«مريم».. سيدة متعافية من الإدمان تقاوم نفسها من أجل عدم العودة إلى ما كانت عليه، تبدو مرتبكة وخائفة من كل شيء حتى من نفسها، وأكبر انتصاراتها تنحصر في أن يأتي صباح اليوم الآخر دون تعاطٍ.
ذات صباح قررت «مريم»، التي تقدم دورها الفنانة نيللي كريم، أن تغسل جميع الأطباق النظيفة في منزلها، وأن تعيد ترتيب جميع الملابس المنسقة في خزانتها، وأن تبدأ في تصميم أعمال نحتية، ما أثار استغراب زوجها «حاتم»، الذي يقدم دوره الفنان ظافر العابدين.
«كل يوم دون تعاطٍ هو يوم ناجح مهما حدث فيه، نحن مستعدون لعمل أي شيء للبقاء ممتنعين، حتى الأشياء التي لا نحب عملها».. تلك الجملة تفسر ما تفعله «مريم» من تصرفات تثير الاستغراب في بعض الأوقات وتجعل ما تقوم به من أفعال مفاجئة أمورًا مبررة للغاية.
هذا هو حال «مريم» و«حاتم» في الحلقة السادسة من «تحت السيطرة» التي شهدت مراحل محاولات «مريم» المستمرة لمقاومة نفسها من أجل عدم الرجوع إلى التعاطي، في الوقت الذي يقدم لها «حاتم» المساعدة دائمًا ويقف إلى جوارها باستمرار.
تلك المقاومة التي تقدمها «مريم» تنهار في بعض الأوقات أمام ضعفها الشديد، لكنها وحدها تقف أمام نفسها لتحاربها، والجميع يريد منها أن تفعل ما يريدونه دون النظر إلى احتياجاتها أو رغباتها أو حتى قدرتها على فعل ذلك.
«كل واحد عايز حاجة وعايزها دلوقتي، ومحدش بيفكر اللي عاوزه ده مناسب ليا ولا لأ، (حاتم) عايزني أخلف دلوقتي، وبابا عاوزني أروح شقة المعادي دلوقتي، ومحدش فاهم ليه دلوقتي أنا محتاجة أركز مع (مريم) علشان أعرف أحافظ عليها».. تتحدث «مريم» إلى نفسها بعدما طلب منها أبوها الذهاب للاطمئنان على شقة المعادي، حيث كانت تسكن قبل سفرها وزواجها من «حاتم».
في الطريق تبدو الذكريات مربكة لـ«مريم»، وتبدأ ملامح الخوف والحزن تظهر عليها، حتى تصل وتدخل شقتها القديمة، وهناك تبدأ مرحلة من مراحل ضعفها حين ترى ذكرياتها أمام عينيها من جديد.
هنا صورة مع «رامي»- حبيبها السابق المتوفى- وهنا صورة مع «إنجي»- واحدة من صديقاتها القديمات المتعاطيات، وبجوارها صورة مع «طارق»- صديقها المدمن القديم، وهناك صورة مع «شريف»- الرجل الوحيد الذي يساعدها دائمًا-.
فجأة تستسلم «مريم» لذكرياتها وتمسك هاتفها القديم وتبدأ بالاتصال بعدد من صديقاتها اللائي اعتدن الإدمان معها قبل سنوات، فتجد الأولى ماتت، فتبدأ ترتبك بشكل كبير لكنها تتصل بأخرى كانت هي «إنجي»، السيدة التي تجعل «طارق»، الذي يقدم دوره الفنان أحمد وفيق، يعود إلى تعاطي المخدرات بعد إقلاعه لمدة 3 سنوات.
تتفق «مريم» مع «إنجي»، التي تقدم دورها الفنانة رانيا شاهين، على مقابلتها في مكانهما القديم، لكن شيئًا ما سيحدث لـ«مريم» سيجعلها لا تذهب إلى الموعد المحدد.
بعد إنهائها المكالمة مع «إنجي» تخاف «مريم» إلى حد الفزع، وتتصل بـ«شريف»، الذي يقدم دوره الفنان هاني عادل، وتحكي له ما حدث وهي تصرخ باكية وتقول: «أنا حاسة إني هضرب بس أنا مش عايزة»، فيطلب منها «شريف» أن تغلق باب الشقة عليها من الداخل وتلقي المفتاح من الشباك.
بخوف شديد وارتباك مفزع تفعل «مريم» ما يقوله «شريف» وتغلق هاتفها حتى لا يتسنى لـ«إنجي» الوصول إليها، ثم تبكي بشدة وتجلس أرضًا طالبة من الله برجاء كبير المساعدة: «ساعدني يارب، ساعدني يارب، ساعدني يارب..».
في الوقت الذي كانت «إنجي» رفقة «طارق» ينتظران صديقتها القديمة «مريم»، كان «شريف» و«مايا»، ابنة خالة «مريم»، وتقدم دورها سمر مرسي، في طريقهما إلى شقة «مريم» القديمة، ليجدا «مريم» جالسة في زاوية من زوايا المطبخ صامتة خائفة.
ما فعلته «مريم» من مقاومة كان صعبًا عليها للغاية، ما جعل صديقها «شريف»، الذي يدير مؤسسة لمساعدة المدمنين على الإقلاع، يقول لها: «عدت يا (مريم) عدت، طالما رميتي المفتاح وقفلتي التليفون تبقي تمام»، ثم يأخذها إلى بيتها ويقابل زوجها «حاتم» ويشرح له الوضع طالبًا منه الوقوف بجوار «مريم» وعدم تركها ولو دقيقة بمفردها.
شعور المقاومة الذي تقع «مريم» تحت طائلته باستمرار، أصبح بعيدًا عن «طارق» الذي استجاب لأول محاولة تعود به إلى «باكابورت الإدمان»، كما تسميه زوجته «سلمى»، التي بدأت تشك في تصرفاته من جديد ما جعلها تتفحص موضع الوريد في يده أثناء استغراقه في النوم ووجدت أثرًا للحقن التي يتعاطاها.
تصرخ «سلمى»، التي تقدم دورها الفنانة إنجي أبوزيد، وتبكي بجوار «طارق»، الذي ينكر عودته للتعاطي ويعرض على زوجته الذهاب إلى طبيب نفسي لعلاج شكها الدائم به، فتبكي بشدة قائلة: «ليه كده يا (طارق) كفاية، والله ما هقدر، والله ما هقدر، أبوس إيديك حافظ على الـ3 سنين اللي إنت بطلت فيهم، ده أنا كنت بدأت أفكر أخلف منك، مش هقدر أبدأ من تاني، حرام عليك».
ويبدو أن انتكاسة «طارق» وعودته للإدمان تسيطر عليه بشكل كبير، فبدأ يسأل عن «مريم»، صديقته المدمنة القديمة، وأثار اتصالها بـ«إنجي» فضوله، حتى أنه سرق رقم هاتفها من «موبايل» صديقته «إنجي» واتصل بها.
يدق جرس هاتف «مريم» فترد وتسمع صوتًا – ليس غريبًا- يعرفها بنفسه: «أنا طارق سراج يا (مريم)»، فتخاف وترتبك وتقرر غلق الهاتف، لكنه يتصل ثانية فتقف أمام الهاتف حائرة ما بين الاستسلام لعالمها القديم وبين مقاومتها لنفسها، فماذا ستفعل «مريم» في الحلقة السابعة من «تحت السيطرة».