عشنا وسائل العصر جميعاً. أقصد عشنا تطورها. عشنا عندما كانت العمليات الجراحية تجرى بفتح الجسم كله. عشنا وأعقد العمليات تجرى بالمنظار دون فتح الجسم. عشنا إزالة المرارة كجراحة كبرى وعشناها كمن يخلع سنّة أو ضرساً.
الأمر نفسه تراه فى كل ما يخص الاتصالات. بدءاً من إشارة «مورس» على التلغراف إلى التليفون إلى اللاسلكى إلى المحمول. ثم تطورت فنون المحمول. أنت الآن ترى على الجانب الآخر محدثك بصورته. حتى وهو فى آخر بلاد العالم وأنت فى سريرك أو مكتبك. عشنا التلكس والفاكس وأخيراً الإيميل.
■ ■ ■
الآن نرتبك تماماً إذا وقعت شبكة الإيميل. سباق لا ينتهى. كل جديد كنت أقف أمامه مذهولاً. غير مصدق له. الآن اختلف الأمر. أتوقع أى شىء. اليوم جاءنا آخر الاختراعات. الطباعة المجسمة. أى جسم هنا ينتقل رسمه بحجمه إلى جسم هناك. بدأ يدخل كل الصناعات الدقيقة. بدأ كمحور الإنتاج لدى الشركات الصناعية الكبرى. GE وGM وغيرهما من كبرى الشركات العالمية فى أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية طبعاً. الطلب على هذا الاختراع الجديد بالطوابير. بقوائم الانتظار. سيتعادل الطلب عليه فى خلال خمس سنوات.
■ ■ ■
بالمناسبة ولى عهد السعودية قبل تولى منصبه قبل الأخير كان مساعد نائب وزير الداخلية. أرسل مائتين من الأفراد للتدريب المكثف إلى أمريكا. تدريب على مقاومة الإرهاب. أجهض تنظيم القاعدة فى السعودية. السعودية هى قبلة القاعدة أولاً وأخيراً. لكنه كان محتسباً لذلك. فاقهم برجاله المدربين تكنولوجياً. فاقهم بسرعته. هكذا أثبت كفاءة أجهزته الأمنية.
■ ■ ■
فى مصر كلما رأيت عربات نقل جنود الأمن المركزى أصبت بفزع. طريقة النقل فى هذه الصناديق- نوع الجندى- تدريبه. كل هذا يأتى من عصر سابق. عصر انتهى. الأمن اليوم هو سباق تكنولوجى بين الخير والشر. بين السارق والإرهابى من جهة وأمن وأمان المواطن من جهة أخرى. أى تخلف عن اللحاق بأدوات العصر هو استسلام. يكاد يكون تواطؤاً.
■ ■ ■
كلية الشرطة فى مصر. فيها يدرسون الحقوق. تمهيداً لأن يلتحقوا بالقضاء إن أمكن. اليوم وسيلة اختيارهم يجب أن تختلف. يجب أن يكون تأهيلهم علمياً. يجب أن يكون تدريبهم مرتبطاً بوسائل التكنولوجيا الحديثة. فى المراقبة والمتابعة. فى استباق الجريمة. فى سرعة الاستجابة. فى أسلوب التواجد. وإلا أصبحنا أسرى كل الشرور التى تؤدى الحداثة إليها، ويستخدمها المجرمون.