x

أسامة غريب الفنانة والدكتور أسامة غريب الأربعاء 03-06-2015 21:42


يتباين رد فعل الفنان تجاه مسألة التقدم فى العمر مع ما قد يلحق بهذا من انحسار الأضواء وتراجع الطلب. بعضهم يتمسك بأدوار البطولة حتى النهاية، وينجح بشخصيته وقدراته فى أن يقنع الجمهور والمنتجين بجدارته بملء الشاشة وكتابة أفلام بمساحة كبيرة له، وبعضهم الآخر يحاول ويفشل فيضطر للاحتجاب أو قبول أدوار ثانوية تضمن له التواجد ولقمة العيش.

من النوع الأول يبرز فريد شوقى وكمال الشناوى وعادل أدهم وكل منهم ظل بطلاً لآخر عمره ورفض أن ينحدر ويقبل الفتات، وسار على دربهم عادل إمام فبقى بالصف الأول حتى الآن رغم بلوغه منتصف السبعينات من العمر.

أما النوع الثانى فينقسم إلى صنفين: واحد اتسم بالواقعية فقبل أصحابه بأداء أى أدوار مهما صغرت من أجل البقاء، ومثال على هذا عماد حمدى ومريم فخر الدين: وقد تربع كل منهما على العرش فيما مضى لسنوات طويلة، لكنهما خضعا لمنطق السوق ولم يملكا الإرادة ولا الذكاء اللذين يسمحان بالبقاء وفق شروطهما. أما الصنف الثانى من هذا النوع فهو الذى آثر الانسحاب عندما أيقن أن الموج عال والأضواء قد خفتت إلى أقصى حد وأن دوام الحال من المحال..هذا النوع تمثله هند رستم ونادية لطفى ونجلاء فتحى وأحمد رمزى وحسن يوسف. أما فاتن حمامة فلأنها سيدة الشاشة العربية فلم يكن من الممكن أن تتنازل وتقبل أدواراً ثانية أو تواجداً محدوداً، ولكنها رغم ذلك لم تستطع أن تجد طول الوقت سيناريوهات صالحة ومنتجين يقدمونها فى مواجهة محمد سعد ومحمد هنيدى.. لكن يظل أنها الفنانة العربية الوحيدة التى قامت ببطولة أفلام سينمائية وهى فوق الستين عندما قدمت «يوم مر ويوم حلو» ثم «أرض الأحلام»، كما قدمت آخر مسلسلاتها «وجه القمر» وهى فوق السبعين، بينما انسحبت نادية لطفى وهند رستم ونجلاء فتحى وكل منهن دون الأربعين!.

لكن يلاحظ بالنسبة لفاتن حمامة أنها اشتركت مع هند رستم فى كون كل منهما قد اقترنت بطبيب مشهور مليونير كفل لها الحماية من غوائل الزمن وضمن الحياة المرفهة التى اعتادت عليها، ولعل الأمر يتضمن ما هو أكثر من مصادفة عندما نعرف أن لبنى عبدالعزيز اعتزلت الفن للزواج بطبيب شهير هى الأخرى، ومثلها فعلت الفنانة المعتزلة إيمان!

صحيح أننا عرفنا فنانات عديدات تزوجن من رجال أعمال طمعاً فى الثروة وبعن شهرتهن وأسماءهن اللامعة لمن رمى بياضه ورسا عليه العطا، لكن هذه الزيجات كانت مؤقتة، وعرف طرفاها منذ البداية أن الأمر لن يطول.. هو حتى يشبع، وهى حتى تهبر.. لكن الفنانات اللاتى تزوجن من أطباء وعلى رأسهن العظيمة فاتن كن يبحثن عن زواج حقيقى يعيش ويدوم ويُنتج محبة وسكينة، ولهذا فإن زواجها بالدكتور محمد عبدالوهاب دام أربعين سنة، ومثلها هند رستم ولبنى عبدالعزيز.. فما حكاية الطب هذه وما الذى يجعل من الزواج بطبيب زواجاً حقيقياً على عكس الزواج الوهمى برجل أعمال مغامر؟ لعل الإجابة تكمن فى طبيعة عمل الطبيب التى تقتضى المذاكرة والبحث والاجتهاد والعمل الدؤوب، وهذا بطبيعة الحال يستلزم الاستقرار والأمان على العكس من رجال الأعمال السفلية الذين اعتادوا أن يخطفوا ويجروا.. فى البيزنس وفى النساء!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية