استغاث 4 أشخاص، بينهم شقيقين، بصحيفة «المصرى اليوم» ليحكوا لها ما تعرضوا له من إيذاء بدنى واعتداء - بحسب قولهم - من جانب أفراد كمين بالدقى، مما أصابهم بجروح وكدمات بالغة، وبرغم ذلك فوجئوا بأنفسهم كمتهمين بمقاومة السلطات، وتم القبض عليهم وعرضهم على نيابة الدقى التي قررت إخلاء سبيلهم بكفالة 2000 جنيه لكل منهم.
فى محل توكيل للبويات بأحد شوارع منطقة فيصل، تقابلنا مع أطراف الواقعة، وكان طارق مرسى، صاحب المحل، أكبرهم يبكى بحرقة جراء ما سماه بـ«انتهاك كرامته»، مطالبًا تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى، لأخذ حقهم.
سرد محمد مرسى، شقيق صاحب المحل، تفاصيل الواقعة: «أتى إلينا مقاول يُدعى أحمد فتوح، وطلب بويات لعمارة تحت الإنشاء فى الدقى، ولسابق معرفتى به، أعطيته سيارة زوجتى لتوصيل بعض البضاعة إلى العقار المُشار إليه، ولدى وصوله إلى منطقة مترو البحوث، استوقفه كمين أمنى، وطلب منه رخصة السيارة، فأعطاه له، لكنه لم يقدم رخصة قيادة، وبسؤال ضابط شرطة له عن صاحب السيارة، فأكد له أنه أخذها منى، واتصل علىّ للحديث إلى الضابط الذى أكدت له على حضورى إلى الكمين، وبحوزتى توكيل السيارة».
ويضيف: «تقابلت مع صديقى هشام سعيد، وطلبت منه توصيلى بدراجته البخارية إلى الكمين، بعدما أحضرت الأوراق المطلوبة منى، ولدى وصولى عند محطة البحوث، صرخ فىّ أمناء الشرطة ووبخنى دون سبب، وأعلمتهم بسبب حضورى، فأرشدونى إلى ضابط كان يتحدث فى هاتفه المحمول لقرابة الساعة، ولم يلتفت إلىّ، ونبته لحديثى مع زميل له بقسم شرطة الجيزة».
ويقول «محمد» والدموع تملأ عيناه: «عاتبت هذا الضابط لاستخفافه بىّ، وقلت له الرئيس السيسى طالبكم بمعاملة المواطنين بشكل لائق، فإذا بأمين شرطة يضربنى على وجهى بشدة ويركلنى بأنحاء جسدى، وسقط إلى جوارى المقاول أحمد فتوح، ودار الضرب فينا حتى نزفنا من كل مكان».
«لم أذق طعم النوم منذ يومين، ولا الأكل لمرارة ما حدث، ولا حتى النظر فى وجه زوجتى، كرامتى ضاعت خلاص»، قالها طارق، وبكى بحرقة من جديد، مضيفًا: «عرفت بما حدث مع أخى الأصغر، وذهبت إلى الكمين لدفع غرامة، ولمجرد رؤيته يعتدى عليه، هرولت لتفاديه وحل الخلاف، فاعتدى علىّ أفراد الكمين بأكمله، حتى أحدثوا إصابتى فى رقبتى ورأسى».
يعلو صوت «طارق» مع حديثه: «غصبّ عنى لم أتمالك نفسى، وجريت بسيارتى، عقب حل الأزمة وحضور معاونى مباحث قسم الدقى بعد اتصالات معارفنا، لأننا أناس معروفون بالسمعة الحسنة، ووصلت إلى ميدان الجيزة».
بعد دقائق من صمت «طارق»، يشرح: «حضر إلىّ زوج شقيقتى رائد بالقوات المسلحة، ودخلنا إلى مديرية أمن الجيزة لمقابلة مديريها اللواء طارق نصر، ولم نتمكن رغم تواجده، وباتصالات مكثفة ذهبنا إلى اللواء ياسر حكيم، مسؤول القطاع الأمن بغرب الجيزة، وحاول الاعتذار لنا على ما تعرضنا له، وطلب منا تحرير مذكرة بقسم الدقى، ورفضنا لأننا ترضينا، وفجأة ألقى أمناء الشرطة القبض على وشقيقى «محمد»، وصديقه «هشام»، والمقاول «أحمد»، وحُرر لنا محضر دون الإدلاء بأقوالنا بالإعتداء على أفراد الكمين، ثم تدخل زوجى أختى ولم يستطع حل الأزمة حتى تفاقمت بعرضنا على النيابة العامة».
ويحكى هشام، أنهم ذهبوا إلى مستشفى 6 أكتوبر، لإجراء الكشف الطبى، وفوجئوا بالأطباء يعرفون بالحادث، وهو ما يؤكد عدم حياديتهم، وبعد إخلاء النيابة العامة سبيلنا، أصر ضباط قسم الدقى على ترحيلى و«محمد»، إلى نيابة المرور، أخلت سبيلنا أيضًا، باعتبارنا متهمين باعتبارى أقود «موتوسيكل» دون رخصة، بخلاف الحقيقة، وصديقى لأنه صاحب السيارة الملاكى محل الأزمة، وسير قائدها المقاول دون رخصة قيادة، وكان غرض الضباط حبسنا للانتقام منا، لمحاولتنا شكيتهم لدى مسؤول الأمن بغرب الجيزة.
ومن جانبها، أمرت نيابة الدقى بطلب تحريات إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة، حول اتهام المُخلى سبيلهم لضباط الشرطة بكمين الدقى بالاعتداء عليهم، وكذا تفريغ كاميرات مراقبة شركة «مقار» للسيارات القريبة من مكان الحادث، لبيان التقاطها صورًا للوقائع من عدمه.
وقال المقدم مصطفى خليل، رئيس مباحث قسم الدقى، لـ«المصرى اليوم»: «إن هؤلاء الأشخاص متهمين فى واقعة سب وقذف، واعتداء على أفراد كمين الدقى، وسير اثنين منهما بدراجة بخارية وسيارة ملاكى دون رخصة قيادة، والنيابة العامة حققت معاهم على هذا الأساس، ورأت أنهم معتدين على أفراد الشرطة». وعن سبب إصابتهم بجروح وكدمات، قال:«معرفش حاجة عن ضربهم.. مشفتش جروح بهم».