x

محمد أمين «إعلام الهتّيفة»! محمد أمين السبت 06-06-2015 21:23


الرئاسة لا تريد الإعلام، كما هو الآن.. الرئيس نفسه لم يقل لنا: ما الإعلام الذى يريده؟.. لا عرفنا شكل الصحافة التى يفضلها.. ولا فهمنا طبيعة الفضائيات التى يميل إليها.. فى الوقت نفسه، قال إنه يسعى إلى بناء إدارة إعلام عصرية.. مع هذا لم نر لها أثراً حتى الآن.. رحلة ألمانيا والمجر كشفت عن غياب هذه الإدارة.. لم تقدم ورقة واحدة ولا ملفاً واحداً من الملفات، التى قيل إن الرئيس اهتم بها!

هل إعلام الرئاسة يهتم بالهتيفة أكثر؟.. هل يعطيهم وحدهم البيانات؟.. هل يتابع ما تكتبه الشلة فقط؟.. بعض الأصوات تحدثت عن ملفات الرئيس فى ألمانيا.. قالت إننا انشغلنا بمن ذهب ومن جاء.. قالت إننا نتمنى أن نكون مكان هؤلاء.. غير صحيح.. نحن لا نكتب لنحل محل أحد.. لست واحداً من هذا النوع.. لست من الهتيفة أيضاً.. قد أهتف ولكن للوطن.. أدعو ولكن للوطن.. دعوت لمصر على «عرفات»!

أعرف أن ما كتبته عن الهجّاصين سيغضب كدابى الزفة.. وأعرف أن ما كتبته عن الأولتراس سيغضب الأولتراس، ويقطع عيشهم بالطبع.. وأعرف أن ما كتبته عن الرئيس الدكتور قد يغضب البعض، خاصة فى مقارنته بمرسى.. كلاهما حصل على الدكتوراة الفخرية.. الكاتب لا يكتب كى يُغضب هذا، أو يسعد ذاك.. خاصة إذا كان واحداً من «كتاب المقاومة».. وخاصة إذا كان قد اختار الدفاع عن الوطن!

هل الإعلام الذى تريده الرئاسة هو إعلام الهتّيفة؟.. هل هو إعلام التعبئة، وفرض حالة الشعور بالخطر؟.. هل هذا التوجه يبنى وطناً، أو يصنع إعلاماً؟.. ومن الذى يمكن أن يسمح بهذا؟.. شىء واحد يغير الإعلام اسمه «المعلومات».. فأين المعلومات المتاحة لنا؟.. لم يتطوع أى واحد فى إعلام الرئاسة ليقدم معلومة لكاتب.. اللهم إلا إذا كانت المعلومات تذهب لأناس بعينهم.. هنا مكمن الخطر الكبير!

المعلومات حق لكل كاتب.. المعلومات حق لكل إعلامى.. مع الرئيس أو ضد الرئيس.. ثم إنه من الخطأ تصنيف الناس مع أو ضد.. لا يعنى أن أكتب رأياً معارضاً أو مصححاً أننى ضد الرئيس.. بالعكس.. لسنا ضده.. تحديداً لست من المحسوبين على النظام.. ولا يمكن أن أكون ذات يوم.. فقد كتبت قبل انتخابات الرئاسة: «أحجز مقعدى من الآن على شمال الرئيس».. مع أننى بشّرت به وانتخبته وناصرته!

المطلوب فقط أن يفهم إعلام الرئاسة أن كل الكتاب وطنيون.. ليس بيننا من يريد هدم الوطن.. ليس بيننا من يريد انهيار الدولة، ولا حتى النظام.. هذا النظام اخترناه وآزرناه.. فلماذا تفرق إدارة الإعلام بين واحد وآخر؟.. لماذا تُرسل المعلومات لكاتب دون آخر؟.. لماذا تختص كدابى الزفة فقط؟.. أتحدث عن المعلومات وليس المواد الدعائية.. ما يُدرينى أن الرئيس فعل أو لم يفعل؟.. ما يُدرينى بكواليس الزيارة؟!

لا نخترع العجلة أبداً.. الإعلام فى العالم شىء آخر.. وفى مصر كأننا نبدأ من جديد.. يُراد للإعلام أن يتحسس رأسه.. أن يكون مهزوزاً مرتعشاً.. مع ذلك لا يقدمون شيئاً.. فهل صحيح هناك إعلام رئاسى؟.. هل صحيح هناك ديوان رئاسى؟.. كيف يُدار؟.. وبأى كفاءة؟.. لماذا يميل إلى «الهتّيفة» دون الكفاءات؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية