x

عن الحلقة (3) من «حارة اليهود»: مؤلف المسلسل يقع في خطأ ديني فادح (تحليل)

الأحد 21-06-2015 02:22 | كتب: أحمد بلال |
مسلسل حارة اليهود مسلسل حارة اليهود تصوير : آخرون

«»ظهر موسى، اليهودي المصري الصهيوني، في الحلقة الثالثة، وقد هاجر إلى فلسطين، وبحسب أحداث المسلسل، جرى ذلك في العام 1948، يساهم «موسى» في تشييد أحد «الكيبوتسات»، وهو «الكيبوتس»، كُتب اسمه على الشاشة بالعربية «ناحشونيم»، (تكتب بالعبرية: נחשונים)، فيما كُتب على لافتة «الكيبوتس» بالعبرية «נחשולים»، (ناحشوليم)، والفرق بين الاثنين عظيم.

صحيح أن ثمة جهد بحثي بُذل، كان وراء اختيار اسم مستعمرة «ناحشونيم»، وهي المستوطنة التي استوعبت عدد ليس بقليل من اليهود الذين هاجروا من مصر، إلا أن المستوطنة المذكورة تم تأسيسها عام 1949 وليس 1948، وكان ذلك في مكان قرية «مجدل يابا»، وسط فلسطين المحتلة، والتي تم تهجير أهلها، خلال 1948، أما مستوطنة «נחשולים»، فقد تم تأسيسها عام 1948، على شاطئ بحر حيفا، شمال فلسطين، مكان قرية «الطنطورة» الفلسطينية، التي تم تهجير سكانها الفلسطينيين.

وسواء كانت المستوطنة ناحشونيم (נחשונים) أو «ناحشوليم» (נחשולים)، فإن كل منهما أقيم محل قرية فلسطينية، يعيش فيها مواطنون فلسطينيون، يزرعون ويحصدون ويتاجرون ولهم بيوتهم يسكنون فيها، والتي هجرّهم منها الصهاينة خلال النكبة، ولم تكن أرض المستوطنتين صحراء جرداء، جاء الصهاينة ليعمروها ويزرعوها، ويحولون لونها من الأصفر إلى الأخضر، والحقيقة أن هذه الرؤية تتفق مع الرواية الصهيونية، التي نفت وجود الشعب الفلسطيني، بدعوى أن فلسطين أرض بلا شعب (صحراء جرداء)، لشعب بلا أرض، جاء من كل مكان في العالم لتعميرها والعيش فيها.

على كل حال، تظهر ليلى في هذه الحلقة (الثالثة)، وهي التي ربطت بين الشيوعيين والصهاينة في الحلقة الثانية، متحدثة بلسان يساري، فمع وصفها لشقيقها «موسى» بالخائن لسفره إلى فلسطين المحتلة، لا تقول فقط إنه «خان البلد اللي عاش واتربى فيها»، وإنما تمنح الخيانة بعد طبقي فتقول «خان الفلاحين الغلابة وخان الفقراء».

يستمر التناقض في الخطاب، والخلط بين اليهودية والصهيونية، دون قصد، في خطاب «ليلى»، فرغم تأكيدها بأنهم يهود ولكنهم ليسوا مثل الصهاينة اليهود في فلسطين، الذين ترى فيهم أعداء، تعود «ليلى» مرة أخرى لتربط بينهم كيهود وبين الصهاينة، فتقول لوالديها مستنكرة إعلان والدها ضعفه أمام بلطجي الحارة: «ازاي بنستقوى في فلسطين ومش معانا حق، وبنستضعف قدام البلطجي ده ومعانا كل الحق».

وإلى جانب التناقض في الخطاب، وقع مؤلف المسلسل في الحلقة الثالثة في خطأ فادح فيما يتعلق بالشعائر الدينية اليهودية، فرغم تركيزه على طقوس الطعام ليلة السبت، وصلاة السبت في المعبد، وأيضًا الملاحظة الرائعة المتعلقة بتغطية دم الذبيحة بالتراب، إلا أن الخطأ تعلق بانتهاكات لمحرمات يوم السبت، وانتهاكات لا يقوم بها أي شخص يهودي في المسلسل، وإنما والدة «ليلى»، التي تعد مثالًا لليهودية المتدينة، فنجدها تختار طائرًا لذبحه، يوم السبت، ويقوم بالذبح يهودي متدين يرتدي غطاء الرأس (الكيبا)، .رغم الذبح يوم السبت حرام في الشريعة اليهودية. وكذلك نجدها تحمل نقودًا وتتعامل بها، لشراء احتياجاتها، (رغم أن حمل النقود والتعامل بها يوم السبت حرام في الشريعة اليهودية)، وكذلك نجدها وقد حضرت طعام، استخدمت فيه النار، (المعروف أن إشعال النار يوم السبت حرام في الشريعة اليهودية).

أيضًا طلبت والدة «ليلى» رؤية السكين قبل الذبح، في إشارة إلى التعاليم المتعلقة بسكين الذبح في الديانة اليهودية، وأجابها الرجل الذي يرتدي «الكيبا» أنها ليس بها خدوش، وذلك لأأن في الشريعة اليهودية أيضًا (يجب ألا يكون بالسكين خدوش، ويجب أن تكون مكشوفة عند الذبح، ويجب أن تكون حادة، ويحركها من يذبح ذهابًا وإيابا)، ورغم ملاحظة تغطية الدم بالتراب، إلا أن ما يقال في ذلك الوقت هو (مبارك أنت يا رب إلهنا ملك العالم الذي قدسنا بوصاياه وأوصانا على تغطية الدم)، وليس جملة (لأن الدم هو الحياة).

انتهت الحلقة الثالثة بمشهد ضعيف من ناحية الإخراج، مشهد هو أقرب لألعاب «بلاي ستيشن»، وليس تصوير لمعركة حربية، إلى جانب أن إحدى الطائرات التي ظهرت في المشهد رُسم على ذيلها العلم الأمريكي، رغم أن الطائرات التي حصلت عليها عصابات «الهاجاناة» في ذلك التوقيت لم تكن أمريكية على الإطلاق، كما أخفق القائمون على العمل بشكل كبير في توضيح دور الجيش المصري في حرب فلسطين، فالمشهد القتالي الوحيد الذي ظهر فيه الجنود المصريين، كان لطائرات صهيونية تقصف الجنود المصريين الذين يسقطون قتلى، رغم أن هناك معارك عنيفة قام بها الجيش المصري كانت تستحق أن يتم إظهارها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية