لم يكن حكم «جماعة الإخوان الإرهابية» مجرد حكم استبدادى، بفرض الفاشية الدينية، ويصادر الحريات وحقوق الإنسان، ويقايض «الوطن» مقابل «دولة الخلافة المزعومة».. حكم ينزع حقوق المواطنة عن الأقباط بزعم: «أن يحكمنى مسلم ماليزى أفضل من أن يحكمنى قبطى مصرى» كما قال «مهدى عاكف»!.
كنت أرى «جماعة» تلغى الإنسان نفسه، وكأنه يسلم هويته وإنسانيته على عتبة «المرشد»، ليصبح مجرد ترس فى ماكينة تقتل الأبرياء باسم الدين، وتعصف بالدستور والقانون لتطبيق فهمهم المشوه عن «الحاكمية لله»، وذلك بتكفير الحكام والشعب معا «لأنه جاهلى».. فما بالك فى المرأة فى قلب هذا المشهد المرعب؟!.
فى مجلس الإخوان وقفت «عزة الجرف»، النائبة السابقة عن «الحرية والعدالة»، تطالب بمنع تجريم ختان الإناث، وخرج «ياسر برهامى»، نائب رئيس الدعوة السلفية، يطالب بزواج القاصرات ودعوات أخرى لتجارة الرقيق.. حينئذ كان مصير المرأة إما أن تكون من «سبايا المرشد».. أو أن تتطوع دفاعا عن شرعية الإرهاب والاغتصاب بالانضمام لـ«جهاد النكاح»!!.
لم يكن غريبا- إذن- أن تتصدر المرأة المصرية الصفوف الأولى لثورة 30 يونيو، فقد آن الأوان للمرأة المصرية أن ترفع رأسها.. أن تتأمل الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، خلال حملته الرئاسية، وهو ينزل من على المنصة ويتوجه للفنانة الكبيرة «فاتن حمامة» ليصافحها: «خليكى زى ما أنتى أنا جايلك».. تقديرا للمرأة وللفن.
وحين طلب «السيسى» من الشعب «تفويضا وأمرا» لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، كانت المرأة ترى بعينى «زرقاء اليمامة» تنظيم «داعش» الإرهابى يبيع نساء سوريا والعراق فى أقذر سوق عصرية للنخاسة، ويغتصب الأطفال ويوزعهم على الإرهابيين «يسميهم المجاهدين».. فخرجت جموع المصريات يحتمين بقائدهن فى نهار «رمضان».. وكأنهن يحتفلن بالحرية وهن يتقاسمن لقمتهن مع الأسر المسيحية ويفوضنه على العيش والملح!.
المرأة المصرية هى أول من وقع بنعم على دستور 30 يونيو (القوة التصويتية للمرأة 25 مليون صوت تقريبًا، أى حوالى 48.5% من إجمالى عدد الناخبين). وهى أول من سدد فاتورة الغلاء وتحملته فى صبر وحكمة «حبا وثقة فى السيسى».. لم تخرج مظاهرات غاضبة ولا ثورة جياع عقب تخفيض الدعم.. لأن العمود الفقرى للأسرة وهى «المرأة» ترصد أداء الرئيس جيدا.
ترى «باقة الزهور» التى حملها بنفسه إلى فتاة تعرضت للتحرش، أثناء الاحتفالات بفوز الرئيس «السيسى»، فتتنسم كل مصرية نفس عبيرها!.
تدرك المرأة بإحساس الأم والأخت أنها راهنت على «المخلص»، واختارت «الحارس» للأمن القومى للبلاد، «المحارب العنيد» الذى يأخذ بثأر أولادنا قبل أن يواسى الثكالى والأيتام وأسر شهداء الجيش والشرطة والمدنيين.
وتعرف أن عليها «واجب» أن تدعمه، وأن مساندة النظام ليست «بالحب وحده»، فتجد امرأة مسنة فى التسعين من عمرها تعاند الفقر، رأت رغم أنها «كفيفة» ما لا يراه المبصرون.. الحاجة «زينب الملاح» سمعت الرئيس يتبرع بنصف ميراثه ونصف راتبه لمصر، فقالت لأولادها: (هذا الرجل صادق).
عزيمتها القوية حملت جسدها الواهن، وذهبت إلى البنك تتبرع بقرطها لصندوق «تحيا مصر»، فأخبرها موظفو البنك أنهم يقبلون الأموال السائلة، فباعت القرط بمبلغ 650 جنيها، أهدتها إلى صندوق «تحيا مصر»!!.
وحين عرف «السيسى» أرسل سيارة الرئاسة لتحملها إلى قصر الاتحادية، حاولت الحاجة «زينب» الخروج منها فإذا بالحذاء ينخلع من قدميها.. وهنا يأتى «السيسى»- الإنسان، وبكل نبل يحمل الحذاء ويعيده إلى قدميها رافضا أن يقوم حرسه الخاص بتلك المهمة!.
لك الحق اليوم- يا سيادة الرئيس- أن تفخر بنساء مصر، أن تحتفل- ولو بالقلب- بصبايا وشباب لم يلهثوا لجمع المال بل اصطفوا حولك فى تنظيم «المؤتمر الاقتصادى» بشرم الشيخ.. فكانت أغلى ثروة لديهم «سيلفى مع السيسى».
لك الحق أن تشعر بالأمان المطلق وأنت تسير بالدراجة أو تتفقد الطريق الصحراوى، بعد أن ظهرت كتيبة- غيرة منظمة- من الفتيات يطالبن بالتطوع فى صفوف القوات المسلحة.
ولنا الحق أن نبادلك ثقة بثقة، ومحبة بحب، نحن نشعر أن منحكم لأمهات مصر المثاليات وسام الكمال من الطبقة الثانية، هو تكريم لكل أم بديلة وكل أم معيلة.
نشعر أن كلنا «عواطف سالم على»، السيدة التى صفعها أحد عناصر الإخوان، فرددت لها ولنا كرامتنا.. لم نصبح يا سيدى كلنا «عورة» بل أصبح صوت المرأة «ثورة».
ختاما، يا سيدى: سيسجل التاريخ لكم أن «سيدة مصر الأولى» لم يعد منصبا أو وظيفة سيادية.. بل أصبح سمة لسيدة وقور رصينة تقف خلف الرئيس لتقدم النموذج المثالى لـ «حرم رئيس الجمهورية».