x

شيخ الأزهر: الإساءة لأصحاب النبي تُعرّض للمهالك

الجمعة 19-06-2015 11:39 | كتب: أحمد البحيري |
الدكتور أحمد محمد الطيب ، شيخ الأزهر ، خلال لقاءه بالدكتور نجيب جبرائيل ، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان ، القاهرة , 24 مارس 2010 الدكتور أحمد محمد الطيب ، شيخ الأزهر ، خلال لقاءه بالدكتور نجيب جبرائيل ، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان ، القاهرة , 24 مارس 2010 تصوير : أدهم خورشيد

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن «هناك نصوصًا تُلزم المسلمين جميعًا بأن يضعوا خطوطًا حمراء عند الحديث عن الصحابة الكرام، فلسنا نحن الذين نضفي عليهم هذا الجلال أو هذا التكريم، وإنما هذا الذي أثبته القرآن الكريم وتحدثت عنه السنة النبوية المطهرة، وإذا لم نقم بهذا فنحن مقصرون ويتطرق لعقائدنا الفساد، لا ريب في ذلك؛ لأن الإساءة إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تُعرض المسلم للمهالك، ليس لأنه أساء لأحد ما، ولكن لأنه رد آيات من القرآن الكريم تطالبنا بهذا».

وأوضح شيخ الأزهر، في حديثه اليومي، الذي يذاع خلال رمضان على الفضائية المصرية يوميًا، أن الصحابي هو مَن تحققت فيه ثلاثة أركان، أولها: أن يكون لقي النبي -صلى الله عليه وسلم، فمن لم يلتق بالنبي، لا ينبغي أن نسميه صحابيًّا، كالتابعين الذين لم يلقوا النبي، وإنما لقوا الصحابة-رضوان الله عليهم، موضحا أنه استخدم العلماء كلمة «لقي»، وليس كلمة (صحب)؛ لأن اللُّقيا تثبت ولو بزمن يسير، حتى لم يقولوا مَن رأى النبي- صلى الله عليه وسلم؛ لأن بعض الصحابة كان كفيفًا ولم يره.

وأضاف «الطيب»: أن «الركن الثاني: أن يلقاه؛ وهو مسلم، وهذا يُخرج مَن لقيه وهو غير مسلم، وهم جماعات الكفار والمشركين، حتى وإن أسلم بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم، والركن الثالث: أن يموت على إسلامه، يعني أن يلتقي به وهو مسلم ثم يموت مسلمًا، فمَن استوفى هذه الأركان الثلاثة، فهو صحابي».

كما أوضح «الطيب» أن من لقي النبي-صلى الله عليه وسلم- ثم أسلم على يديه، ولكن بعد ذلك ارتد، لا يمكن أن يُسمّى صحابيًا، ومثال ذلك عبدالله بن جحش، فقد هاجر إلى الحبشة مع زوجه رملة أم حبيبة بنت أبي سفيان مع مَن هاجر من أوائل المسلمين، وهناك ارتد عن الإسلام، واستمر على ذلك إلى أن مات، ولذلك لم يثبت عبد الله بن جحش في قائمة الصحابة؛ لأنه فقد الركن الثالث؛ وهو أن يموت على الإسلام، وأما من لقي النبي وأسلم، واستمر فترة ثم ارتد، ثم بعد ذلك عاد إلى الإسلام، في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم مات على إسلامه، فهذا صحابي، ومثال ذلك عبدالله بن أبي السرح، حيث كان قد أسلم مع النبي-صلى الله عليه وسلم- واستمر على إسلامه فترة، ثم بعد ذلك ارتد ثم عاد إلى الإسلام بعد فتح مكة، وحُسن إسلامه بعد ذلك، وقد ولاه عثمان بن عفان–رضي الله عنه- مصر.

وأضاف «الطيب»: أن «من لقي النبي مسلمًا، ثم ارتد، لكنه عاد إلى الإسلام بعد وفاة النبي-صلى الله عليه وسلم- فقد اختلف العلماء فيه، بعضهم يقول: (ما دام أسلم ثم ارتد ثم عاد للإسلام بعد وفاة النبي-صلى الله عليه وسلم- ومات على الإسلام؛ فإنه يعود له وصف الصحبة)، لكن الكثير منهم نفَى عنه الصحبة؛ لأن الردة تحبط الأعمال، وحين أسلم كان النبي-صلى الله عليه وسلم- قد توفي، ولم يكتسب صحبة جديدة تثبت بها معنى الصحبة، وهذا ينطبق على الأشعث بن قيس الكندي، الذي كان قد أسلم وحسن إسلامه، ثم ارتد مع الكنديين، ثم ظل على ارتداده؛ لكنه عاد إلى الإسلام في زمن أبي بكر الصديق، فهذا الرجل يخضع للخلاف، فبعضهم يقول: (تثبت له الصحبة؛ لأنه عاد إلى الإسلام، فلماذا لا نعده من الصحابة)، لكن الكثيرين يقولون: (صحبته انتهت بارتداده؛ لأن الردة تحبط كل الأعمال التي كانت قبلها، فهذا لا يمكن أن يعد مِن الصحابة؛ لأنه عاد إلى الإسلام بعد وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم- وإن كان يعد مِن المسلمين الأوائل)».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية