x

نيوتن السيدة خديجة ممنوعة من القيادة نيوتن الإثنين 01-06-2015 20:34


نعود إلى العام 585 ميلادياً. كانت السيدة خديجة مسماة في وقتها بأميرة قريش. تزوجت للمرة الأولى من عتيق بن عابد وتوفاه الله بعد أن أنجبت له ابنة. ثم تزوجت من أبوهالة بن زرارة وتوفاه الله بعد أن أنجبت له ولدين.

الأرملة الثرية عن أبيها التاجر طورت تجارته وأعماله.

كانت القوافل تقوم سنوياً صوب بلاد الشام للتجارة في الصيف. صوب اليمن في الشتاء. كان حجم قافلة سيدتنا خديجة يماثل قوافل العرب مجتمعين. كانت السيدة لا تخرج دائماً مع قوافلها. كانت تستوظف عنها من يقوم بهذا العمل. مقابل عمولة ما.

ذات يوم احتاجت إلى من يقود قافلتها إلى الشام. اقترح عليها أبوطالب بن عبدالمطلب ابن أخيه محمداً (صلعم). بسيرته العطرة ليرأس قافلتها. سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، كان مجرد أحد رعاة قافلة من تلك القوافل. ولكنه اكتسب سمعة بين عرب قريش. «الأمين»- «الصادق». أرسلت رجالها حوله يراقبون ما يفعل في مهمته. كذلك أرسلت معه خادمها «ميسرة» للقيام على خدمته.

***

بعد أن عادوا أخبروها بما رأوا منه. الأمانة والعفة والكفاءة والطهارة. أخبروها بعلامات تميزه عن سائر الرجال.

حقق «محمد» ضعف الربح الذي كانت تتوقعه السيدة خديجة. كل هذا وما سمعته أثار اهتمامها وفضولها. هي سيدة الأعمال. ولأنها سيدة أعمال ناجحة كان لها مستشارون أكفاء. ورقة بن نوفل. ابن عمها. حكمته لا يشق لها غبار. كلمت ابن عمها في أمر «محمد» (صلعم). قالت له إنها تفكر في الزواج به. شجعها على الفكرة. فضله عن سائر المتقدمين الآخرين. وكانوا كثراً.

■ ■ ■

وثقت في صديقة لها اسمها «نفيسة». بعثت بها إلى «محمد» (صلعم) تسأله إن كان يرغب في الزواج. قال لها إن حاله لا يسمح بالإنفاق على زوجة. عادت «نفيسة» تسأله: ماذا لو كانت الزوجة قادرة على القيام بحالها؟. وافق «محمد» (صلعم) على زيارة السيدة خديجة. بعد اللقاء والتوافق على الزواج. تشاور الطرفان مع أعمامهما. بارك الأعمام هذا الزواج. امتد لمدة خمسة وعشرين عاماً. أنجبت له ستة أطفال. ولد في البداية اسمه «قاسم» ثم «زينب»- «رقية»- «أم كلثوم»- «فاطمة» وأخيراً «عبدالله». توفى الولدان في طفولتهما.

كانت السيدة خديجة أول من أسلم. وظفت مالها لخدمة الدعوة- وفى فدية المظلومين. ماتت عن 65 عاماً بعد عشر سنوات من نزول الوحى على سيدنا «محمد» (صلعم).

■ ■ ■

لذلك مع تعاطفى الكامل وإعجابى بالكاتبة المميزة جداً «نادين البدير». إلا أننى مندهش. ألم تلاحظ أن العرب يسيرون للخلف. للوراء. لو جاءت السيدة «خديجة» اليوم إلى مكة. بعد 1500 سنة ميلادية. السيدة التي ترأس قوافلها. التي كانت تجند الرجال وتستوظفهم. لن تستطيع أن تستخرج ترخيصاً لقيادة سيارة. أو حتى لقيادة جمل.

هذا غير مقصور على السعودية. هذا هو حال العرب جميعاً. جميعاً «للخلف در». بأمر «ابن تيمية» فهذه تفسيراته. لا على أحد أن يراجعها. هي بأمر «سيد قطب». هذه أوامره. لا على أحد مناقشتها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية