أظن- رغم علمى بأن بعض الظن إثم- أن قانون الرياضة الجديد به أخطاء وعوار في بعض نصوصه، حيث خلا من أمور مهمة، منها على سبيل المثال النص على عدم ترشح الصحفيين والإعلاميين ورجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء والنيابة، الذين مازالوا في الخدمة، في انتخابات اللجنة الأوليمبية المحلية والاتحادات والأندية الرياضية، وهو مبدأ مطبق منذ سنوات في الدول المتقدمة، على اعتبار أن الصحفيين والإعلاميين قوة لا يستهان بها في التأثير على الرأى العام، من خلال الدفاع عن اتحاداتهم وأنديتهم، أما الباقون من الضباط ورجال القضاء والنيابة فهو للحفاظ على هيبتهم وهيبة الدولة، ولا يكفى نص القانون الجديد على السماح للأندية بتأسيس شركات مساهمة للنشاط الكروى، وهى خطوة مهمة، ولكن كان يجب تحويل الإدارة من الهواية إلى الاحتراف تدريجيا سواء لرؤساء أو أعضاء اللجنة الأوليمبية وبعض الاتحادات، خاصة اتحاد الكرة، وبعض الأندية الشهيرة، وفى مقدمتها القطبان الأهلى والزمالك، كبداية، على اعتبار أنهم يملكون الملايين من عقود الرعاية والبث التليفزيونى وينفقون الملايين على شراء اللاعبين، فليس من المعقول أو المقبول أن تدار الرياضة عموما بمتطوعين، رغم أنهم يديرون مسابقات تدر الملايين، وهو مبدأ عفا عليه الزمن منذ عشرات السنين عندما كان اللاعبون والأجهزة الإدارية يتقاضون الملاليم، وهو مبدأ مرفوض شكلا وموضوعا، بعد أن تحولت كرة القدم من الهواية إلى الاحتراف.
أما العوار الأكبر الذي يتعارض مع الميثاق الأوليمبى فهو عدم نص القانون على عدم خلط الرياضة بالدين والسياسة لتلافى المشاكل العديدة، فكيف سمح «الجبلاية» لأحد مسؤوليه بتقديم برنامج سياسى في إحدى الفضائيات؟ وكيف سمح بانضمام الرئيس وبعض الأعضاء إلى الأحزاب والترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ ووصل الأمر إلى تفشى ظاهرة الدين ليس فقط بين المسؤولين، وإنما وصلت العدوى إلى اللاعبين!!
وقد كتبت من قبل- في 29 ديسمبر 2011- عتابا لاتحاد الكرة عندما نشر موقعه الرسمى تصريحات وصورا لزيارة وفد يمثل حزب الحرية والعدالة المنحل لمبنى الجبلاية، والتى وصفها أحد الزملاء بأنها «خطوة حقيقية وصحيحة وتصلح بداية للالتفات للعلاقة الغائبة بين كل أحزابنا السياسية»، وهو فكر مرفوض، فمن حق جميع السياسيين حضور المباريات والإعلان عن انتماءاتهم وتشجيع أنديتهم، ولكن ليس من حقهم خلط الرياضة بالسياسة والدين، ولم أر لذلك مثيلا في دول العالم، ولم أسمع أو أقرأ أي أخبار عن زيارة قام بها زعماء ومسؤولو الأحزاب السياسية الأوروبية لأى اتحاد رياضى، ولم أسمع أو أقرأ أن وفداً من الفاتيكان- معقل الكاثوليكية في العالم- قام بزيارة اتحاد الكرة الإيطالى لتقديم التهنئة بمناسبة فوز المنتخب بكأس العالم، سواء في مونديال إسبانيا 1982 أو ألمانيا 2006، يا عالم ارحمونا من فتاوى الشيوخ والدعاة وواضعى القوانين من الهواة.