x

«خلافات الإخوان» تقسم «التنظيم الدولى».. و«اجتماع أزمة» فى تركيا

الأحد 31-05-2015 12:16 | كتب: طارق صلاح, سعيد علي |
محمود عزت محمود عزت تصوير : other

تصاعدت حدة الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان، أمس، ونشبت خلافات حادة بين أعضاء التنظيم الدولى، حيث انقسموا ما بين مؤيد ومعارض للإطاحة بـ«الحرس القديم» من مكتب الإرشاد، واتفق قيادات التنظيم على عقد اجتماع لمناقشة الأمر، نهاية الأسبوع الجارى، بتركيا، فى الوقت الذى رفض فيه حزب الحرية والعدالة المنحل قيادة أى من الطرفين للجماعة، بينما أيد إخوان شمال وشرق القاهرة الإطاحة بالحرس القديم.

وذكرت مصادر وثيقة الصلة بالتنظيم أن هناك اختلافا فى وجهات نظر أعضائه، حيث يرى فريق ضرورة استمرار مكتب الإرشاد، بقيادة محمود عزت ومحمود حسين ومحمود غزلان، مبررين ذلك بأنهم تعرضوا لأحداث كبرى، ويعرفون كيفية الوصول إلى أهداف الجماعة، مهما طال الأمر، ودللوا على وجهة نظرهم بتعاملهم مع الأوضاع أثناء حكم مبارك وكيفية وصولهم للبرلمان، بعد صراع طويل مع النظام، فى الوقت الذى اعترض فيه أعضاء آخرون على وجهة نظر المؤيدين، باعتبار أن هذه القيادة هى السبب فيما آلت إليه أوضاع الجماعة، وأن عزت ورفاقه فشلوا فى كل المواقف التى مرت بها الإخوان، وتسببوا فى ضياع الحكم، ودخول الآلاف من أعضاء الجماعة السجون والمعتقلات.

وأضافت المصادر، التى رفضت ذكر اسمها فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن التنظيم الدولى الذى يترأسه محمد بديع، مرشد الجماعة المحبوس حاليا، اتفق أعضاؤه على عقد اجتماع بتركيا، نهاية الأسبوع الجارى، بعد الاطلاع والوقوف على ملابسات الخلاف وقراءة تقرير لجنة إدارة الأزمة الجديدة، الذى من المفترض أن يصل إلى التنظيم الدولى خلال ساعات.

من جانبها، قالت مصادر بجماعة الإخوان إن الحرس القديم يدرس بجدية الإطاحة بحسين، لإرضاء المجموعة الجديدة التى شكلت مكتب إرشاد وعزلت القيادات التاريخية للتنظيم، مشيرة إلى أن هناك اجتماعات مستمرة بين محمود عزت، نائب المرشد، مع مجموعة من التيار الجديد، بينهم محمد كمال، وسعد عليوة، وعلى بطيخ، أعضاء المكتب الجديد.

وأضافت المصادر أن التيار القديم يسعى لاسترداد المنافذ الإعلامية للجماعة، بعد أن أظهر الشباب سيطرتهم الكاملة على جميع المواقع الإخبارية والصفحات الرسمية للتنظيم، ومنعوا محمود حسين من نشر بياناته عليها، والتوصل إلى اتفاق يتضمن تشكيل لجنة من الأعضاء القدامى والجدد، لإدارة التنظيم لفترة محددة تشهد إجراء انتخابات جديدة تتطلب حضور 80% من أعضاء مجلس الشورى، لتأتى بمكتب إرشاد يدير التنظيم.

وفيما يتعلق بتصاعد الأزمة داخل مصر، أعلن المكتب الإدارى للإخوان بمنطقة شمال وشرق القاهرة تأييده إزاحة محمود عزت، نائب المرشد، ومحمود حسين، الأمين العام، ومحمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد، إضافة إلى جميع الأعضاء بالمكتب داخل السجون.

وذكر بيان صادر عن المكتب أن إخوان شمال وشرق القاهرة يؤيدون تجديد الدماء وتغيير القيادة ويثمنون المسار الثورى، مضيفا: «هالَنا وهالَ الكثير من إخواننا أن نرى تراشقاً إعلامياً بين قيادات الصف التى تربينا على يديها وتعلمنا منها التجرد للدعوة والإخلاص للغاية والصدق فى طلب الحق ونبذ الشقاق وكل ما يوصل إليه، فما بالنا والجماعة بشيبها وشبابها وبناتها ونسائها تخوض حرباً ضروسا مع نظام فاسد، فنحن فى هذه الظروف كما تعلمنا منكم دوماً، نقولها لكم ولا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها، نقول لكم أيها المربون والمشايخ والقيادات: اتقوا الله فى دماء الشهداء، اتقوا الله فى الحرمات التى تنتهك والأعراض التى تغتصب، اتقوا الله فى خيرة أبناء الوطن وزهرة شباب الأمة فى الأسر، اتقوا الله فى ثوار يبذلون العرق والدماء فى كل شوارع وميادين المحروسة».

وأضاف البيان: «نؤكد ما ذهب له الصف فى شتى نواحى البلاد من أن المسار الثورى الراهن ليس خيارا فرضته الضرورة بقدر ما هو خيار دين ووطن وثورة، وليس أَدَلَّ على ذلك من صدور الوثيقة العلمية الرصينة من أعلى المجامع الشرعية فى العالم، والتى عنونها أصحابها بعنوان: (نداء الكنانة)، وأن القيادة تكتسب ثقة الصف وتنال حق السمع والطاعة، وتنعقد لها البيعة الشرعية بلزوم سلامة الإجراءات وتصدرها الصفوف عبر انتخابات نزيهة شفافة، والتزامها بحسن الانتصاح بكل ما يصلها من قواعدها وسعيها لتحقيق الأهداف والغايات التى من أجلها تكونت الجماعة».

وتابع البيان: «لا عودة ولا حياد عن المسار الثورى الحالى الكامل المتصاعد الذى انتهجناه منذ اللحظات الأولى للانقلاب وفق الضوابط الشرعية والواقع السياسى والميدانى، ولا تفريط فى حقوق الشهداء والقصاص لهم وللمصابين والمضارين والمعتقلين وإسقاط جميع الأحكام عن الأسرى، كما أن اعتماد إجراءات الشورى طريقا ربانيا ارتضيناه، ولا حيدة عنه».

وطالب البيان بالبدء فى الإعداد للانتخابات، لاختيار مجلس شورى عام جديد، يقوم بتعيين مكتب إرشاد جديد، وفق ضوابط جديدة لاختيار القيادات وتمكين الكوادر الإخوانية الشابة، بحيث تقوم لجنة مستقلة تمثل جميع شرائح الجماعة بإعداد لائحة جديدة، على أن يراعى فى ذلك ألا يشارك فى الانتخابات (مشاركة أو إشرافاً) أى من القيادات التى أدارت الجماعة خلال الفترة الماضية، وأن تعرض جميع الخطط والاستراتيجيات والقرارات التى اتخذتها الإدارة الحالية على مجلس الشورى العام الجديد والمنتخب لإقرارها أو تغييرها.

وشدد البيان على الاستمرار فى استراتيجية الثورة التى اعتمدتها الجماعة بأشكالها ولجانها والعمل على إنفاذها وفق الهياكل التى تم اعتمادها طوال الفترة الماضية لحين انتخاب الهياكل الجديدة، مطالبا باستمرار اللجنة الإدارية التى تقود العمل فى الجماعة حاليا فى دورها وإدارة شؤون الجماعة بصورة مؤقتة، وذلك لحين إجراء الانتخابات وتعيين مكتب إرشاد خلال مدة لا تزيد على 45 يوما. وقال عقيل، فى بيان له، أمس: «تحب دعم المجموعة التى لبستنا فى الحيط لغاية فض رابعة، أم المجموعة التى لبستنا فى الحيط منذ الفض إلى الآن؟!»، وتابع: «لست مضطرا أن اختار بين خيارين سيئين، ولست مضطرا أن أستبدل فاشلا بفاشل آخر، نحن فى حاجة إلى طليعة جديدة تبنى المستقبل».

يأتى ذلك، فى الوقت الذى بدأ فيه الجناح الجديد داخل جماعة الإخوان حربه على محمود حسين، الأمين العام للجماعة، حيث تداول عدد من المواقع الإخوانية، مساء أمس الأول، معلومات حول زيارة حسين ووفد من التنظيم الدولى إلى إيران، لدعم موقفها ضد «عاصفة الحزم» التى تقودها السعودية فى اليمن.

وتعهد شباب الجماعة بفضح حسين واجتماعاته السرية بأطراف دولية خلال الفترة الماضية.

من جانبه، نفى محمود حسين زيارته إلى طهران، وقال، فى بيان مقتضب عبر صفحته على «فيسبوك»، إن ذلك لم يحدث طوال حياته.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية