x

هيثم دبور لماذا لا تصدر مكتبة الإسكندرية كتاباً عن مرسى؟ هيثم دبور الجمعة 29-05-2015 20:50


لماذا لم تطلق مكتبة الإسكندرية موقعا وكتابا عن «محمد مرسى» بوصفه رئيسا سابقا- متهما- للبلاد، ألا يستحق أن يذكره التاريخ مثلما سيذكر عدلى منصور الذي تم الاحتفال بإطلاق موقعه الإلكترونى مؤخرا، سيرد مجيب بصوت مرتفع بأن مرسى خائن ولا يستحق أن يذكره التاريخ أساسا، ولا يستحق أن تكرمه المكتبة بإطلاق موقع خاص له، وهنا يكمن مربط الفرس، التاريخ ليس تكريما، وإنما توثيق لما كان، وتجاهل المجرم بتاريخه يسقط جرائمه من الأذهان بمرور الزمن، ويجعل الأجيال الأحدث تتشكك في الرواية المتواترة الشفهية التي يحكيها الآخرون.

طوال تاريخهم من العمل السرى والعلنى، اهتم الإخوان المسلمون بالإعلام كخطاب جماهيرى يؤكد صورة معينة تريد الجماعة ترسيخها في الأذهان، البنا نفسه كتب في الصحف السيارة في وقته، وحتى بعد رحيل البنا وحل الجماعة ومحاولة عبدالناصر القضاء على الجماعة، تجد أن للإخوان تاريخا يكتبونه ويصدرونه، إذا رجعت إلى أعداد مجلة «الدعوة» في أواخر السبعينيات لوجدت كيف تعامل الإخوان مع صورتهم الذهنية، ومع إمامهم، ومع الأحكام التي صدرت بشأن حل الجماعة، لو اكتفيت برؤية الأغلفة فقط لفهمت ما أعنيه.

بمرور الزمان اختلفت الوسائل بين مجلة الدعوة وفضاء الإنترنت الواسع، الذي يصوغ الإخوان من خلاله التاريخ من وجهة نظر واحدة، في ظل غياب كامل من أجهزة الدولة والمؤسسات البحثية والتوثيقية بتوثيق ما حدث في فترة حكم مرسى، توثيق خطاباته الكارثية، وتأييده لأهله وعشيرته فقط، فخره بالعرق الإخوانى واعتباره جنسا أطهر من بقية المصريين.

لم أجد مشروعا جادا للتوثيق في مصر يوازى مشروع «ذاكرة مصر المعاصرة»، الذي يشرف عليه الدكتور خالد عزب، ويحقق من خلاله إنجازا تعمى عنه وسائل الإعلام رغم بطء الموقع، واستخدامه تقنيات قديمة نوعا ما، لكن الموقع نفسه التابع لمكتبة الإسكندرية اهتم بتوثيق حسن البنا نفسه وأفرد مجموعة من الوثائق النادرة عنه، صحيح أن السيرة الذاتية المكتوبة عن مؤسس الكيان الإخوانى الحالى تحتاج إلى تدقيق، لكن ذلك لا يمنع من فهم المشروع لدوره التوثيقى.

أتابع الموقع منذ فترة طويلة جدا، واستعنت بالخطب الموجودة لرؤساء مصر في أكثر من غرض بحثى سابق، إلا أن هذا التوثيق توقف عند السادات كرئيس، لم يصغ 30 عاما من حكم مبارك بعد، ولم يوثق رؤساء وزاراته والأحداث التي عاصرتها مصر في عهده، ولم يوثق الموقع ما تلاه من حكم محمد مرسى، أغلب ظنى- وبعض الظن إثم كما تعرفون- أن المكتبة لم تضع في خطتها إلى الآن توثيق تلك المرحلة، وهو ما يثير لدىّ علامة استفهام حقيقية يجب أن تجيب عنها المكتبة: متى تحول الغرض التوثيقى في مصر إلى تكريم المعاصرين فقط؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية