x

سمير فريد سيدتى وسيدة المسرح العربى: فوزكِ حدث تاريخى وضربة موجعة للإرهاب سمير فريد الأحد 14-06-2015 21:09


أُعلنت، أمس الأول، جوائز الدولة فى الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وفاز بأكبرها، وهى جوائز النيل: الممثلة سميحة أيوب فى الفنون، والأديب جمال الغيطانى فى الآداب، وأستاذ الفلسفة حسن حنفى فى العلوم الاجتماعية، والثلاثة من أعلام مصر الجديرين بالفوز بأكبر الجوائز وكل الجوائز.

فوز سميحة أيوب حدث تاريخى؛ لأنها أول ممثلة تفوز بإحدى جوائز الدولة للفنون، وهو انتصار جديد لثورة الشعب فى 30 يونيو ضد الحكم باسم الدين، ومن أجل إقامة دولة مدنية، وحتى لو تم استبعاد الكلمة من الدستور الجديد فالثورة ضد ذلك الحكم تعنى أن الشعب اختار الدولة المدنية فى الواقع المعيش، وليس كنظرية سياسية.

فوز سميحة أيوب، وهى من أعز أصدقاء العمر طوال أكثر من نصف قرن، وزوجها الراحل الكبير سعدالدين وهبة، ضربة موجعة للإرهاب الذى يُكفِّر كل الفنون، وخاصة فن التمثيل، وبالأخص تمثيل النساء. ومن المدهش أن يأتى هذا الفوز عام 2015، وهو عام مرور مائة سنة على وقوف أول ممثلة مسلمة على المسرح عام 1915، وهى المصرية منيرة المهدية فى مصر.. مبروك لمصر صانعة الحضارة، ولتهنأ روح منيرة المهدية فى العالم الآخر، وروح سعدالدين وهبة، وأرواح الرواد: يوسف وهبى وزكى طليمات وجورج أبيض والريحانى وأمينة رزق وزينب صدقى وفاطمة رشدى وعزيزة أمير وزوزو حمدى الحكيم وآسيا ومارى كوينى. مبروك يا سيدتى وسيدة المسرح العربى.

شوقى وشكسبير

ذكرت فى مقالك، يوم الثلاثاء الماضى (2016 سنة شكسبير فى العالم ومصر كانت دائماً فى العالم) أن «العام القادم سنة شكسبير فى العالم بمناسبة مرور 400 سنة على وفاته، وقد احتفلت مصر وشاركت فى الاحتفال الدولى بمرور 300 سنة على وفاته عام 1916، والجنود الإنجليز يحتلون مصر، فما بالك بمصر الحرة المستقلة بعد مائة سنة؟!». ولقد قدمت فى مقالك بعض الاقتراحات بإصدارات شكسبيرية عسى أن يؤخذ بها فى إطار احتفال معرض القاهرة للكتاب، ومعرض مكتبة الإسكندرية بهذه المناسبة فى العام القادم.

ولعل قراءك لا يجهلون أن مصر فى إطار احتفالها بمرور 300 سنة على وفاة شكسبير عام 1916 والجنود الإنجليز يحتلون مصر، كما قلت، نظم ابنها أمير الشعراء أحمد شوقى واحدة من أروع قصائده ليخلد بالعربية ذكرى ذلك الشاعر الإنجليزى الفذ، والتى يقع فى متنها بيته الخالد:

والناس صنفان؛ موتى فى حياتهم .. وآخرون ببطن الأرض أحياء

قال شوقى فيما قال فى قصيدته الرائعة:

ما أنجبت مثل شكسبير حاضرةٌ .. ولا نَمتْ من كريم الطير غنَّاءُ

نالت به وحده إنجلترا شرفاً .. ما لم تنل بالنجوم الكُثْر جوزاءُ

شعرٌ من النسق الأعلى يؤيده .. من جانب الله إلهامٌ وإيحاءُ

من كل بيت كآى الله تسكنه .. حقيقةٌ من خيال الشعر غراءُ

فانظر كيف سما شوقى فوق واقع الاحتلال البريطانى وظلمه وظلامه وجرائمه، وما كانت دنشواى منه يومذاك ببعيد، ليوفى لمناسبه فى دنيا الشعر- ذلك الإنجليزى العبقرى المخلد- حقه، فلكأن شكسبير العرب كان يناجى شكسبير العجم.

د. يحيى نور الدين طراف

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية