x

نيوتن عزيزى نيوتن نيوتن الإثنين 15-06-2015 21:35


الناصرية

بعد التحية،

من يشبه الرئيس السيسى بعبدالناصر فإنه فى الحقيقة يظلم الرئيس السيىسى كثيرا، فالسيسى بشكل عام رجل يتسم بالعقلانية الشديدة والصوت المنخفض الذى ينم عن شخص يفكر أكثر مما يتكلم، وهو يتناول قضية التحرر الوطنى واستقلال القرار بكل هدوء وحنكة سياسية وواقعية مع تجريد الذات من ادعاءات الزعامة والبطولة الزائفة، أما عبدالناصر ومن أجل تضخيم ذاته والتباهى بزعامته فقد تناول القضية بكل عنجهية وصوت عالٍ وشتائم وبمراهقة سياسية واضحة واستخفاف غريب بمصلحة وطنه وشعبه، فتم توريطه فى حرب 67 (تم توريطه قبل ذلك فى حرب اليمن)، فكانت الهزيمة المُرة التى أرجعت مصر للوراء ربما 100 عام للوراء، والتى ربما لاتزال مصر تعانى من آثارها المُرة حتى الآن... المشكلة ليست فى الهزيمة، فتاريخ حروب دول العالم كله يكاد لا يخلو من هزيمة أو أكثر، ولكن المشكلة أن هذه الحرب لم تكن مفروضة على مصر ولم تكن لها أى ضرورة، خصوصا لدولة لا تصنع سلاحها بنفسها، وفى وقت كانت آثار التفسخ والتحلل قد بدأت تظهر بوضوح فى كافة مؤسسات الدولة التى تفرغ القائمون عليها للحفلات وتبادل التورتات والبلاك ليبل ومطاردة النساء وفنانات السينما من أجل نزواتهم الشيطانية تحت مظلة من حكم استبدادى غاية فى القسوة.. الناصريون كانوا يودون أن يلغى الرئيس السيسى زيارته لألمانيا أسوة بما كان عبدالناصر سيقوم به فى نفس الموقف، فهل هناك مراهقة سياسية أكثر من ذلك؟! أخيراً وعلى الهامش أقول: أن تقول إنك يسارى فأنا أحترمك وأقدرك وأحييك- رغم أننى لست يساريا- ففى الفكر اليسارى الكثير من المبادئ اللازمة لضبط إيقاع الدولة والمجتمع والدفاع عن الطبقات الكادحة حتى داخل أعتى الدول الرأسمالية، أما أن تقول لى إنك ناصرى فأقول لك إنك تحشر نفسك داخل دائرة الفرد التى رفضها الأنبياء، وإنك تعيش خارج الزمن والتاريخ والجغرافيا.

مع خالص الشكر

عادل كيشار

■ ■ ■

عزيزى نيوتن

لقد نكأت بمقالك «أوجاع محلولة» جراحاً يعانى من أوجاعها كل المصريين، فمن المثير للدهشة أن كل أبناء مصر يتحدثون عن السلبيات التى يعانى منها المجتمع، بل يذهب البعض منهم إلى اقتراح الحلول لهذه السلبيات، ولكن لا أحد منهم يشارك إيجابياً لتنفيذها على أرض الواقع. إننى أتفق معك تماماً فى كل حرف كتبته فى مقالك الرائع «أوجاع محلولة»، لكن من هو القادر على علاج هذه الأوجاع؟ ومن هو الذى سوف يشكل هذه اللجنة المقترحة والمكونة من 20 فرداً من جميع الاختصاصات؟ وهل سوف يستبعد منها أهل الخبرة كما تم استبعاد بعض الفقهاء الدستوريين من لجنة الخمسين؟ إننى أعتقد أن الحل ليس فى إيجاد الحلول، فالجميع يعرفها، وليس فى استنان الجديد من القوانين، فالقوانين موجودة وإن كانت لا تُنفذ، وليس فى تعيين المسؤولين عن تنفيذ هذه القوانين فهم موجودون بالفعل، وإنما الحل الوحيد الممكن والمستحيل فى ذات الوقت هو أن يغير المصريون من سلوكياتهم، «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

وخالص تحياتى

دكتور مجدى البطوطى

أستاذ بجامعة المنصورة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية