x

سمير فريد لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة ولا دين فى الفنون والآداب أيضاً سمير فريد الثلاثاء 10-06-2014 22:06


تشرفت كثيراً بدعوتى مع مجموعة من الكتاب والشعراء والأدباء والفنانين للحوار مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وعدد من معاونيه عن العلاقة بين الأزهر والفنون والآداب فى مصر الجديدة التى يتطلع إليها الشعب المصرى بعد الثورتين، وسعدت كثيراً بالدخول لأول مرة إلى مقر مشيخة الأزهر، أقدم جامعة فى العالم التى يتجاوز عمرها ألف سنة، بينما أقدم جامعة فى أوروبا هى جامعة بولونيا فى إيطاليا ذات الـ400 سنة.

الجامعات هى مصانع النخب فى كل بلاد الدنيا، وإن كانت صناعة النخب لا تقتصر عليها، ومن الأزهر وطوال قرون قبل إنشاء جامعة القاهرة مطلع القرن العشرين الميلادى، جاءت النخب التى حافظت على الحضارة المصرية، وقاومت الغزو الفرنسى مقاومة فريدة من نوعها فى التاريخ لم تتوقف يوماً طوال ثلاث سنوات، واختارت محمد على ليصنع مصر الحديثة.

ومن المعروف الدور المحورى للجامعة وإمامها الأكبر أستاذ الفلسفة فى دعم ثورة الثلاثين من يونيو ضد محاولات الإخوان الحكم باسم الدين الإسلامى، بينما لا توجد دولة دينية فى الإسلام وتحويل الأزهر إلى كنيسة، بينما لا توجد كنيسة فى الإسلام بل ولا «رجال دين»، وإنما «علماء» فى الدين مثل علماء الهندسة والطب.

ومناسبة الحوار ما نسب إلى الأزهر من بيانات تحرم بعض الأعمال الفنية والأدبية وتدعو الحكومة إلى منعها، وقد أكد الشيخ الطيب ضرورة التفرقة بين آراء لأفراد من الأزهر تنشر هنا وهناك، وبين رأى الأزهر الرسمى الذى يصدر عن المشيخة، وأوضح أن الأزهر لم يحرم أى عمل فنى أو أدبى ولم يطالب بمنعه.

واختلف الحضور بين مطالبة علماء الأزهر بعدم إبداء أى آراء حول الفن والأدب، لأن الحكومة لا تستطيع أن تكون فى خلاف مع الأزهر، وبالتالى سوف تمنع هذا العمل أو ذاك حتى لو لم يطالب الأزهر بمنعه، وبين أن يكون لعلماء الأزهر ومشيخة الأزهر الحق فى إبداء الرأى ونصح المسلمين بتلقى أو عدم تلقى أعمال فنية وأدبية، وأن الحكومة التى تعتبر رأى الأزهر ذريعة للمنع تكون هى التى حولت الدولة إلى دولة دينية، وليس الأزهر وكنت مع الرأى الثانى.

قلت إن الفن خيال ولا هدف له سوى التعبير عن رؤية الفنان، وإن من يتأثر بشخصية مجرم فى فيلم أو مسرحية فيصبح مجرماً مثله، هو إنسان فقد «المناعة»، وإن التعليم هو الذى يصنع ويقوى هذه «المناعة» وليس «المنع» فضلاً عن الاستحالة العملية للمنع فى ظل الثورة التكنولوجية، وهى الثالثة فى تاريخ البشرية بعد الثورتين الزراعية والصناعية وضربت المثل من طلبة كليات الأزهر، فهم يدرسون القرآن الكريم إلى جانب العلوم التى يدرسونها، ومن المفترض أن يكونوا «القدوة» الحسنة من الناحية الأخلاقية لكل طلبة مصر، ومع ذلك نراهم يحرقون كلياتهم مما يعنى فقدانهم المناعة مثل غيرهم من طلبة الجامعات الأخرى.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية