله»، قال: «قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيدة ولا بأشعار الجن مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو ومايعلى، وإنه ليحطم ما تحته».
فأخبره أبي جهل أن هذا القول لن يرضى عنه قومه فقال له: «دعني حتى أفكر» فلما فكر قال إن ما يقوله الرسول ما هو الإ سحر الناس بقوله، وهنا نزل قوله تعالى فيه «ذرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا*وَجَعَلْت ُلَهُ مَالا مَّمْدُودًا* وَبَنِينَ شُهُودًا* وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا* ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ* كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا* سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا* إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ* فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ قُتِلَ كَيْف َقَدَّرَ* ثُمَّ نَظَرَ* ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ* ثُمَّ أَدْبَر َوَاسْتَكْبَرَ* فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ* إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْل ُالْبَشَرِ* سَأُصْلِيهِ سَقَر* وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لواحة للبشر * عليها تسعة عشر».