التقى وزير البيئة الدكتور خالد فهمي، الجمعة، وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس بباريس، لاستعراض نتائج الاجتماعات التي عقدت الأسبوع الماضي على المستوى الأفريقي، لتنسيق جهود مكافحة الاختلال المناخي، وذلك في إطار الاستعدادات للمؤتمر الدولي حول المناخ الذي سيعقد بالعاصمة الفرنسية نهاية العالم الجاري.
وأكد «فهمي»، في تصريح له الجمعة، أن مباحثاته مع لوران فابيوس، تناولت احتياجات الدول الأفريقية من تمويل ونقل التكنولوجيا، فضلا عن خطط المساهمات الطوعية للدول الأفريقية بهدف التوصل إلى أكبر قدر من التوافق لوضع آلية فعالة للحد من الانبعاثات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.
وأكد «فهمي»، أن الدول الأفريقية ترى أنه لابد من مراعاة المسؤولية التاريخية والمشتركة في مواجهة التغير المناخي في إطار الدور التنسيقي الذي تقوم به فرنسا مع التجمعات والدول الكبرى.
ولفت إلى تتطابق وجهات النظر مع الجانب الفرنسي حول ضرورة أن تشمل المبادرات المطروحة خطة للتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية خاصة بالنسبة للدول التي لم تتسبب في هذه الظاهرة، فضلا عن تحديد الأعباء التي تتحملها كل دولة حسب درجة تلويثها للبيئة.
وأشار الوزير إلى أن مباحثاته مع «فابيوس»، تناولت ضرورة اختيار كل دولة للآليات المتوافقة مع اقتصادها وأهدافها التنموية لمكافحة الاختلال المناخي، وبحث فكرة تسعير الكربون، أي فرض ضريبة على استخدامات الوقود التي تسبب انبعاثات كربونية كثيفة، بالإضافة إلى السندات الخضراء والتنمية النظيفة.
وأضاف أن فرنسا لا تريد للمؤتمر القادم أن يفشل كما حدث في مؤتمر «كوبنهاجن» ديسمبر ٢٠٠٩، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق أو إطار عمل تنظيمي موحد قابل للتحقيق ومقبول سياسيًا يحل محل بروتوكول «كيوتو» الذي تم إقراره عام ١٩٩٧.
ونوه وزير البيئة، بأن لقاءاته مع «فابيوس»، وعدد من المسؤولين الفرنسيين المعنيين بالبيئة تناولت أيضا آفاقا وفرصا للتعاون المستقبلي بين مصر وفرنسا لإقامة مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وكشف فهمي أنه سيعود للعاصمة الفرنسية في يوليو للمشاركة «ممثلا لمصر وأفريقيا»، في اجتماع دولي لوزراء البيئة، مؤكدًا أن الجهود المبذولة لمواجهة التغير المناخي تتطلب تواصلا واتصالا مستمرا مع فرنسا بحكم أنها الدولة المضيفة لمؤتمر المناخ القادم.
وجدير بالذكر أن مصر تعد رئيس مجلس وزراء البيئة الأفارقة، ونائب رئيس مجلس وزراء البيئة العرب، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد تسلم في مطلع فبراير الماضي رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بالتغيرات المناخية.
وتتولى مصر خلال فترة رئاستها للجنة، التي تعد الأهم في إطار الاتحاد الأفريقي، تنسيق الموقف الأفريقي وقيادته على المستوى الدولي في المؤتمر الدولي الخاص بالدول الأطراف باتفاقية تغير المناخ المقررة في باريس هذا العام.
وكان وزير البيئة قد استهل زيارته للعاصمة الفرنسية أمس الخميس، لمدة يومين، حيث تعد ثاني زيارة له لفرنسا في أقل من شهر، وذلك في إطار التنسيق والتواصل المستمر بين البلدين.