التقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الثلاثاء، أعضاء قوافل السلام الدولية الأولى، التي سيتم إيفادها برعاية مجلس الحكماء إلى عدد من الدول الأجنبية في قارات أفريقيا وأسيا وأوروبا وأمريكا.
وخلال اللقاء قام شيخ الأزهر بتوجيه بعض النصائح والإرشادات العامة لأعضاء القوافل، مؤكدا دعمه لهم وسعادته وباقي أعضاء مجلس حكماء المسلمين لانطلاق أول قافلة سلام دولية تعنى بنشر السلم وتحصين شباب المسلمين في الخارج من أفكار الغلو والتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر ثقافة السلم في المجتمعات.
وقال شيخ الأزهر إنه لابد وأن تتحول العلاقة بين الشرق والغرب إلى علاقة سلام وتعارف تقوم على الاحترام المتبادل للخصوصيات والعقائد والهويات والثقافات المختلفة، ولا بد قبل كل ذلك من الشعور بالأخوة العالمية والإنسانية، وقد تنبه رجال الأزهر قديمًا إلى ضرورة هذه الأخوة، حين بعث شيخ الأزهر الشيخ المراغي برسالة إلى مؤتمر عالمي عُقد في لندن في 3 يوليو من عام 1936م، وصل إلى نتيجة حتمية هي أنه لا سبيل للبشرية في تطويق صراعاتها الدولية إلا بتحقيق زمالة عالمية بين الأمم كافة.
واستمع الطيب لأعضاء القوافل، وتعرف على البرامج المعدة للفاعليات التي تم التخطيط لها في الدول المستهدفة، والتي تتنوع بين دروس دينية في المساجد والمراكز الإسلامية، ومحاضرات في المعاهد والكليات التي تدرس العلوم الشرعية، ومقترحات قدمتها بعض المؤسسات غير الإسلامية لفاعليات تهدف لتوضيح الرؤية الإسلامية من ثقافة السلم ونبذ العنف، ولقاءات متعددة مع الشباب من مختلف الأجيال.
تهدف القوافل إلى نشر التسامح والتعايش المشترك في هذه المجتمعات من خلال توضيح تعاليم الإسلام الصحيحة السمحة، كما أنها تسعى إلى التفاعل مع الشباب المسلم، وتحصينه ضد الأفكار المتطرفة، والوقوف على أهم التساؤلات التي تدور في أذهانه وتقديم الإجابات الشافية لها وفق المنهج الوسطي القويم.