x

نيوتن نفسية الجمهورية الرابعة نيوتن الخميس 28-05-2015 21:43


كثيرون لا ينتبهون أننا فى عصر الجمهورية الرابعة، هذا المصطلح الذى اشتهرت به فرنسا.

هناك تشابه بصورة أو بأخرى بين جمهوريتنا الرابعة الحالية والتى كانت فى فرنسا فى الفترة من 1946 إلى 1958 حيث مشكلات كثيرة وصراع بين مؤسسات الدولة وحالة من عدم الارتياح وأداء الوزراء دون المستوى حيث يتم اختيارهم فى إطار نظام برلمانى، وتغييرات وزارية سريعة وخاطفة، ودستور غير مريح لجميع الأطراف. كان من أبرز رجال هذه المرحلة الجنرال شارل ديجول الذى مهد الطريق لما عرف فى فرنسا بالجمهورية الخامسة.. والتى صاغت دستورها من جديد وجعلت النظام شبه رئاسى واستمرت هذه الجمهورية من 1958 حتى اليوم.

أليست جمهوريتنا الرابعة فيها شىء مما كان فى فرنسا..؟ جمهوريتنا الرابعة غالبا ما تظهر عفوا. تكون على لسان رئيس الجمهورية. بلا ترتيب مسبق. تظهر بصورة عفوية. الدلالة والأهمية كلها تترجمها هذه العفوية. لا غيرها.

هذا عندما يلتقى بمجموعات فئوية كالصحافة. الأدباء. أو ممثلى الأحزاب. الدارج والمتعارف عليه هو النفاق. يظهر فى صورة مناشدة- فى صورة مشاركة له فى هموم الوطن- فى النهاية ينطوى الأمر دائما وبحكم الثقافة السائدة على تحريض. أيما كانت المناسبة. لو كانت صندوق «تحيا مصر» مثلا. يجىء التحريض فى صورة:

«ولكن سيادة الرئيس الأغنياء لا يدفعون».. يكون رده العفوى: «لن أضع يدى فى جيب أحد». أحيانا فى صورة تحريض على رجل أعمال. «الشهير فلان استغل ثغرة فى القانون». أخذ أرباحا بالمليارات ولم يسدد عنها ضرائبه- يكون رد فعله العفوى: «لن أهد المعبد كله من أجل إزالة عمود فيه».

أخيرا وليس آخرا. أمس الأول وفى آخر اجتماع للرئيس مع ممثلى الأحزاب قال أحدهم للرئيس:

- لقد هرَّبوا أموالهم للخارج يا ريس.. !

فكان رد الرئيس كالآتى:

- «فلوسهم وهم أحرار يودعوها حيث شاءوا».

بالمناسبة إذا جمعت هذه الردود العفوية ستجدها أهم من أى مانشيت ظهر حتى الآن.. أهم مما سمعناه فى المؤتمر الاقتصادى. فى الواقع هو مانشيت الجمهورية الرابعة.

هو ضميرها الذى يفتح الباب وبلا مواربة هذه المرة لاقتصاد السوق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية